اسهل طرق للتقرب إلى الله وأولى خطوات التقرب إلى الله، هي: التوبة، ومعناها أن ينخلع من المعاصي، وأن يعاهد نفسه على أن يترك المعاصي، وأن يعطل ملك السيئات - أي يجعل ملك السيئات لا يكتب عليه شيئًا.
أولى خطوات التقرب إلى الله
وعن الانخلاع فإن له درجات، أولها: انخلاع من المعصية، وهي التي يقول عنها الشرع: إن هذا حرام؛ فالإنسان قرر مع نفسه ألا يفعل هذا الحرام.
واني درجات الانخلاع عن المعاصي والرجوع إلى الله هو: البعد عن كل ما يشغل البال أو القلب عن الله من ولد أو المال أو حب للأكوان والسلطة والجاه والشهوات.
كما يجوز التوسل من العبد إلى الله بالعمل الصالح الذي فعله في حياته، ويستدل على ذلك بقصة الثلاثة الذين دخلوا الكهف وتوسل كل منهم بعمل صالح قد فعله ابتغاء وجه الله حتى انفكت عنهم الصخرة وخرجوا على خير.
خطوات التقرب إلى الله
أفضل ما يقرّب العبد إلى ربّه هو أداء الفرائض التي افترضها عليه، والفرائض بعمومها من أركان الإسلام الخمسة، الصلاة والصيام والزكاة والحج، فإن أداها العبد كما أراد ربّه سبحانه، وأخلص النية فيها لوجه وحده كانت تلك أعظم ما يقرّب العبد إلى ربّه
الفرائض تسهّل على العبد أن يأتي النوافل، والنوافل تجبر الزلل أو التقصير الذي حصل من العبد في الفرائض، والنوافل هي سنن النبي -عليه السلام- سنّها لأمته، فإتيانها اتّباع لخطى النبي -عليه السلام- في طريق القرب من الله عز وجل، ولذلك قال أحد أهل العلم: (لم يضيِّعْ أحد فريضة إلا ابتلاه الله تعالى بتضييع السُّنن، ولم يُبْلَ أحد بتضييع السنن إلا أوشك أن يبتلى بالبدع)، وفي المقابل فإنّ من يحافظ على الفرائض كما أوجبها الله -تعالى- كانت سببًا في ثباته على السنن، ومن ثبت على السنن، كان أبعد ما يكون عن البدع.
أسهل الطرق للتقرب إلى الله
صلاة اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة، هنّ النوافل تؤدّى مع الصلوات الخمس، وفي فضلهنّ ذكر النبي - عليه السلام-: «ما من عبدٍ مسلمٍ يصلِّي لله كل يومٍ ثِنتي عشرةَ ركعةً تطوعًا، غير فريضةٍ، إلا بنى اللهُ له بيتًا في الجنةِ» وفى لفظ آخر: « أو إلا بُنِيَ له بيتٌ في الجنةِ»، ومن السنن كثرة ذكر الله – تعالى-، وقد خصّص النبي بعض المواعيد لذكر الله سبحانه، منها بعد الانتهاء من الصلاة المكتوبة أن يسبّح المسلم ربه ثلاثًا وثلاثين ويحمد ثلاثًا وثلاثين ويكبّر ثلاثًا وثلاثين ويتم المئة بقول: « لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».
فضل التقرب إلى الله
ورد فى السنة النبوية أحاديث تبين فضل التقرب إلى الله بفعل النوافل: منها قول سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إنّ الله قال: مَن عادى لي وليًِّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تَقَرَّبَ إليَّ عبدي بشيء أَحبَّ إليَّ مما افترضتُهُ عليه، وما يزال عبدي يَتَقَرَّبُ إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّه؛ فإذا أحببتُه كنتُ سَمْعَه الذي يَسمعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبصِرُ به، ويَدَهُ التي يَبطِشُ بها، ورِجْلَه التي يَمشِي بها، وإنْ سألني لأُعطِيَنَّه، ولئن استعاذ بي لأُعيذنَّه، وما تَرددتُ عن شيء أنا فاعلُه تَردُّدِي عن نَفْسِ المؤمن؛ يَكره الموتَ وأنا أَكره مَساءتَه».