بين صفحات هذه الأعمال الأدبية الممتعة تكمن أحداث وتفاصيل تستحق الاكتشاف، وفي هذا السياق، سنتحدث عن رواية "أولاد حارتنا" التي كتبها الكاتب العالمي نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل للآداب في عام 1988، تُعد هذه الرواية واحدة من أشهر أعمال محفوظ، وكانت مؤلفًا تم الإشادة به عندما فاز بالجائزة العالمية.
رواية أولاد حارتنا
وصدر في كتاب "محاولة اغتيال نجيب محفوظ" لأحمد رجب ان هذه الرواية تسببت في تعرض محفوظ لمحاولة اغتيال، حيث تم نشرها على شكل مسلسل في جريدة الأهرام في عام 1959 ومع ذلك، توقفت عملية النشر بسبب اتهامه بالتجاوز في الأفكار الدينية واعتراض الهيئات الدينية، ولم تُطبع الرواية كاملة في مصر في ذلك الوقت، وظلت محجوبة لمدة ثمانية أعوام حتى تم نشرها بالكامل من قبل دار الآداب اللبنانية في بيروت وطُبعت هناك، وتم إعادة نشر الرواية في مصر عام 2006 من قبل دار الشروق.
كانت هذه الرواية السبب في تكفير نجيب محفوظ من قبل عمر عبد الرحمن في عام 1989، بعد أن حصل محفوظ على جائزة نوبل، وفي عام 1994، تعرض محفوظ لهجوم وتعرض للطعن في رقبته من قبل متطرفين خارج منزله في القاهرة، ولحسن الحظ، نجا من هذا الهجوم، لكنه عانى من آثاره حتى وفاته في عام 2006.
ومنذ بداية نشر الرواية كمسلسل في صفحات جريدة الأهرام، هاجمها علماء الأزهر وطالبوا بوقف نشرها. ومع ذلك، قام محمد حسنين هيكل، رئيس تحرير الأهرام آنذاك، بدعم نجيب محفوظ ورفض وقف نشر الرواية. وبالتالي، تم نشر الرواية بالكامل في صفحات الأهرام. وعلى الرغم من عدم صدور قرار رسمي بحظرها، إلا أنه تم الاتفاق بين محفوظ وحسن صبري الخولي، الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، على عدم نشر الرواية في مصر إلا بعد الحصول على موافرة الأزهر. وبالتالي، تم طبع الرواية في لبنان عام 1967عن طريق دار الأداب، وتم منع دخولها إلى مصر على الرغم من تسرب نسخ منها إلى الأسواق المصرية. وتم تكفير نجيب محفوظ بسبب هذه الرواية، حيث اتُهم بالإلحاد والزندقة، وطُرد من الدين. وقرأت الرواية أيضًا بتفسيرات مختلفة من قبل بعض العلماء الدينيين وفقًا لمفاهيمهم ومصطلحاتهم.