أثار انضمام 6 دول جديدة إلى تكتل البريكس، انتباه وحديث العالم، حول تشكيل نظام اقتصادي جديد، تكسر في دول البريكس مع أعضاءها الجدد، هيمنة الغرب والدولار واليورو على الاقتصاد العالمي، خاصة وأن دول البريكس حققت خلال السنوات الماضية تفوقا على مجموعة السبع فيما يتعلق بالمساهمة في الاقتصاد العالمي حيث تساهم بريكس بـ 31.5% متفوقة على مجموعة السبع المساهمة بـ 30.7%.
وقبل انضمام مصر والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا، والأرجنتين، إلى تكتل بريكس، كانت المجموعة تشكل حوالي 40% من مساحة وكثافة سكان العالم، ما يعني ثقلها الديموجغرافي القائم بالفعل، ومساهمة هذه المجموعة الكبيرة في الاقتصاد العالمي، وبالتالي فإن انضمام لاعبين جدد بجحم مصر وسيطرتها على أهم ممر ملاحي في العالم، وأيضا المملكة العربية السعودية والإمارات وسيطرتهم على كميات كبيرة من موارد الطاقة، يضف للمجموعة الاقتصادية أهمية وثقل أكبر.
قوة بريكس الجديدة
في هذا الصدد، قال الدكتور أسامة السعيد، عميد كلية التجارة بجامعة بني سويف سابقا، إن تكتل البريكس هو تكتل اقتصادي قوي منذ إنشائه ويسعى لكسر هيمنة الغرب على الاقتصاد العالمي، وبلا شك، أصبحت مجموعة البريكس، إحدى أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، نظرا لأرقام النمو التي باتت تحققها دول التكتل، مع توالي السنوات، ما جعلها محط اهتمام عديد من الدول الأخرى، التي ترغب في الانضمام إلى التكتل.
وأضاف السعيد، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن دول مجموعة البريكس مجتمعة تشكل نحو 40% من مساحة العالم، ويعيش فيها أكثر من 40% من سكان الكرة الأرضية، كما تضم أكبر 5 دول مساحة في العالم، وأكثرها كثافة سكانية، واستنادا على ذلك تستهدف المجموعة أن تصبح قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة مجموعة السبع التي تستحوذ على 60% من الثروة العالمية.
نظام اقتصادي جديد بحلول 2050
وسلط الضوء على أن الأرقام الصادرة عن مجموعة بريكس، تكشف تفوقها لأول مرة على دول مجموعة السبع، حيث بلغت مساهمة مجموعة بريكس في الاقتصاد العالمي إلى 31.5% متفوقة على مجموعة السبع التي حققت 30.7%، مشيرا إلى أن مجموعة بريكس تعمل على تحقيق بعض الأهداف الاقتصادية والسياسية والأمنية عبر تعزيز الأمن والسلام على مستوى العالم، والتعاون الاقتصادي بين دولها، ومن شانه أن يساهم في خلق نظام اقتصادي عالمي ثنائي القطبية يكسر هيمنة الغرب وزعامة الولايات المتحدة بحلول 2050.
ماذا يحتاج تكتل بريكس؟
وأكد عميد كلية التجارة سابقا، أن نجاح تكتل بريكس، مرهون بتحقيق عدة أهداف هامة كالتالي:
- تحقيق نمو اقتصادي شامل للقضاء على الفقر ومعالجة البطالة وتعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي.
- توحيد الجهود لضمان تحسين نوعية النمو عن طريق تشجيع التنمية الاقتصادية المبتكرة القائمة على التكنولوجيا المتقدمة وتنمية المهارات.
- زيادة المشاركة والتعاون مع البلدان غير الأعضاء في مجموعة بريكس.
- تعزيز الأمن والسلام من أجل نمو اقتصادي واستقرار سياسي.
- إصلاح المؤسسات المالية الدولية، حتى يكون للاقتصادات الناشئة والنامية صوت أكبر من أجل تمثيل أفضل لها داخل المؤسسات المالية.
- العمل مع المجتمع الدولي للحفاظ على استقرار النظم التجارية متعددة الأطراف وتحسين التجارة الدولية وبيئة الاستثمار.
- السعي إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالتنمية المستدامة، وكذا الاتفاقات البيئية متعددة الأطراف.
- التنسيق والتعاون بين دول المجموعة في مجال ترشيد استخدام الطاقة من أجل مكافحة التغيرات المناخية.
- تقديم المساعدة الإنسانية والحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، وهذا يشمل معالجة قضايا مثل الأمن الغذائي العالمي.
- التعاون بين دول بريكس في العلوم والتعليم والمشاركة في البحوث الأساسية والتطور التكنولوجي المتقدم.
واختتم: تتوقع الدول الأعضاء للمجموعة أن تحقيق هذه الأهداف من شأنه أن يعطي زخما جديدا للتعاون الاقتصادي على مستوى العالم.
تعليق أمريكا على توسع بريكس
أما عن تعليق الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة الاقتصاد الغرب والقطب الأوحد، كان مقتضبا للغاية، حيث علقت وزارة الخارجية الأمريكية على قبول مجموعة بريكس، بانضمام 6 أعضاء جدد إليها، قائلة إن واشنطن تعتبر أن للدول الحق في اختيار الشركاء والجمعيات بشكل مستقل.
وأضافت الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة كما كانت في السابق تعتبر أن الدول يمكنها اختيار شركائها وجمعياتها التي ستتفاعل معها، وسنواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا في المنتديات الثنائية والإقليمية والمتعددة الأطراف لتعزيز رفاهيتنا المشتركة والحفاظ على السلام العالمي والأمن.