قضت العاصفة دانيال على جزء كبير من مدينة درنة، التي يسكنها نحو 100 ألف شخص، في مشهد يشبه مشاهد نهاية العالم، وتحولت درنة الليبية إلى مدينة أشباح.
وجهت العاصفة دانيال، التي وصلت إلى ليبيا، يوم الاثنين الموافق 11 سبتمبر، وتحديدا إلى المنطقة الساحلية الشرقية للجمهورية، في ضربة جديدة لـ الشعب الليبي في غير وقتها حيث تسببت في فيضانات عارمة وعواصف رعدية قوية، وتعرضت مدينة درنة، التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، لأضرار بالغة وغمرت المياه الشوارع والمنازل، وانهارت العديد من المباني.
[[system-code:ad:autoads]]
وأفاد قيس الفاخري، رئيس الهلال الأحمر الليبي، بأن عدد القتلى في درنة وحدها تجاوز 2000 شخص، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين، وأضاف أن العاصفة دانيال تسببت في أضرار بالغة بالبنية التحتية للمدينة، ودمرت الجسور والطرق والمنازل.
ووصفت الأمم المتحدة العاصفة دانيال بـ "الكارثة الإنسانية"، وأعلنت أنها سترسل مساعدات طارئة إلى ليبيا.
وقال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، سباستيان شوك، إن العاصفة تسببت في "تدمير واسع النطاق" في ليبيا، وإنه من المتوقع أن ترتفع حصيلة الضحايا في الأيام المقبلة.
وتابع شوك أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعمل على مساعدة النازحين من العاصفة، وتوفير المأوى والغذاء والرعاية الطبية لهم.
وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في وقت تعاني فيه ليبيا من أزمة سياسية وأمنية طويلة الأمد، منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا صراعًا مسلحًا بين فصائل عسكرية مختلفة، ما أدى إلى حالة من الفوضى والانفلات الأمني.
وتسببت هذه الأزمة في تدهور الأوضاع المعيشية للشعب الليبي، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
وتعد عاصفة دانيال بمثابة ضربة جديدة لشعب ليبيا، الذي يعاني من سنوات من المعاناة.
أضرار جسيمة في البنية التحتية
أضرار العاصفة دانيال لم تقتصرعلى الأرواح البشرية، بل امتدت إلى البنية التحتية للمدينة، فدمرت العاصفة جميع الجسور الرئيسية في درنة، كما تسببت في انهيار العديد من المباني، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية، كما أدت العاصفة دانيال أيضًا إلى قطع الكهرباء والمياه عن المدينة، مما أدى إلى معاناة سكانها في الحصول على هذه الخدمات الأساسية.
ودعت الأمم المتحدة إلى سرعة تقديم المساعدات الإنسانية إلى ليبيا، خاصة إلى مدينة درنة التي تعاني من أضرار جسيمة، وقال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، سباستيان شوك، إن هناك حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة لمساعدة الضحايا والنازحين من العاصفة.
وأكمل أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعمل على تنسيق الجهود الإنسانية لمساعدة الشعب الليبي في هذه الأزمة.
وفي ظل هذه الأزمة الإنسانية، دعت العديد من الجهات الدولية والإقليمية إلى ضرورة التوصل إلى سلام دائم في ليبيا، وقالت الأمم المتحدة إن السلام هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب الليبي، وأضافت أنها تدعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية.
مصر ترسل مساعدات إلى ليبيا
ثلاث طائرات عسكرية أقلعتمن قاعدة شرق القاهرة الجوية متجهة إلى دولة ليبيا محملة بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية التى تشمل كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية المقدمة من وزارة الصحة والسكان.
تشمل المساعدات أعدادا كبيرة من الخيام وأطقم للبحث والإنقاذ وعربة إغاثة ومجموعات عمل من جمعية الهلال الأحمر ، للمساهمة فى أعمال البحث والإنقاذ وتخفيف آثار الإعصار المدمر الذى ضرب السواحل الليبية خلال الأيام الماضية .
يأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية لدولة ليبيا الشقيقة، وفي إطار دعم وتضامن مصر مع الشعب الليبي الشقيق فى تخفيف آثار الإعصار المدمر.
كما أعلنت مصر الحداد ثلاثة أيام تضامناً مع شعبي المغرب وليبيا، إثر الكارثة الإنسانية التي تعرضا إليها إثر زلزال المغرب والإعصار دانيال الذي ضرب ليبيا.