الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد سليم شوشة لـ صدى البلد: كتابي ماوراء القصيدة يبحث في صورة الجماهير وسياقات القول الشعري..و أعمالي القادمة الدراسات في الخطاب الروائي والشعري

محمد سليم شوشة
محمد سليم شوشة

أعلن الكاتب والناقد الأدبي الدكتور محمد سليم شوشة، من خلال صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن صور  كتابه الجديد «ما وراء القصيدة.. مقاربة لحفريات خطاب شعر العامية المصرية»، عن دار سما للنشر.
 

كتاب ماوراء القصيدة 

قال الكاتب محمد سليم شوشة عن كتابه “ماوراء القصيدة” لهذه الأسباب كان ميلنا في هذه الدراسة إلى مقاربة ما يمكن تسميته بما وراء القصيدة، أي حفريات الثقافة التي كانت فاعلة في سياقات إنتاج الخطاب الشعري، بمعنى أن هذه الدراسة تبحث في صورة الجماهير وموقفها وحالتها النفسية وسياقات القول الشعري التاريخية والاجتماعية والدينية، وقدر ما يكون بين هذه البنية الجماعية وبين الخطاب الشعري من التفاعل والجدل والالتحام.

وهو ما يجعل الدراسة مشغولة بالخطاب الشعري الحيوي أو الملتحم بالناس والمعبر عن آلامهم، وبخاصة في المراحل المفصلية أو في أوقات ومراحل تاريخية معينة لها أهميتها واختلافها أو خصوصيتها الكبيرة.

وهنا يتجلى الخطاب الشعري بوصفه مرآة حقيقية وطبيعية للمجتمع، ويتجلى كذلك بوصفه مدونة إنسانية تتسم بالعمق والثراء الكبير والقدرة على عكس وتمثيل مستويات مختلفة من طبقات الوعي المجتمعي والوعي واللاوعي الجمعي والذاكرة الجماعية، بين أن يكون مُعبّرا عن اللَّحظي أو العابر ومنفعلا بالأحداث اليومية وبين أن يكون معبرا وممثلا لحفريات الثقافة الغائرة أو بعيدة العمق من الأمثال والسير الشعبية والحكمة الجماعية وطبقات الوعي الديني أو العاطفة الدينية وانساق اليقين أو الثقة في الذات أو حالة الوعي الجماعي والتخييل الشعبي، وجدل الذاتي مع الفردي والعام مع الخاص، ومراحل الإرادة الشعبية العامة أو الوجع الشعبي العام أو مراحل القلق والخوف أو الثورة والغضب الذي يهيمن على الناس في مرحلة بعينها على نحو ما سنرى في تعبير أحمد فؤاد نجم عن الشعب المصري في مرحلتي نكسة 67 وانتصار أكتوبر، أو ما سنرى من تعبير مسعود شومان عن حال اللجوء إلى الأولياء أو العاطفة الدينية الصوفية في مراحل اليأس والألم الجماعي والظلم أو مراحل انحسار النور والاحتقان العام في أوقات معينة أو فترات تاريخية بعينها.

 أو على نحو ما سنرى في الفصل الثالث لدى بعض الأصوات الشابة أو اللاحقة لهذين الشاعرين من التعبير عن حالات واسعة من الألم أو المجابهة الفردية للفساد أو حالات التهدم الحضاري أو سلبيات المجتمع على نحو ما نرى لدى كل من عبد الناصر علام وعبير الراوي وخضر إسماعيل.

واستطرد شوشة : ولا يعني تركيز هذه الدراسة على البحث فيما وراء القصيدة غفلتها عن جماليات الشكل الفني أو بنية القصيدة نفسها، بل ننطلق في هذه المقاربة من قناعة بأن الشكل الفني ولغة القصيدة جزء من أفكارها ومعانيها، وأنه لا يمكن الفصل بين الشكل والمضمون، أو لا يمكن الفصل بين جسد القصيدة أي تمثلها الظاهر أو بنيتها وبين ما وراء هذا الجسد أو ما يتوارى خلفه من الأفكار والأنساق المحركة والفاعلة في إنتاج الخطاب أو ما قد يشكِّل روحها أو جوهرها إن جاز التعبير.

