يعد قصف طائرات الجيش الإسرائيلي مستشفى المعمداني الأهلي، في حي الزيتون بمدينة غزة، الثلاثاء، وسقوط مئات الضحايا، نقطة تحول في مسار الصراع الراهن بين إسرائيل وحركة حماس، والذي يتصاعد بشكل فادح منذ 12 يومًا.
قصف مستشفى المعمداني
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث وصلت إلى أكثر من 3200 شهيد و11 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء.
واستشهد ما يزيد على 500 فلسطيني في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، بحسب ما أفادت وزارة الصحة الثلاثاء.
وأكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جريمة حرب جديدة بقصف ساحة مستشفى الأهلي العربي وسط مدينة غزة، حيث توافد عشرات من الشهداء والجرحى على مجمع الشفاء الطبي جراء القصف، مشيرا إلى أن مستشفى كان يضم مئات المرضى والجرحى والنازحين من منازلهم قسريا بسبب الغارات.
فيما عم الحداد جميع محافظات الضفة الغربية، في فلسطين، على أرواح مئات الشهداء الذين ارتقوا في المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بقصف مستشفى المعمداني بمدينة غزة، الثلاثاء.
وجرى تنكيس الأعلام على المؤسسات الرسمية الفلسطينية في محافظات الضفة الغربية، تنفيذا لتعليمات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أعلن الحداد العام لثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام حدادا على شهداء مستشفى المعمداني، وجميع شهداء شعبنا.
فيما قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، تعليقا على استهداف مستشفى المعمداني في مدينة غزة، الثلاثاء إنه في أوقات الحرب ينبغي الالتزام بقانون الحرب والقانون الإنساني الدولي.
[[system-code:ad:autoads]]
وأضاف وزارة الدفاع الأمريكية، أننا لا نعلم بعد من المسؤول عن القصف الذي استهدف المستشفى المعمداني في غزة، ولكن تتوقع من إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي في الحرب.
وأشارت البنتاجون، إلى أن حركة المقاومة الفلسطينية حماس تنشر قواتها داخل المستشفيات وهذا ما يظهر وحشيتها ويتسبب في سقوط المزيد من الضحايا، ولكن بالرغم من هذا ليس لدينا معلومات بعد بشأن ما إذا كان المستشفى المعمداني في غزة تضم موقعا لـ حماس.
ولفت البنتاجون إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تضع أي شروط مسبقة لمد الاحتلال الإسرائيلي بأي أسلحة، مؤكدا أن الولايات المتحدة تتواصل مع إسرائيل لضمان توفير احتياجات السكان في غزة، ونتوقع أن يثير الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الموضوع خلال زيارته لتل أبيب.
وشددت وزارة الدفاع الأمريكية، على أن واشنطن تعمل مع الاحتلال الإسرائيلي حاليا في ملف إنقاذ الرهائن ومعرفة أماكنهم.
مأوى لمن دمرت منازلهم
ووفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية، فقد قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في حي الزيتون بمدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد كبير من المواطنين.
وأضافت الوكالة، أن طائرات الاحتلال شنت غارة على المستشفى أثناء تواجد آلاف المواطنين النازحين الذين لجأوا إليه، بعد أن دمرت منازلهم، وبحثوا عن مكان آمن.
وأظهرت مقاطع فيديو، مركبات الإسعاف وهي تنقل الشهداء والمصابين، بالإضافة إلى اندلاع حريق جراء القصف، فيما قالت الدكتورة مي كيلة، وزيرة الصحة الفلسطينية، إن قصف مستشفى المعمداني "إبادة جماعية"، ونناشد المجتمع الدولي لحماية الشعب الفلسطينى.
وأضافت وزيرة الصحة الفلسطينية، في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، أن قصف المستشفيات بات هدفا رئيسا للاحتلال والمجتمع الدولي عاجز عن وقف العدوان.
وتابعت وزيرة الصحة الفلسطينية: القطاع الصحي في غزة على حافة الانهيار والخدمات على وشك النفاد، موضحة أن عائلات بأكملها تم إبادتها خلال العدوان الإسرائيلي على غزة.
ومن جانبها أدانت مصر بأشد العبارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية مساء الثلاثاء 17 أكتوبر الجاري، القصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا الأبرياء والجرحى والمصابين من المواطنين الفلسطينيين في غزة.
واعتبرت مصر هذا القصف المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية، انتهاكاً خطيراً لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية، مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لسياسات العقاب الجماعي ضد أهالي قطاع غزة.
وطالبت مصر جميع دول العالم، لا سيما الدول الكبرى وذات التأثير، بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات وإدانتها بلا مواربة، ومطالبة إسرائيل بالتوقف عن استهداف محيط معبر رفح لتمكين مصر ومن يرغب من باقي الدول والمنظمات الدولية والإغاثية لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أسرع وقت.
وندد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام، بشدة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى الأهلي في غزة، موصفا إياه بـ"المجزرة" التي خلفت 500 شهيد ومئات الجرحى.
إبادة جماعية بحق السكان
وأضاف مهران - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن استهداف المستشفيات جريمة حرب صارخة تنتهك القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، مطالبا بفتح تحقيق دولي عاجل ومحاكمة مرتكبي هذه "المجزرة".
ولفت أستاذ القانون الدولي إلى نص المادة (27) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على حماية الأشخاص المدنيين وقت الحرب، وتحظر مهاجمة المدنيين وجرحى الحرب والمرضى والعاملين في المجال الطبي، كما تنص المادة (18) من ذات الاتفاقية على حماية المستشفيات المدنية في النزاعات المسلحة، وتحظر تعريضها للهجوم أو تدميرها.
وأوضح أن المادة (8) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، تعتبر استهداف المدنيين والعاملين في المجالين الإنساني والطبي، جريمة حرب، كما تحظر المادة (51) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، الهجمات العشوائية ضد المدنيين والمنشآت المدنية كالمستشفيات.
وحمل مهران الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الهجوم، داعيا المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف ما وصفها بـ"الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي" من قبل إسرائيل، مطالباً المنظمات الدولية والدول العربية بالتحرك العاجل لحماية المدنيين في غزة، ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
من جانبه أدان نقيب أطباء مصر ورئيس اتحاد المهن الطبية الدكتور أسامة عبد الحي، بأشد العبارات، ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي الإجرامي، مجزرة جديدة بقصفه المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في حي الزيتون بقطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط مئات الشهداء من الضحايا الأبرياء والجرحى والمصابين من المواطنين الفلسطينيين.
وأكد عبد الحي في بيان له اليوم، أن قصف المستشفيات جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، يجب محاسبة مرتكبيها وإحالتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، مطالبا المجتمع الدولي وقادة الدول العربية ودول العالم أجمع، بالتدخل الفوري لوقف المجازر والانتهاكات الإجرامية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وشدد على ضرورة التدخل أيضا للضغط على الجانب الإسرائيلي لفتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية من أدوية وغذاء لقطاع غزة المحاصر، مجددا دعمه ومجلس النقابة العامة للأطباء، لحق الشعب الفلسطيني في المقاومة والرد على جرائم الإحتلال الإسرائيلي المتكررة.