كتب الشاب الفلسطيني ياسر بربخ وصيته على وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لشركة ميتا Meta الأمريكية، فيسبوك وإنستجرام والتي حاول أن يطلب النجدة فيها له ولشعب المقاومة الفلسطينية الفاضل، لكن لم يكن يعرف أن هذه الكلمات تفصله عن قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لجسده بعد منشوره بساعات.
وتتضمن وصية بربخ الآتي:
"وصية:
سيتم قطع الانترنت بالكامل عن قطاع غزة بعد ساعات،أكتب لكم وربما تكون هذه هي رسالتي الأخيرة، فالكل هنا معرض للموت في أي لحظة ما يحصل هو جريمة إبادة جماعية، الطائرات الحربية لا تغادر سماء القطاع وأصوات القصف في كل مكان أكتب لكم وأنفي يزكم برائحة الدخان والبارود برائحة الشهداء.
وأضاف :الجيد في الأمر أننا وإن فارقنا الحياة، نكون قد حظينا بشرف الموت من أجل قضية نبيلة، القضية الأكثر عدالة على وجه الأرض، بدون خضوع أو استسلام، أو تهاون .. نكون قد ارتقينا إلى الرفيق الأعلى بهامات مرفوعة، وبسمات تعكس شعور الفخر الذي يعترينا الآن نحن الذين عشنا شوكة في حلق المشروع الصهيوني، عشنا عين لامعة ببريق الأمل في وجه مخرز الظلم والإرهاب.إن لم يكتب لنا أن نستمر بالعيش فاحفظوا فعلنا وأسماءنا، واكتبوا على قبورنا بخط بارز: "هنا يرقد من أحبوا الحياة وما استطاعوا إليها سبيلا"، وادعو لنا من قلوبكم وسامحونا".
يجدر الإشارة أن الشاب فلسطيني الأصل ياسر بربخ في العشرينيات من عمره حاصل على درجة الماجستير في تخصص الدبلوماسية والعلاقات الدولية برسالة تحت عنوان "استراتيجية الردع الأمريكية تجاه الصين 2009-2021"، وكان يتردد على مصر كثيرا لأخذ دورات تدريبية تعليمية مع زملائه.
وانتقل بربخ إلى غزة بعد انتهاء التدريبات المخصصة له ليكون من ضمن الأبرياء الذي استحل جيش العدوان الإسرائيلي دمهم بحجة القضاء على إرهاب حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".
وكان قد نشر بربخ فيديو آخر قبل وفاته على موقع التواصل الاجتماعي الأمريكي إنستجرام يندد فيه بما تفعله إسرائيل بالشعب الفلسطيني من "إبادة جماعية" و "تطهير عرقي" وأنه تم شطب عائلات بأكملها من السجل المدني، وعلى رأس ينقطع عنهم الإنترنت فلا يستطيعون نقل صوت أهالي غزة للعالم الخارجي، كما وضح أن جيش العدوان الإسرائيلي يقصف المباني على أهاليها من أطفال وشيوخ ونساء وذوي احتياجات خاصة بالإضافة إلى المستشفيات ومجمعات الصحفيين وهي جريمة يعاقب عليها القانون الدولي، وتوجه بربخ بالشكر لأبناء الوطن العربي المتضامنين مع القضية ودعاهم أن يكونوا هم صوتهم الذي يصرخ في وجه العالم الخارجي بالصورة الحقيقية التي هي عليه.