تصادف اليوم الذكرى السنوية لتوقيع معاهدة عام 1936 بين مصر وبريطانيا، والتي تُعرف رسميًا باسم "معاهدة التحالف بين صاحب الجلالة، ملك المملكة المتحدة، وصاحب الجلالة، ملك مصر".
نص المعاهدة
تنص المعاهدة على سحب بريطانيا لجميع قواتها من مصر، باستثناء القوات اللازمة لحماية قناة السويس والمناطق المجاورة، وتدريب الجيش المصري وتقديم المساعدة في حالة وقوع حرب.
[[system-code:ad:autoads]]
تمتد فترة المعاهدة لمدة 20 عامًا، وتم توقيعها في قصر الزعفرانة بواسطة رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس ووزير الخارجية البريطاني أنتوني إيدن، الذي وقعها نيابة عن المملكة المتحدة. تم توثيق المعاهدة في سلسلة معاهدات عصبة الأمم في 6 يناير 1937.
بدء المفاوضات
بدأت المفاوضات في القاهرة في 2 مارس 1936 في قصر الزعفران بين وفد مصري مكون من ممثلي الأحزاب باستثناء الحزب الوطني، والسفير البريطاني في القاهرة "مايلز لامبسون" أو "اللورد كيلرن". واستمرت المفاوضات في الإسكندرية منذ نهاية يوليو وانتهت بتوقيع المشروع النهائي للمعاهدة في قاعة "لوكارنو" التاريخية بوزارة الخارجية البريطانية يوم 26 أغسطس 1936.
وقع على المعاهدة من الجانب المصري مصطفى النحاس باشا، رئيس الوزراء ورئيس الوفد المصري، وكانت هناك آراء متباينة داخل الحركة الوطنية المصرية بشأنها. ويرجع الدكتور محمد حسين هيكل باشا في مذكراته إلى أن المعاهدة كانت في الأساس تتضمن تحالفًا يهدف إلى حماية بريطانيا لمصر في حالة وقوع حرب، وأن دور مصر يقتصر على تقديم المساعدة لحلفائها داخل حدودها. وعلى الرغم من أن المفاوضين المصريين كانوا يرغبون في الحفاظ على مظهر المساواة بين الدولتين في النص، إلا أنهم كانوا يدركون أن هذا لن يكون الواقع الفعلي في الممارسة.