رحلت الروائية اللبنانية ليلى بعلبكي، الرائدة في كتابة الرواية العربية، عن عمر ناهز 89 عاماً، في مقرّ إقامتها اللندني، بحسب ما أعلنت دار الآداب.
تعدّ بعلبكي من روّاد الكتابة النسوية في لبنان والعالم العربي، أسّست لنوع جريء من الأدب الروائي في فترة الستينيات، من خلال روايتها الأولى "أنا أحيا" (1958) عن منشورات مجلة "شعر".
وعلى الرغم من اختلاف الزمن، وعدم وجود وسائل تواصل حديثة، إلا أنها حقّقت شهرة عربية واسعة، واعتبرها النقّاد أول رواية عربية نسائية حرّة وجريئة. وورد في الإعلان "أن رواية بعلبكي سيكون لها أثر بعيد في مستقبل الرواية العربية".
كاتبة متجددة
لاقت "أنا أحيا" أصداء عربية عدّة، إذ اعتبرها الروائي الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا، أنها تتضمّن غنائية لفظية مميزة تقرّبها من الشعر". واعتبرها الأديب اللبناني ميخائيل نعيمة، "أنها كتابة روائية متجددة".
وكتبت فاطمة المحسن أن الرواية "التي كُتب عنها الكثير، تلخّص خطاب الحداثة اللبنانية في الستينيات، فهي على كونها رواية تقترب من أدب فرانسوا ساغان الذي شاع في العالم وقتذاك، كانت أصيلة في مضمونها التثاقفي".
ومما زاد من شهرتها حينها، أنه وعلى الرغم من أن "أنا أحيا" كان كتاباً مرخّصاً للنشر بشكل قانوني، إلا أن السلطات اللبنانية صادرته من دار النشر والمكتبات، واحتجزت "شرطة الآداب" الكاتبة لمدة ثلاث ساعات، وأحالتها إلى المحكمة للتحقيق.
بعدها صدر قرار بتبرئة بعلبكي، لكنها "أنهت المرحلة الأهم في مسارها الأدبي" بحسب النقّاد، وقال الشاعر أنسي الحاج حينها، "إن بعلبكي هي ضحية لأنها امرأة، ولأنها معروفة، ولأن رأيها صريح في النظام".
بعد مسيرة قصيرة من عمرها الأدبي، تنقّلت خلالها بين كتبها ومقالاتها الصحفية في "الحوادث"، و"النهار"، و"الأسبوع العربي". عملت موظفة في المجلس النيابي لسنوات عدّة.
انكفأت بعلبكي عن الكتابة لمدة خمسين سنة، وابتعدت عن وسائل الإعلام، وتفرّغت لحياتها العائلية بعد زواجها منتصف الثمانينيات، ثم هاجرت إلى بريطانيا.
أعادت "دار الآداب" الاعتبار لروايات بعلبكي، بعد أن أعادت طباعتها من جديد لتصبح متوفّرة في الأسواق، واستضافتها في جناحها في معرض الكتاب العربي في بيروت عام 2009، لتوقيع كتبها.
الكاتبة الراحلة هي ابنة الجنوب اللبناني، درست في جامعة القديس يوسف في بيروت، صدر لها "أنا أحيا"، و"الإلهة الممسوخة"، و"نحن بلا أقنعة"، وكتابها الأخير "سفينة حنان إلى القمر".