يغفل الكثيرون عن تسبيح إذا قلته يفتح الله لك كل أبواب الرزق، خاصة في هذا الوقت من اليوم، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الحق جل وعلا ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيغفر ويستجيب ويعفو عمن تضرع لعظمته في هذه الساعة.
تسبيح إذا قلته يفتح الله لك كل أبواب الرزق
التسبيح من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى المولى تبارك وتعالى في الليل والنهار، فقد أمرنا أن نسبحه تعالى بكرة وأصيلا، ويقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء: أكثروا من الذكر باسمه تعالى "القهار" بالليل والنهار فإنه مجرب في ترقيق القلوب، وفى نقل الإنسان من حال إلى حال ،ومن نزع الإنسان مما هو فيه إلى دائرة رضا الله تعالى ورحمته ونظره ما الله به عليم.
وتابع: أكثروا من الدعاء باسمه تعالى "القهار"؛ فإن اسمه تعالى "القهار" يزلزل الكائنات، وينصر المؤمنين ويثبت القلوب، داعيا: اللهم يا قهار انقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك، وعلمنا مرادك، وأعنا على أنفسنا، ووحد قلوبنا يا كريم".
وفيما يتعلق بتسبيح إذا قلته يفتح الله لك كل أبواب الرزق يقول الدكتور محمد وسام - مدير إدارة الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية - إنه روي عن بن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يسال أنه قد ضاق رزقه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أين أنت من تسبيح الملائكة، فسأله سيدنا عبدالله بن عمر ما هو يا رسول الله تسبيح الملائكة، فقال صلى الله عليه وسلم "سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم .. استغفر الله" [مائة مرة بين أذان الفجر والإقامة] فإن هذا يفتح أبواب الرزق.
ومن التسبيح الذي يفتح أبواب الرزق ويقضي الحاجات ما يلي:
سبحانك سبحانك يا علي يا عظيم، يا بارىء، يا رحيم، يا عزيز، يا جبار.
سبحان من سبحت له السموات بأكنافها.
سبحان مَن سبحت له البحار بأمواجها.
سبحان من سبحت له الجبال بأصدائها.
سبحان من سبحت له الحيتان بلغاتها.
سبحان من سبحت له النجوم في السماء بأبراجها.
سبحان من سبحت له الأشجار بأصولها وثمارها.
سبحان من سبحت له السموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن ومن عليهن.
سبحان من سبح له كل شيء من مخلوقاته، تباركت وتعاليت.
سبحانك سبحانك يا حي يا قيوم، يا عليم، يا حليم.
سبحانك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك تحيي وتميت، وأنت حي لا تموت، بيدك الخير وأنت على كل شيء قدير.
الصلاة على النبي للرزق وقضاء الحاجة
فيما بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء فضل الإكثار من الصلاة على النبي - ﷺ - من أقرب القربات وأعظم الطاعات، وهو أمر مشروع بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة.
فأما الكتاب: فقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} .
وأما السنة: فالأحاديث في ذلك كثيرة منها: حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -ﷺ- إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ ». قَالَ أُبَىٌّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِى فَقَالَ « مَا شِئْتَ ». قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ. قَالَ « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ النِّصْفَ. قَالَ « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ. قَالَ « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِى كُلَّهَا. قَالَ « إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ ». [سنن الترمذى] .
وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ - " إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم عليه السلام، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علىَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ" قالوا: يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ قال: " إن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء - عليه السلام - " (أحمد ، وأبو داود) إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة في ذلك.
قال العلماء: أقل الإكثار ألف مرة، وقيل: أقله ثلاثمائة، وألف في ذلك العلامة المتقي الهندي كتابه (هداية ربي عند فقد المربي) تعرض فيه للأوقات التي يفتقد فيها الشيخ المربي والمرشد إلى الله تعالى، وأن " واجب الوقت" حينئذ يكون هو الإكثار من الصلاة على النبي - ﷺ - بحيث يصلي المسلم عليه ألف مرة كل يوم على الأقل.
وقد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ - " من صلي علي في يوم ألف مرة لم يمت حتى يري مقعده من الجنة" (المنذري في الترغيب والترهيب ، وابن حجر لسان الميزان).
وبالجملة: فكل إكثار في الصلاة على النبي - ﷺ - هو قليل بالنسبة إلى عظيم حقه ورفيع مقامه عند ربه، وقد قال النبي - ﷺ - " من صلى علىَّ صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلي على، فليقل عبد من ذلك أو ليكثر" (أحمد ، وابن ماجه).
ولم يزل الإكثار من الصلاة على النبي - ﷺ - علامة مميزة لأهل السنة والجماعة على مر القرون كما يقول الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين عليهما السلام: " علامة أهل السنة كثرة الصلاة على رسول الله - ﷺ - " (أبو القاسم التيمي في (الترغيب والترهيب).