وأضاف: ولذا فإننا نتفق مع تيري إيجلتون في قوله: إن الناس أحيانا يتحدثون عن التنقيب عن الأفكار وراء لغة القصيدة، ولكن هذه الاستعارة المكانية مضللة. لذلك ليست اللغة نوعا من السلوفان الذي لا غنى عنه الذي تأتي الأفكار مغلفة فيه بشكل جاهز. وعلى النقيض من ذلك فإن لغة قصيدة ما هي مشكل أفكارها"(). فاللغة أو المظهر الشعري أو البنية هي مشكّلٌ لأفكار القصيدة وأعماقها من مستويات المعاني وطبقات الدلالة المتوارية تحت طبقات الشكل.


وأضاف شوشة ، ودراسة شعر العامية أو الشعر الشفاهي عموما ربما دائما ما تحتاج إلى أن تكون بَيْنِيِّة التخصصات، أو معتمدة على تخصصات متعددة Multidisciplinary، و"هذا ما يبدو في الوقت الراهن مُقَدَّرا ومعتبرا بتزايد، والسنوات الماضية قد أوضحت الصعود الجماعي لعدد من المعايير المختلفة والمقاربات أو القراءات النقدية بأفكار نشأت أو تغذت على تعدد التخصصات، فأصبحت الفجوة تقل بين ما كان يستخدم في الفصل بين المقاربات للفلكلور أو الفنون الشعبية وبين دراسة اللغويات أو فقه اللغة والنظرية الأدبية، والأنثروبولوجيا والمقاربات العلمية الاجتماعية بشكل عام. مثال واحد على ذلك هو الطريقة التي أصبح الباحثون يولون بها اهتماما كبيرا للقوى الاجتماعية والسياسية في دراستهم للأدب، بينما كثير من علماء الاجتماع في انعطافهم قد ذهبوا بعيدا عن الهيكلية النمطية أو المعتادة أو بشكل أساسي معرفي تأسست على رؤى قائمة على التقدير الكبير لقيمة وأهمية التعبير الفردي والفني"(). فأصبحت الدراسات الأدبية في كثير من مداخلها أو نظرياتها تنطلق من تعدد التخصصات، فتدخل إلى الخطاب الشعري أو ربما السردي من باب الأنثروبولوجيا أو من زاوية الأساطير وعلوم الاجتماع أو من زاوية الطب النفسي أو من زاوية تاريخية بحتة أو دينية خالصة أو تستعين بكل هذا معا في الوقت نفسه أو في التجربة النقدية الواحدة.

وأوضح: والشعر العامي يتميز عن كثير من الفنون الشعرية الأخرى بحيويته واتصاله المباشر بالحياة وقضايا البشر ونبضهم وحركتهم، "بل هو يتأسس على متعة تعرُّف شكل من الشعر النشط الذي يمكن أن يعدّ شيئين، الأول هو أنه جانب تعبيري واجتماعي مهم من السلوك أو التصرف البشري، والثاني أنه شكل يستخدمه البشر ويطورونه بشكل ملحوظ فنيا للتوافق على صياغة والتلاعب والخلق الفعال لذواتهم أو وجودهم وللعالم المحيط بهم"(). وهذا ما يحتم على الدراسة المنشغلة بنص قصيدة العامية أن تنشغل كذلك بالواقع الاجتماعي وسيكولوجيا الجماهير وسياقاتهم التاريخية والاجتماعية والدينية وحفريات الثقافة أو التراث لديهم.

أحدث الأعمال 

أنهى شوشة حديثه قائلًا أما بالنسبة لمشروعي الجديد فهو يتقدم في اتجاهين الأول عدد من الأبحاث والدراسات التي أجريتها على الخطاب الروائي لاستكمال استكشاف ومسح الظواهر الثقافية الجديدة فيه ورصد تحولات الخطاب وبواعث هذا الحراك وأسبابه.

والاتجاه الثاني يتمثل في عدد من الدراسات التي أجريتها على الخطاب الشعري لرصد توظيفات الأسطورة فيه وتمثلاتها الجديدة وجمالياتها وجذورها البعيدة من النماذج البدئية وأثرها في اللغة ودرست فيها حضور رافدين أسطوريين هما الغابة والنهر بوصفهما فضاء غنيا بالأسطورة وأنماطها وكذلك الطقوس والعادات والتقاليد، كما درست طقوس الاحتفال بالعيد وجذورها الأسطورية الأولى وأيضا طقوس التطهر والنظافة والحصاد وغيرها مما كان له توظيفا جماليا خاصا في الخطاب الشعري الراهن.


-