حصلت الكاتبة رحاب لؤي مؤخرًا على جائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول، عن روايتها "قرية المائة"، وذلك تزامنا مع الذكرى الثانية عشرة لرحيل الكاتب الكبير خيري شلبي، والذكرى الثانية لرحيل ابنته الفنانة إيمان خيري شلبي، مؤسسة الجائزة.. لذلك كان هذا الحوار، الذي أردنا من خلاله الاقتراب أكثر من تجربة رحاب لؤي الإبداعية.
[[system-code:ad:autoads]]
في البداية أريد أن أعرف.. هل توقعتي الفوز؟
الحقيقة هذه أول مرة أكتب رواية ولم أكن أتوقع بأي شكل من الأشكال أن تكون حتى في القائمة الطويلة. وهذا ليس لأنني أشك في الرواية. لكن لأنني أفتقد القدرة على الحكم على ما أكتبه. فليس باستطاعة أحد الحكم على شيء قام به ويكون حكمه عادل على الأمر. فقد كنت بحاجة إلى جائزة تخبرني بأن ما كتبته يجعلني أخصص جزء من وقتي لكي أكتب القصص والروايات، لذلك لم أجد أفضل من جائزة خيري شلبي كي يقيموا ما أقوم به، وقد قلت خلال حفل تسليم الجائزة: إذا تواجدت في القائمة الطويلة فذلك معناه أنني أستطيع الكتابة، وإذا تواجدت في القائمة القصيرة فذلك معناه أنني جيدة جدًا وأستطيع الكتابة بشكل جيد. ولكني لم أكن أتوقع الفوز، وهذا معناه أن حكمي على نفسي قاسي جدًا وأنني أحتاج لأن أنظر لنفسي بطريقة مختلفة. فالجائزة تعتبر شهادة ميلاد بأن هناك أمل والأمر يستحق أن أعطي لنفسي وقت أكبر للكتابة.
إذن.. وما هي قصة الرواية؟
الرواية تدور داخل قرية خيالية في زمن بعيد وعدد سكان هذه القرية مائة شخص، وفي هذه القرية يوجد شيء غريب بداخلها، هو أنها لا يوجد بداخلها أية مقابر لذلك كان السؤال «أين يذهب الناس ولماذا هم 100 فقط؟» فهذه هي فكرة الرئيسية للرواية.
الرواية تتطلبت منك وقتًا طويلًا للإعداد.. لماذا؟
بدأت في عملية الكتابة خلال عام 2019 وكنت في ذلك الوقت قد اشتركت في ورشة لكتابة الرواية الكاتب طارق إمام. وكان من المفترض أنه في نهاية الورشة سيكون هناك فائزًا، وصاحب الحظ ستنشر روايته. كان ذلك في نهاية عام 2019 وبداية 2020، ولكن جاءت كورونا وتوقف كل شيء. توقفت الورشة فلم أعد أعرف إذا كان ما أكتبه صحيحًا أم لا.. كنت أتصرف من نفسي؛ لذلك قمت بهدم ما كتبته أكثر من مرة، فالرواية تدور في الأساس داخل قرية وأنا الواقع لم أزر قرى أو أرياف سوى مرة واحدة فقط، لذلك كان من الصعب أن أقنع القارئ أن يعيش أجواء القرية وتفاصيل القرية والقرى في الماضي وأنا في الأساس لم أر هذه الأشياء؛ لذلك كان لابد من قراءة مكثفة متعلقة بهذا الموضع في تاريخ القرى المصرية، وأيضًا في تاريخ أعيان القرى ونظامها الإداري. وقد أخذ ذلك وقتًا طويلًا مني كي أكتب التفاصيل بدون أن يشعر القارئ بأني ألقنه معلومات تاريخية. لذلك سعدت عندما أعلنت لجنة التحكيم في حيثيات الفوز، أن أحد أسباب فوز الرواية أن الكاتبة على علم بعالم القرية وأنني قد قدمت صورة جيدة جدًا للقرى حسب وصفهم. وأنا لكي أصل لهذه النقطة كنت بحاجة لوقت طويل جدًا لقراءة واستيعاب ورسم الصورة بشكل كما ينبغي أن يكون.
ما هي الرسائل التي أردتي إصالها من خلال الرواية؟
الفكرة الأساسية هي فكرة الخذلان. أن الإنسان يخذل نفسه ويخذل شخص وثق فيه فهذه هي التيمة الأساسية التي كانت أمام عيني وأنا أكتب.
تأثرتي بمن من الكتاب؟
هناك مجموعة كبيرة من الكتاب أحب القراءة لهم دائمًا وأسلوبهم يمتعني كقارئة وكصحفة لأنني في الأساس صحفية منذ ما يقرب الـ 16 عامًا، وقد أحببت أسلوب الأستاذ خيري شلبي، إبراهيم أصلان، والأستاذ مكاوي سعيد، وصديقي إدريس على، إذ كنت دائمًا أتوقف أمام تركيبة الجملة التي يكتبها، فأنا أؤمن أن "الشطارة" هي أن تجعل شخصًا لا يعرفك بصورة شخصية، ولكنه يستمتع جدا بما تكتبه.
في النهاية.. ما هو مشروعك الأدبي خلال الفترة المقبلة؟
هناك رواية جديدة بدأت في كتابتها منذ فترة بالفعل، فعقلي يمليها عليّ وأقولها لروحي. وهذه الرواية ليس لها اي علاقة بروايتي السابقة، فهي تنطلق من فكرة الكتابة الذاتية، فأنا ما زلت في طور الكتابة وأعتقد أنها ستأخذ وقتًا يمكن أن يمتد لنحو العام، كي تكون صالحة للنشر.