تحاول أوكرانيا إبقاء داعميها الدوليين على مقربة منها، حيث تهدد الآثار غير المباشرة للحرب مع روسيا - فضلاً عن القضايا الشائكة المتمثلة في النزاعات الدبلوماسية والإجهاد الناتج عن الصراع والانتخابات - بإزعاج تحالفاتها والإضرار بدعم قضيتها، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
تظهر استطلاعات الرأي التي أجريت في كل من أوروبا والولايات المتحدة أن هناك تراجعاً عاماً في دعم التدابير الداعمة لأوكرانيا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتمويل الإضافي وتوريد المعدات العسكرية.
وأشار محللون سياسيون في شركة ”تينيو” لاستشارات المخاطر إلى أن ”الانقسامات الحزبية تبدو آخذة في الظهور في كل من أوروبا والولايات المتحدة بشأن دعم أوكرانيا”، مضيفين أن الحكومات تبدو حريصة على إعطاء الأولوية للسياسات المحلية قبل أوكرانيا، خاصة وأن الانتخابات تلوح في الأفق في أوكرانيا.
وعلى هذا النحو، فهناك مخاوف من أن تستغل روسيا نقاط الضعف والانقسامات لقلب الأمور لصالحها.
ومن المؤكد أن المحللين الروس يعتقدون أن الرئيس فلاديمير بوتين يعتمد على تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا سياسيا وعسكريا.
وقال أحد الأكاديميين والمؤرخين والمؤلفين الروس البارزين وهو سيرجي ميدفيديف : ”أعتقد أن الغرب متعب. الجميع قلقون بشأن الانتخابات الأمريكية في عام 2024 ومزاج الجمهور الأمريكي، وخاصة إذا عاد ترامب أو الجمهوريون بشكل عام إلى السلطة".
وعندما اندلع خلاف علني بين بولندا وأوكرانيا الأسبوع الماضي، سارع الكرملين إلى استغلال التوترات.
وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف للصحفيين (مع أكثر من تلميح ضمني للشماتة) إن روسيا ”تستطيع أن ترى أن هناك احتكاكات واضحة بين وارسو وكييف” وتوقع أن ”هذه الاحتكاكات بين وارسو وكييف سوف تتزايد”.
ومن المرجح أن موسكو كانت تراقب المشاكل التي كانت تختمر بين أوكرانيا وحليفتها وجارتها بولندا بشأن الصادرات الزراعية طوال الصيف.
وفي نهاية المطاف، خلقت روسيا الظروف لتصاعد التوترات في أوروبا الشرقية بعد انسحابها من صفقة حبوب البحر الأسود في يوليو، مما يعني أن الغالبية العظمى من الصادرات الزراعية الأوكرانية كان لا بد من نقلها عبر الطرق البرية أو السكك الحديدية أو النهرية عبر أوروبا الشرقية.