التقى كيم وبوتين في ميناء فضائي روسي لإجراء محادثات حول صفقات سلاح محتملة
أشعلت زيارة الزعيم الكوري الشمالي تحذيرات واشنطن للدولتين
تسعى بيونج يانج للحصول على الغذاء والتكنولوجيا الروسية
أجرى زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات استمرت ساعات في ميناء فضائي روسي، اليوم الأربعاء، وذلك في لقاء نادر أثار مخاوف غربية من أن يقدم الزعيم الكوري الشمالي دعمًا عسكريًا للرئيس الروسي في أوكرانيا، وفق ماذكرت شبكة إن بي سي الأمريكية.
ابتسم الزعيمان وتصافحا عندما التقيا في ميناء فوستوشني الفضائي في منطقة أمور بأقصى شرق روسيا.
تعد هذه رحلة نادرة لكيم إلى الخارج، وهي الأولى له بعد ثلاث سنوات من العزلة الوبائية، وعلامة على مدى تأثير حرب الكرملين على أهمية أصدقائه القلائل المتبقين.
دعم "الكفاح المقدس" لروسيا
والتقى الرجلان عند مدخل مبنى تجميع مركبات الإطلاق الفضائية، حيث قال بوتين إنه "سعيد برؤية" كيم، وشكر الزعيم الكوري الشمالي مضيفه على دعوته لزيارة روسيا "على الرغم من انشغاله".
كما هنأ بوتين كيم بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس بلاده، والتي احتفلت بها كوريا الشمالية يوم السبت.
وكان الاتحاد السوفييتي، الدولة السابقة لروسيا، أول دولة تعترف بكوريا الشمالية عندما تأسست في عام 1948، ودعم كوريا الشمالية في حربها ضد كوريا الجنوبية في الفترة من 1950 إلى 1953.
والآن يبدو أن الدور قد حان على كوريا الشمالية لتقديم المساعدة لروسيا.
وعرض كيم على بوتين "دعم بلاده الكامل وغير المشروط" لما أسماه "معركة روسيا المقدسة" للدفاع عن مصالحها الأمنية، في إشارة واضحة إلى حرب بوتين لأوكرانيا في فبراير2022 ، وتعهد بأن كوريا الشمالية "ستكون دائما جنبا إلى جنب مع روسيا في المنطقة ، وضد الحرب الإمبريالية".
وبعد أن قاما بجولة في الميناء الفضائي، أجريا محادثات بين وفديهما ثم عقدا اجتماعًا فرديًا.
وقبل لقائه مع بوتين، كتب كيم في سجل الزوار: "إن مجد روسيا، التي أنجبت أول مستكشفي الفضاء، سيكون خالدا".
وتناول الزعيمان العشاء من الأطباق المحلية بما في ذلك سلطة مع البط مع التين والنكتارين وفطائر السلطعون وحساء السمك وسمك الحفش والنبيذ الأبيض والأحمر الروسي.
وردا على سؤال من الصحفيين عما إذا كان هو وكيم سيناقشان أمر صفقات أسلحة، قال بوتين إنهما سيجيبان على "جميع الأسئلة" وأن "هناك وقتا لذلك"، حسبما ذكرت وكالة أنباء ريا نوفوستي الرسمية.
واقترح بوتين أيضًا أن روسيا يمكن أن تساعد كوريا الشمالية في تطوير الأقمار الصناعية، مشيرًا إلى أن كيم "يُظهر اهتمامًا كبيرًا بتكنولوجيا الصواريخ".
وبعد لقائه مع كيم، قال بوتين إن الزعيم الكوري الشمالي لديه "برنامج كبير" ينتظره، وسيواصل جولته في روسيا بزيارات مخطط لها إلى مدينتي كومسومولسك أون أمور وفلاديفوستوك في أقصى الشرق.
وقال كيم إن زيارته لروسيا، وهي الأولى له منذ عام 2019، أظهرت أن حكومته "تعطي الأولوية للأهمية الاستراتيجية" للعلاقات بين البلدين.
وخلال جولته في الميناء الفضائي، طرح كيم أسئلة تفصيلية حول التكنولوجيا المستخدمة بالمحطة .
وفي الأشهر الأخيرة، حاولت حكومته مرتين وفشلت في إطلاق ما تقول إنه قمر تجسس صناعي.
ويقول الخبراء إن روسيا تحتاج إلى قذائف مدفعية في الوقت الذي تحاول فيه صد الهجوم المضاد الأوكراني، بينما تسعى كوريا الشمالية للحصول على مساعدات في مجال الطاقة والغذاء، فضلاً عن المساعدة الروسية في تطوير برامجها للأسلحة.
وحذر البيت الأبيض كوريا الشمالية مرارا من إبرام أي صفقة أسلحة مع روسيا، لأن ذلك من شأنه أن ينتهك العديد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي دعمتها روسيا في الماضي.
ونفى البلدان الاتهامات الأمريكية السابقة بأن بيونج يانج ستزود موسكو بالأسلحة.
ماوراء الكواليس ولم يعلنه الإعلام الروسي
وقال جون بارك، مدير المشروع الكوري في مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية التابع لكلية كينيدي بجامعة هارفارد، إن الكثير مما تم الاتفاق عليه في اجتماع كيم وبوتين ربما تم تحديده مسبقًا.
وأضاف: "لن يجتمع الروس والكوريون الشماليون بهذه الطريقة إلا إذا تم إبرام الاتفاقات بالفعل".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه بينما تحافظ روسيا على موقفها في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن، فإن "هذا لا يمكن، ولا ينبغي، ولن يكون عقبة أمام مواصلة تطوير العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية".
وقال مراقبون، انه في أول زيارة خارجية له منذ أربع سنوات، استقلّ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قطاره الخاص وقصد به روسيا، ليلتقي رئيسها فلاديمير بوتين في قمة كان عنوانها غير المعلن من الجانبين هو التعاون العسكري.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن كيم حل ضيفاً على روسيا برفقة مسؤولين بارزين من الجيش ومتخصصين في صناعة السلاح، مشيرةً إلى صفقة محتملة لتزويد موسكو بالسلاح لدعم موقفها في الحرب الدائرة بأوكرانيا منذ أكثر من عام ونصف.
ويقول محللون إن كوريا الشمالية ربما تمتلك عشرات الملايين من القذائف المدفعية والصواريخ المصنوعة وفقاً لتصاميم سوفيتية، ويمكن أن تمنح الجيش الروسي الذي يقاتل في أوكرانيا دفعة قوية.
وقالت الصحيفة إن الزعيم الكوري الشمالي يرافقه مسؤولون مرتبطون بجهود بيونج يانج لامتلاك أقمار اصطناعية لأغراض التجسس، وغواصات تعمل بالطاقة النووية ومزوَّدة بصواريخ باليستية.
ويرى خبراء أن كوريا الشمالية ستكافح من أجل الحصول على مثل هذه القدرات دون مساعدة خارجية، «على الرغم من أنه ليس واضحاً ما إذا كانت روسيا ستتشارك مثل هذه التكنولوجيات الحساسة».