الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا طلب جذع النخلة من رسول الله فدعا به؟.. علي جمعة: كلنا نتمناه

طلب جذع النخلة من
طلب جذع النخلة من رسول الله

تعد قصة جذع النخلة الذي بكى لفراق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من القصص الشهيرة المعروفة للكثيرين، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن أسرارها مكشوفة كذلك ، فلايزال هناك أسرار فيها خفية ومنها ماذا طلب جذع النخلة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما احتضنه ليسكن ؟، فإذا كانت قصة جذع النخلة الباكي تحمل لنا دلالات على رفق ورحمة وحنان سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فهذا يدفعنا لمعرفة ماذا طلب جذع النخلة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما احتضنه ليسكن ؟ خاصة وقد استجاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لطلبه ودعا الله تعالى أن يلبيه.

ماذا طلب جذع النخلة من رسول الله

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه كان سيدنا رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  طاقة حب ورحمة وحنان ورأفة ورقة تسري روحها في كل شيء حتى الجماد.

و أوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال : ( ماذا طلب جذع النخلة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما احتضنه ليسكن ؟)، أنه قد كان سيدنا رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب فجاء رومي فقال: ألا نصنع لك شيئا، تقعد وكأنك قائم؟ فصنع له منبرا له درجتان، ويقعد على الثالثة -والمنبر الذي في المدينة الآن مكان ذلك المنبر الشريف-.

وتابع: والنبي  -صلى الله عليه وسلم-  كان يخطب إلى جذع فلما صنع المنبر فتحوّل إليه حن الجذع، فأتاه رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  فاحتضنه فسكن وقال: (لو لم أحتضنه لحّن إلى يوم القيامة) -حزنا على فراق سيدنا رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- - ، فأمر به رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  فدفن؛ يعني الجذع .

وأضاف أنه حن الجذع حنينًا سمعه من في المسجد، والنبي  -صلى الله عليه وسلم-  وصفه ربه بأنه { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } للجن والإنس والجماد والحيوان ، والنبي  -صلى الله عليه وسلم-  هو الذي قال: (إنما إنا رحمة مهداة)، والنبي  -صلى الله عليه وسلم-  هو الذي قال: (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).

وأشار إلى أنه نزل النبي  -صلى الله عليه وسلم-  بقدره الجليل، واحتضن هذا الجذع حتى سكن وهو يقول -والصحابة تسمع-: (أفعل إن شاء الله . أفعل إن شاء الله)، وقال: (والله لو لم أحتضنه لبقى في حنينه إلى يوم القيامة) ودفن النبي  -صلى الله عليه وسلم-  الجذع وسأله الناس: تفعل ماذا يا رسول الله ؟ قال: (سألني أن يكون رفيقي في الجنة فقلت: أفعل إن شاء الله) -أي أنه يدعو ربه - سبحانه وتعالى - ، يدعو ملك الملوك أن يصاحبه هذا الجذع في الجنة-.

وأفاد بأنه كان الحسن البصري- رحمه الله- إذا حدث بحديث الجذع يقول: يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  شوقا إلى لقائه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه)، فاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نُورِ الأَنْوَارِ ، وَسِرِّ الأَسِرَارِ ، وَتِرْيَاقِ الأَغْيَارِ ، وَمِفْتَاحِ بَابِ الْيَسَارِ. سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْمُخْتَارِ وَآلِهِ الأَطْهَارِ وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ. عَدَد نِعَمِ الله وَأِفْضَالِهِ.

حديث حنين الجذع للنبي

روي عن جابر بن عبدالله وحدثه البخاري فيصحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3585، أنه كانَ المَسْجِدُ مَسْقُوفًا علَى جُذُوعٍ مِن نَخْلٍ، فَكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا خَطَبَ يَقُومُ إلى جِذْعٍ منها، فَلَمَّا صُنِعَ له المِنْبَرُ وكانَ عليه، فَسَمِعْنَا لِذلكَ الجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ العِشَارِ، حتَّى جَاءَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ.

في هذا الحَديثِ مُعجِزةٌ مِن مُعْجزاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهي حَنينُ الجِذعِ إليه؛ فيَرْوي جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما في هذا الحَديثِ أنَّ مَسجِدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان مَسْقوفًا على جُذوعٍ مِن نَخلٍ، فكانت جُذوعُ النَّخلِ له كالأعْمِدةِ، يَستَنِدُ عليه السَّقفُ، وكان إذا خطَبَ يَقومُ واقفًا مُستنِدًا على جِذْعٍ منها، فلمَّا صُنِعَ له المِنبَرُ، وقام عليه سَمِع الصَّحابةُ رِضوانُ اللهِ عليهم لذلك الجِذعِ الَّذي كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقِفُ عندَه، ويَستنِدُ عليه؛ صَوتًا كصَوتِ العِشارِ، يَعني: النَّاقةَ الَّتي بلَغَتْ في حَمْلِها الشَّهرَ العاشِرَ، وهو صَوتٌ كصَوتِ الحَنينِ والحُزنِ، فجاءَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوضَعَ يَدَه عليه فسكَتَ الصَّوتُ.
فذلك حالُ الجَماداتِ معَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فما بالُكَ بمَن يَمتلِكُ صِفةَ الإحْساسِ الفِطريَّةَ! فاللَّهُمَّ ارْزُقْنا حُبَّ نَبيِّكَ وحُسنَ اتِّباعِه، وصُحبَتَه في الآخِرةِ برَحمتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.
وفي الحَديثِ: مَشروعيَّةُ اتِّخاذِ المِنبَرِ في المَساجدِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ الوُقوفِ في الخُطبةِ على أيِّ شَيءٍ مُرتفِعٍ.