الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف تكون عبدا مستورا؟.. علي جمعة: هذا الذكر يقيك شر الفضيحة

كيف تكون عبدا مستورا
كيف تكون عبدا مستورا

لاشك أن الجميع وليس الكثير يبحث عن كيف يكون عبدا مستورا ؟،فنعمة الستر من أعظم النعم التي يمن الله سبحانه وتعالى بها على عباده، ولا استثناء لأحد من الحاجة إلى ستر الله جل وعلا، لذا يبحث الجميع عن كيف تكون عبدا مستورا من الفضيحة في الدنيا والآخرة.

كيف تكون عبدا مستورا

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه إذا كنت تريد أن يكون الأمر مستور معك ولا تنحرف عن طريق الله، فابدأ في الصلاة على المصطفى  -صلى الله عليه وسلم-  لأن كل الأعمال بين القبول والرفض إلا الصلاة على  -صلى الله عليه وسلم-  فهى مقبولة حتى من المنافق والفاسق.

و أوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال : ( كيف يكون عبدا مستورا ؟)، أن ذلك لتعلقها بالجناب الأعظم، منوهًا بأنه إذا كانت هذه هى حال الصلاة على النبي  -صلى الله عليه وسلم-  من المنافق وهى مقبولة، فما بالك إذا كانت من المؤمن! فإنها تكون مقبولة أكثر وأكثر قال صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ صَلَّى عَلَىّ واحِدَة صَلَّى اللهُ عليه عَشْرًا) .

وأشار إلى أن أبي لهب فَرِحَ عندما َوُلِدَ سيدنا رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  والتي كانت حاضرة الولادة ثويبة جارية أبى لهب، فجاءت فَرِحَة تقول له أبشر فلقد أتت آمنة بولد، ففرح أبو لهب فأعتقها فإنهم كان إذا جاء لهم بشير أعطوه جائزة، وهل هناك جائزة أحسن من أنه حررها وأعطى لها نفسها!.

وتابع:  وسيدنا رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  قد وُلِدَ يوم الاثنين، وأبو لهب في النار بنص القرآن، ولكن كل يوم اثنين يُخَفَّفُ عنه العذاب ويخرج له شيء قليل من الماء ويروى نفسه قليلاً بما فَرِحَ بمقدِمِ النبي  -صلى الله عليه وسلم-  ، فما بالك لو فرح المؤمن.

وأضاف: وأنشد الحافظ شمس الدين الدمشقي في كتابه المسمى مورد الصادي في مولد الهادي: (إذا كان هذا كافرا جاء ذمه ... وتبَّت يداه فى الجحيم مخلدا  ، أتى أنه فى يوم الاثنين دائما ... يخفف عنه للسرور بأحمدا ، فما الظن بالعبد الذى كان عمره ... بأحمد مسرورا ومات موحدا؟).

أسباب ستر الله للعبد

يتحقّق ستر الله للعبد إذا التزم أفعالاً عدّةً، منها أن يحرص العبد على ستر المسلمين من حوله، ويكون ستر المسلمين بعدّة أشكالٍ، منها:

  • ألّا يذكر عورات أحدٍ منهم أمام الناس.
  • ألّا يتهاون في ذكر بعض أسماء الناس التي بدت من أحدهم أفعالٌ سيّئةٌ، بحُجة ذكر تفاصيل موقفٍ بعينه.
  • أن يتوجّه لله تعالى بالسؤال أن يستره في الصباح والمساء، وقد جعل النبيّ -عليه السّلام- هذا الدعاء من ضمن أذكار الصباح والمساء.
  • شعور العبد بحاجته لستر الله تعالى عليه على الدوام.
  • احتساب ستر المسلمين أنّه بنيّة أن يستره الله سبحانه.

الله الستّير

كان من أسماء الله الحسنى التي أسمى نفسه بها؛ الستّير، وفي معناه قال البيهقيّ: "أنّه ساتِرٌ يستر على عباده كثيراً، ولا يفضحهم في المشاهد"، كذلك يُحبّ من عباده الستر على أنفسهم؛ فمن ستر الله تعالى على عباده أن يستر أحدهم حين يقترف المعاصي فلا يفضحه بفعلته، ولا يأخذه بذنبه من أوّل مرّةٍ، بل إنّ الله شرع الاستغفار لعباده، فبدلاً من أن يُذيع ذنبه ويخبر به، جعله يتوجّه إلى الاستغفار والتوبة ممّا بدر منه، وإذا فهم المسلم اسم الله الستير، انعكس ذلك بالخير على سلوكه وأفعاله، فالتزم خُلق الستر في حياته هو كذلك.

آثار الستر في حياة الناس

إذا شاع فكر الستر بين الناس، فإنّ هذا سيؤدي إلى شيوع آثارٍ إيجابيّةٍ تعود على الفرد والمجتمع، ومن الآثار الإيجابيّة للستر ما يأتي: الإحساس بفضل الستر؛ إذ إنّ الله يستر من ستر ذنب غيره، و إتاحة الله تعالى لعباده أن يعودوا عن أخطائهم ويتوبوا من ذنوبهم إذا ستر عليهم حيناً من الزمن، و الستر بين الناس يكون بمثابة علاجٍ لبعض المشاكل الاجتماعيّة، و شيوع الستر بين الناس يؤدي إلى شيوع المحبّة والألفة بينهم، فيجعل الناس يحسنون الظنّ ببعضهم البعض.


 


-