تحل اليوم، السبت 10 سبتمبر 2023، الذكرى المئوية لرحيل الملحن والموسيقار المصري الكبير سيد درويش، أحد أبرز رموز الموسيقى العربية، وأحد أهم مؤسسي الموسيقى الحديثة في مصر والوطن العربي، تميز سيد درويش بقدرته على الابتكار في الموسيقى العربية، حيث قام بمزج الموسيقى الشرقية بالموسيقى الغربية، مما أدى إلى ظهور أسلوب جديد في الموسيقى العربية يجمع بين الأصالة والمعاصرة.

تأثير الثورة على سيد درويش

الشاعر زين العابدين فؤاد في تصريحات خاصة لصدى البلد قال: سأتحدث عن جوانب أخرى في حياة سيد درويش غير تلك التي تناولها الكثير، وأحد هذه الجوانب هو تأثير مناخ الثورة والحرية النسبية في إبراز المواهب وإطلاق الطاقات المكتومة لدى الناس، على سبيل المثال، يعلم الجميع أن نشيد بلادي كتبه الشيخ يونس القاضي الشاعر في عام 1908، ولحّنه سيد درويش في عام 1919، هذا ما يمكن للأجيال الجديدة أن تتعرف عليه من تراث سيد درويش.

تأثره بالعواطف وقربه من المصريين

واستطرد وفي فترة ثورة 1919 والأحداث التي تلتها، شهدنا ازدهارًا كبيرًا لعدد من الشعراء الذين غنوا للثورة، مثل بيرام التونسي وبديع خيري والشيخ يونس القاضي، وكان لمناخ الثورة دورًا في خلق جو جديد، فعندما تم نفي سعد زغلول ومنع ذكر اسمه، قام سيد درويش بإصدار أغنية "يا بلح زغلول" كتحدي جديد وواضح، وعندما كان يتم جمع الفلاحين المصريين بالقوة والقهر من مختلف المناطق للانضمام إلى الجيش الإنجليزي، كان سيد درويش قريبًا من قلوب المصريين بأغنيته الشهيرة "يا عزيز عيني"، حيث كان يمتلك بحرًا من المشاعر والعواطف.

"التجديد في القصة القصيرة" ضمن نقاشات أمسيات الأدب بثقافة القليوبية

السفر من واجهتي.. كتاب جديد عن المغامرات والترحال والوسائل المختلفة

القضاء على مسيرة سيد درويش

ويشير زين العابدين إلى الصدام الشديد الذي حدث بين فؤاد الأول وبيرام وسيد درويش، وهذه نقطة هامة، فقد تم نفي بيرام بسبب أنه كان من الأجانب، إذ لم يتمكنوا من سجنه، لذا قاموا بنفيه، وتم منع أعمال سيد درويش الفنية من الإذاعة والأسطوانات، وعند إنشاء معهد الموسيقى العربية في عام 1933، تلقى التمويل الكبير بشرط عدم ذكر اسم سيد درويش في أي وثيقة تتعلق بالمعهد. وللأسف، قبل هذا الشرط، انصاع علماء الموسيقى العرب، بما فيهم المصريون، لتلك المطالب.

وفي فترة الأربعينات، تأسست جماعة أنصار سيد درويش بقيادة يوسف حلمي المحامي، التي كانت مهمتها حفظ أعمال سيد درويش وتعليمها للشباب والجمهور، وتمكنت هذه الجماعة من الحفاظ على تراثه وتقديمه حتى الستينات عندما كان لا يذكر في الإذاعة المصرية، وعندما جاءت السبعينات وجاء ثروت عكاشة وزيرا للثقافة اهتموا بأكاديمية سيد درويش، وقدمت الأكاديمية أفلام عنه بالإضافة لفرقة الموسيقى العربية والكورال؛ لذلك يجب أن نذكر هذا التاريخ، ويجب أن يأتي مختصين ليتحدثوا عن موسيقى سيد درويش.

الاحتفال بمئوية سيد درويش

وأنهى فؤاد حديثه وقال: عندما نتحدث عن مئويته يجب إعادة سماع زياد رحباني وهو الإبن المخلص لسيد درويش الذي تشرب فنه، و يجب أيضًا أن نحتفل بسيد درويش عن طريق إتاحة أعمال، لا أن نعرف منه عمل أو اثنين، فالمسرح الغنائي قدم بعض الاشياء في السبعينات واختفى ولم يقدم مرة أخرى في التليفزيون فأين الاحتفال الحقيقي بسيد درويش؟