الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأم تريزا: قصة القديسة التي أبهرت العالم ونالت جائزة نوبل

صدى البلد

يصادف اليوم ذكرى ميلاد الأم تريزا، إحدى أبرز الشخصيات الإنسانية في القرن العشرين، مؤسِّسة جماعة الإرساليات الخيرية لمساعدة الفقراء.

 وُلدت في مقدونيا في السادس والعشرين من أغسطس عام 1910 لعائلة ذات أصول ألبانية.

الأم تريزا

تعتبر الأم تريزا شخصية محترمة في العديد من دول العالم بسبب تأثيرها الإنساني الكبير.

 حصلت على جوهرة الهند، وهي أعلى وسام شرفي يمنح في الهند، وتلقت أيضًا القلادة الذهبية من الاتحاد السوفيتي عن طريق لجنة السلام السوفيتية. في عام 1979، حازت على جائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهودها في مساعدة البشرية المُعَذَّبة.

فمن هي الأم تريزا وما هي قصتها والإنجازات التي حققتها لكي تحظى بأهم جائزة في التاريخ؟

ولدت الراهبة الكاثوليكية تيريزا في مدينة سكوبيه، عاصمة مقدونيا، وتم تعميدها باسم أجنيس جونكسا بوجاكسيو في اليوم التالي. كان والديها من أصول ألبانية، ووالدها كان مقاولًا في مجال البناء وتاجرًا للأدوية والسلع الأخرى. نشأت في عائلة كاثوليكية مُتدينة، وكان والدها نيكولا نشطًا في الكنيسة والسياسة المحلية، وكان من أنصار استقلال ألبانيا.

في عام 1919، وعندما كانت أجنيس في الثامنة من عمرها، توفي والدها فجأة، وتعلقت بوالدتها بشدة. كانت والدتها امرأة متدينة وعطوفة، وزرعت في ابنتها التزامًا عميقًا تجاه الأعمال الخيرية. على الرغم من فقرها، فإن والدتها درانا بوجاكسيو كانت تدعو الفقراء في المدينة لتناول الطعام معها، وكانت تنصح ابنتها بعدم تناول لقمة طعام إلا بمشاركتها مع الآخرين.

التحقت تريزا بمدرسة ابتدائية تابعة للدير القريب منها في مقدونيا. وفي طفولتها، كانتتريزا تعاني من الفقر والحاجة، لكنها كانت طفلة ذكية ونشيطة في الدراسة. في سن الـ12، استمعت إلى نداء الرب للخروج ومساعدة الفقراء. وفي سن الـ18، قررت الانضمام إلى الراهبات اللوريتو في إيرلندا وتدريبها لتكون راهبة.

انضمامها للراهبات

في عام 1928، سافرت تريزا إلى إيرلندا وانضمت إلى الراهبات اللوريتو في مدينة راثفارنهام. أخذت اسمًا جديدًا، وهو الآن الأم تريزا، تيم الذي يشير إلى القديسة تيريزا الأفيونية. قضت عدة سنوات في إيرلندا ودرست الطباعة والتربية والطبخ والعناية بالمرضى.

في عام 1946، خاضت الأم تريزا تجربة دينية مهمة، حيث قالت إنها وجدت نداءً من الله أثناء رحلتها على متن القطار من كالكوتا إلى دارجيلنغ. خلال هذا النداء، طلب الله منها تأسيس مجموعة تعتني بالفقراء والمحرومين. في البداية، بدأت الأم تريزا مهمتها برفقة بعض الراهبات اللوريتو الأخريات، حيث أسست مدرسة للفتيات الفقيرات في كالكوتا.

توسعت جماعة الإرساليات الخيرية بسرعة واكتسبت شهرة واسعة لعملها الإنساني. بدأت الأم تريزا تفتح دور رعاية للمرضى المسنين والمرضى العقليين والأيتام والمشردين. توسعت نطاق عملها ليشمل العديد من البلدان حول العالم، وأسست مراكز صحية ومستشفيات ومدارس في العديد من الدول.

في عام 1979، تلقت الأم تريزا جائزة نوبل للسلام تقديرًا لعملها الإنساني العظيم. ومع ذلك، فإنها لم تتباهى بهذا التكريم بل استخدمت الجائزة والاهتمام الذي أحدثته لجذب المزيد من الدعم والمساعدة للفقراء والمحتاجين.

استمرت الأم تريزا في عملها الخيري حتى وفاتها في الخامس من سبتمبر عام 1997. لكن إرثها الإنساني وإرادتها القوية لمساعدة الفقراء والمحتاجين لا يزالان حيين حتى يومنا هذا. تُعَد الأم تريزا قدوة للكثيرين.