لم يمر أكثر من أسبوعين على خروجه من السجن، حتى عاود عبد المولى الحنين مرة أخرى للزنزانة، والجلوس مع رفاقه خلف القضبان، إلا أنه لم يخطط جيدا ولم يستوعب الا بعد فوات الآوان، أن جريمته الجديدة ستودي به حبل المشنقة، بعدما نحر أعناق زوجته وبناته الخمس.
جريمة الساعة 11
مع إعلان دقات الساعة الوصول إلى الحادية عشر، وهو موعد انقطاع التيار الكهربائي عن شارع بهجت بطريق الرشاح كفر غطاطي بالجيزة، سمع اهالي المنطقة صوت صرخات جارتهم "ام ملك"، إلا أن الظلام حال دون استيضاح ما يحدث.
[[system-code:ad:autoads]]
خرجت ام ملك تصرخ، وعادت مرة اخرى مسرعة للداخل، فتجمع الجيران حول المنزل حاملين كشافات الهواتف المحمولة لانقاذها، خشية تعرضها لسرقة أو ما شابه، إلا أن المفاجأة كانت في انتظارهم.
مفاجأة زلزلت كفر غطاطي
مع اقتراب الأهالي لاغاثة ام ملك، فوجئوا بخروج زوجها "عبد المولى" مسرعا، وملابسه ملطخة بالدماء، واستقل التروسيكل الذي يعمل عليه في جمع الخردة وفر هاربا خارج المنطقة.
ومع دخول الجيران تصادف عودة الكهرباء من جديد، ليشاهدوا جثتي ابنتي الجارة ملك ومنة خلف البوابة الحديدية، تكاد تكونا مفصولتي الرأس، ثم وقع نظرهم على باقي البنات وتعالت صرخات السيدات.
سارع الجيران في الاتصال بـ122 للاستغاثة بشرطة النجدة، وانقاذ الفتيات اللاتي تصارعن الموت، خاصة ان احداهن قالت وهي تصارع الموت "بابا دبحنا"، قبل ان تذهب في غيبوبة.
تحرك أمني سريع
لم يستغرق الأمر كثيرا حتى وصلت قوة امنية ضخمة يقودها اللواء محمد الشرقاوي مدير الادارة العامة للمباحث، وتولى الضباط اخلاء المنزل وفرض كردون امني.
كشفت المعاينة التي باشرتها أجهزة أمن الجيزة، برئاسة اللواء أحمد الوتيدي نائب مدير المباحث في الجيزة، عن العثور على ابنتي المتهم ملك 16 سنة، ومنة 15 سنة غارقتين في دمائهما بمدخل المنزل خلف البوابة الحديدية وبهما آثار لجروح قطعية وذبحية في الرقبة.
كما عثرت أجهزة أمن الجيزة خلال المعاينة على جثمان الزوجة "رانيا م 39 سنة"، وبها جرح ذبحي في الرقبة على السرير في غرفة بالطابق الأول للمنزل، وجثة ابنتها جنا 9 سنوات على الأرض، كما تم العثور على مي 8 سنوات، وسجدة 5 سنوات، وبهما جروح قطعية بالرقبة على الأرض بالقرب من شقيقتهما المتوفية.
عبد المولى قتل زوجته وابنته
تبين من التحريات الأمنية، أن المتهم يدعى عبدالمولى، بالغ من العمر 40 عاما، وقام بقتل زوجته وابنته، وإصابة بناته الأربعة آثر خلافات زوجية نشبت بينه وبين زوجته، قام على أثرها بالإمساك بآلة حادة وإنهاء حياة زوجته بجرح قطعي في الرقبة، ثم قام بإنهاء حياة إبنته البالغة من العمر 9 سنوات بجرح قطعي في الرقبة، ثم أصاب بناته الأربعة بجروح قطعية في الرقبة.
وأشارت التحريات الأمنية في الجيزة، إلي أن المصابين الأربعة هم "ملك 16 سنة، ومنة 15 سنة، ومي 8 سنوات، وسجدة 5 سنوات"، وزوجته المتوفية تدعى رانيا ربة منزل، وابنته المتوفية تدعى جنا بالغة من العمر 9 سنوات، حيث تم نقل الجثامين إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة في الجيزة، والمصابين إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم.
ضبط المتهم في الطالبية
تبين من تحريات فريق المباحث بإشراف اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية في الجيزة، وبرئاسة العميد علي عبدالرحمن رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، أن المتهم تشاجر مع زوجته، واستمع الجيران أصوات الصراخ والاستغاثة وبفحص الأمر اكتشفوا الجريمة.
وتحركت قوة أمنية برئاسة العقيد هاني الحسيني مفتش مباحث الهرم، والمقدم احمد عصام رئيس مباحث الهرم، ونجحت في الوصول الى مكان اختفاء المتهم، في شقة صديقه بالطالبية، وتبين انه كان متعاطيا المخدرات وقت ارتكابه الجريمة.
حبس المتهم 4 أيام
باشرت النيابة العامة في الجيزة، التحقيقات في حادث كفر غطاطي بمنطقة الهرم، حيث أمرت النيابة بانتداب الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على جثامين الزوجة والإبنة وإصدار تقريرا بالصفة التشريحية الخاص بهما، لكشف الأسباب التي أدت إلي وفاتهما، وكذا طلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
وإستعلمت النيابة عن الحالة الصحية الخاصة بـ 4 فتيات بالغة أعمارهم ما بين 5 سنوات و16 سنة، وإجراء تحليل مخدرات للزوج المتهم بارتكاب الجريمة، وأمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.