تتجه كثير من الدول لاستخدام عملات أجنبية أخرى خلاف الدولار الأمريكي مثل الروبل واليورو واليوان والجنيه الإسترليني، للتخفيف من الطلب الكبير على الدولار وتقليل الضغط كذلك على العملات المحلية والتي أصبحت تعاني بشدة مقابل الأخضر الأمريكي في ظل الأزمات الاقتصادية التي تحيط بالعالم.
سياسة التخلي عن الدولار
واعتمدت روسيا قائمة تضم عدد من الدول يعتبرها الكرملين صديقة ومحايدة تسمح للبنوك والمضاربين منها بالتداول في سوق الصرف الأجنبي والأسواق المالية في روسيا، في خطوة تهدف لجعل التحويل المباشر للعملات الوطنية للدول الصديقة والمحايدة وتشكيل عروض الأسعار المباشرة للروبل أكثر كفاءة.
[[system-code:ad:autoads]]
ووفقًا لموقع ناسداك الأمريكي، منذ أن أرسلت موسكو قوات إلى أوكرانيا في فبراير 2022، تعمل روسيا على توسيع نطاق وصول الدول الصديقة إلى بنيتها التحتية المالية، بعد أن تم تجميد روسيا إلى حد كبير عن الأنظمة والعملات الغربية.
وتعتبر روسيا الدول التي فرضت عقوبات عليها بسبب ما تسميه عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا دول "غير ودية".
وتضمنت القائمة المعتمدة أكثر من 30 دولة من ضمنهم مصر وبيلاروسيا وكازاخستان، وأوزبكستان والجزائر والبحرين والصين وقطر والمغرب والمملكة العربية السعودية والإمارات وجنوب أفريقيا.
وقالت الحكومة الروسية، إن "القرار يهدف إلى تحسين كفاءة آلية التحويل المباشر للعملات الوطنية للدول الصديقة والمحايدة، وتشكيل أسعار مباشرة للروبل لتلبية طلب الاقتصاد الروسي على التسويات بالعملة الوطنية".
وبشكل منفصل، قالت بورصة موسكو، أكبر بورصة في روسيا، إن فرص معاملات العملات الأجنبية ستتسع اعتبارًا من 25 سبتمبر، مع إضافة معاملات زوج العملات الدرهم والروبل، مع التسويات بالروبل.
وقال نائب وزير المالية أليكسي مويسيف إن روسيا كانت جزئيا "رهينة" لسياستها الخاصة بتعزيز استخدام الروبل في التسويات الدولية.
إحلال الروبل بدل الدولار
القرار الجديد سيسمح لمصر وروسيا باستخدام الروبل والجنيه في المعاملات التجارية بين البلدين وذلك بدلا عن الدولار، حيث يقدر حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا بنحو 4.7 مليار دولار لعام 2021، وستستفيد كذلك مصر بالسياحة الروسية الوافدة إليها في الحصول على الروبل الروسي في التبادل التجاري.
من جانبه قال وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والاحصاء والتشريع، إن التعامل بين مصر وروسيا بعيدًا عن الدولار ليس أول مرة، فهناك علاقات اقتصادية تاريخية بين مصر والاتحاد السوفيتي في السابق، وكان يتم هناك عمليات تبادل مباشرة بين البلدين سواء في الصادرات المصرية مثل الموالح والمنتجات الزراعية والصناعية والواردات القادمة من الاتحاد السوفيتي السابق، كما أن مصر لها تجربة قريبة في مجال التبادل التجاري المباشر عن طريق اتفاقية تبادل العملات مع الصين.
تشجيع المقايضة
وأضاف جاب الله لـ “صدى البلد” أن تبادل العملات مع روسيا أو التعامل المباشر مع العملات المحلية أو آليات ترتبط بتشجيع المقايضة بأن يكون هناك تشجيع للمنتجات المصرية لدخول السوق الروسي مقابل دخول منتجات روسية للسوق المصري، أو أي آلية بعيدة عن الدولار فهي أمر جيد وامتداد لعلاقات تاريخية وعمليات تبادل تجاري سبق وأن تمت في هذا السياق، ويمكن أن تعود بالفائدة على البلدين.
وأشار: السوق الروسية الأن متعطش للكثير من المنتجات التي كان يتم استيرادها من السوق الأوروبية فضلا عن أن مصر بالفعل تستورد بقيم مرتفعة القمح والعديد من المنتجات الخام من روسيا وبالتالي المنتجات التي يمكن أن تكون محل تجارة دولية بين البلدين موجودة وقابلة للزيادة، واستخدام عملات أخرى بعيدا عن الدولار يمكن أن يكون لصالح البلدين في الفترة القادمة.
وتشهد أسعار الدولار الأمريكي للشهر السادس على التوالي في البنوك العاملة في مصر استقرار دون أي ارتفاعات مقابل الجنيه المصري الذي يواجه معركة مصيرية في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية.