الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماجلان وفيكتوريا.. أول رحلة تاريخية تجاوزت الـ 5 قرون في استكشاف العالم

صدى البلد

وصلت سفينة فيكتوريا، التي كانت السفينة الوحيدة المتبقية من بعثة فرناندو ماجلان، إلى ميناء سانلوكار دي باراميدا في إسبانيا بعد مرور حوالي ثلاث سنوات منذ مغادرتها، وبذلك أصبحت أول سفينة تدور حول العالم بالكامل في 6 سبتمبر 1522.

سفينة فيكتوريا

فيكتوريا كانت واحدة من السفن الخمس التابعة لأسطول بحري قادها المستكشف البحار البرتغالي فرديناند ماجلان، خرجت في أوائل القرن السادس عشر في رحلة استكشافية للبحث عن جزر التوابل، المعروفة الآن باسم جزر الملوك، وتم تمويل الرحلة من قبل الملك تشارلز الخامس ملك إسبانيا.

تعتبر سفينة فيكتوريا الأفضل من بين السفن الخمس، وكانت أيضًا الأغلى من حيث التكلفة، حيث بلغت تكلفة بنائها حوالي 300 ألف جنيه، وهي أعلى بنسبة 38% من تكلفة السفن الأربعة الأخرى.. كان طول فيكتوريا يبلغ 20.26 متر ووزنها 85 طنًا، وكانت من نوع السفن الإسبانية "كاراك".

بعد عبور المحيط الهادئ، واجه أفراد الحملة مشاكل عديدة، ولقي ماجلان حتفه، وحاول أفراد السفينة الباقية الهروب من جزر الفلبين.

كان على السفينتين المتبقيتين، فيكتوريا وترينيداد، محاولة العودة إلى إسبانيا، واستقروا في جزيرة بوهول الفلبينية. ثم انطلقت سفينة فيكتوريا في 21 ديسمبر 1520، وعبرت المحيط الهندي إلى إسبانيا، ووصلت إلى سانلوكار دي باراميدا الإسبانية في 6 سبتمبر 1522 بعد رحلة شاقة، وكان على متن السفينة 18 رجلاً فقط من أصل أكثر من 200 رجل كانوا جزءًا من رحلة ماجلان.

أول رحلة بحرية تتجاوز المحيط الاطلسي 

تعتبر رحلة ماجلان خلال الفترة من 1519 إلى 1522 أول رحلة بحرية تجاوزت المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، وأطلق عليها ماجلان اسم المحيط الهادئ، ومرت خلال المحيط الأطلسي من خلال مضيق يحمل اسمه مضيق ماجلان. وقد كان ماجلان أول من عبر المحيط الهادئ وقاد أول رحلة حول العالم، على الرغم من وفاته قبل العودة إلى إسبانيا، إلا أن رحلة ماجلان وسفينة فيكتوريا أثبتت أن الأرض كروية وأنه يمكن السفر حولها بحرًا. كما أسهمت الرحلة في فهمنا الأكبر للجغرافيا العالمية وتوسيع حدود المعرفة البشرية في ذلك الوقت.

لم تبق فيكتوريا كسفينة تاريخية، إذ إنها تعرّضت للتآكل والتلف بمرور الوقت.. ومع ذلك، لا يزال لها مكانة هامة في التاريخ البحري، وتُعرض نماذج وتماثيل للسفينة في عدة متاحف حول العالم لتخليد ذكراها وذكرى رحلة ماجلان التاريخية.