أوقات صعبة عاشتها عدة دول عربية بسبب الكوارث الطبيعية التي ألمت بها كسوريا والمغرب اللذان ضربهما زلزالان مميتان، وأخيرا ليبيا التي تعرضت لإعصار دانيال العنيف الذي خلف ضحايا بالآلاف، إضافة إلى دمار هائل في الممتلكات العامة والخاصة وفي الخدمات.
مصر تعلن الحداد 3 أيام
مصر وكعادتها هبت سريعا لنجدة الأشقاء في المغرب وليبيا كما فعلت مع سوريا من قبل، ولكن الأمر اختلف هذه المرة ولم يتوقف عند تقديم المساعدات العاجلة بل أعلنت أيضا الحداد على أرواح ضحايا زلزال المغرب وإعصار دانيال في ليبيا لمدة 3 أيام كنوع من التضامن العربي والإنساني مع الأخوة داخل البلدين.
[[system-code:ad:autoads]]
وسبق أن اتخذت مصر موقفاً داعماً ومسانداً لسوريا بعد زلزال 6 فبراير المدمر الذي ضرب مناطق كبيرة في الداخل السوري وخلف عددا من الضحايا والمصابين، حيث تحركت القاهرة على الفور لتمد يدها إلى الأشقاء في دمشق وتقدم لهم المساعدات الطبية والإنسانية العاجلة.
وتكررت المواقف نفسها من مصر مع المغرب الشقيق الذي تعرض لزلزال مميت قبل يومين أدى إلى وفاة أكثر من 2000 شخص وتدمير عدد كبير من المنازل والحاق الأذى بالمواطنين وكذلك مع ليبيا، حيث أعلنت مصر، اليوم الثلاثاء، "الحداد في جمهورية مصر العربية لثلاثة أيام، تضامناً مع الأشقاء في المغرب وليبيا في ضحايا الكارثة الإنسانية الناتجة عن الزلزال في المغرب والإعصار في ليبيا".
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان لها، إن "الرئيس عبد الفتاح السيسي وجّه القوات المسلحة بتقديم كافة أشكال الدعم الإنساني من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين، بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات الليبية والمغربية".
كما وجّه السيسي القوات المسلحة بتقديم الدعم الفوري والإغاثة الإنسانية، جوًا وبحرًا، للأشقاء فى ليبيا والمغرب، مقدما خالص التعازي باسمه واسم الشعب المصري في ضحايا الكارثة الإنسانية في المغرب وليبيا.
الأزمات السياسية العربية
ولا يقتصر دور مصر على الدعم الإنساني، بل يمتد الأمر للأزمات السياسية، إذ قدمت القاهرة الدعم للأشقاء في السودان، وبذلت الكثير من الجهود لوقف الحرب المستعرة في الداخل السوداني منذ 5 أشهر من أجل استقرار البلد العربي الشقيق وللحفاظ على وحدة أراضيه وسلامة شعبه.
وتحرص القيادة المصرية على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.
وكذلك احتلت القضية الفلسطينية الاهتمام الأكبر لسياسة مصر الخارجية وتصدرت الأولوية، فدائما ما تؤكد الدبلوماسية المصرية في محافل دولية عدة أهمية بلورة تحرك دولي مشترك لوقف العنف ولاحتواء التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وإنهاء الدائرة المفرغة من العنف إلا بإيجاد حل جذري عادل وشامل.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد سيد أحمد، المحلل السياسي، إن مصر لها دور بارز في القضايا العربية والدولية وتحركاتها لا تكون إلا لخدمة العرب، حيث إن الدائرة العربية شكلت إحدى الدوائر الأساسية في السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس السيسي، وأولت مصر الاهتمام بعلاقاتها العربية من خلال مسارين الأول وهو تنقية الأجواء العربية وبلورة المواقف العربية من أجل إيجاد موقف عربي موحد إزاء التحديات الداخلية والخارجية.
وأضاف سيد أحمد في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن القاهرة تلعب دوراً مهما مع أشقائها، كما تلعب دور أساسيا في حل وتصفية المشكلات العربية، وتوحيد آراء العرب من خلال اللقاءات التي كانت القاهرة القاسم المشترك فيها.
مواقف مصر من الأشقاء
ولفت: كما تعمل مصر على تعزيز العلاقات في مواجهة التحديات مثل الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير المشروعة وتسوية الأزمات العربية وتعظيم الدور العربي في إدارة الحروب والأزمات العربية في سوريا واليمن وليبيا والسودان.
واختتم: عكست استضافة مصر لمؤتمر دول جوار السودان الدور العربي المصري في دعم القضايا العربية ودعم الشعب السوداني والحفاظ على وحدة الدولة السودانية.
فيما قال الكاتب الصحفي أحمد رفعت، إن ما تم من تضامن مصري مع دولتي المغرب وليبيا كان متوقعًا، موضحًا أن الرئيس السيسي أعاد الاعتبار للعلاقات المصرية العربية والمصرية الإفريقية منذ عام 2014.
وأضاف رفعت، أنه لا توجد مناسبة تتطلب تدخل إنساني إلا وتكون مصر حاضرة فيها، مؤكدًا: "موقفنا تلقائي وصادق ومرتبط بالبعد الإنساني والتاريخي".
واختتم أن مصر تربطها علاقات وروابط قوية بـ ليبيا والمغرب، سواء على المستوى الاقتصادي والتاريخي والنسب والمصهارة، لافتًا إلى أن مصر تدعم بصدق وحب ولديها توجه عربي صادق.