توفي المفكر والكاتب الألماني مارتن فالزر عن عمر ناهز 96 عاماً، في أوبرلنغن حيث أقام منذ أواخر الستينيات، بحسب ما أعلنت دار النشر الألمانية البارزة "روفولت فيرلاج".
اعتبر فالزر أحد أهم الكُتّاب المعاصرين في ألمانيا، وشخصية أدبية بارزة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، على غرار جونتر جراس وهاينرش بول.
وأعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، عن أسفه "لفقدان رجل عظيم وأديب من مصاف كبار كُتّاب العالم". وكتب في تعازيه إلى أرملة الكاتب، "لقد فقدت ألمانيا إنساناً عظيماً وكاتباً من الطراز العالمي".
أضاف: "إذا كان للمرء أن يذكر مثالاً على الكتابة الواعية تاريخياً، والملتزمة في الأدب الألماني بعد الحرب، فمن الذي سيتبادر إلى ذهنكم أولاً سوى مارتن فالزر؟"
لا أحب أن أموت اليوم
نشر فالزر أحدث كتبه "لا أحب أن أموت اليوم" عام 2018، ومن أشهر أعماله رواية "جواد هارب" التي صدرت عام 1978 ونالت استحسان النقّاد وتمّ تحويلها إلى فيلم.
حصل فالزر على جوائز عدّة عن أعماله، من بينها جائزة "جورج بوشنر" عام 1981، و"جائزة السلام" التي تمنحها مؤسسة "جيرمان بوك تريد" عام 1998.
اتسم فالزر بروحه الاستفزازية التي تركت أثرها في الأدب الألماني، وهو يعدّ من بين أكثر الروائيين الألمان إثارةً للجدل، وأكثرهم تعرضاً للحملات النقدية اللاذعة.
وكان الكاتب الراحل قد تعرّض إلى حملةٍ واسعة عام 1998، بعد الخطاب الذي ألقاه بمناسبة حصوله على "جائزة السلام"، وتناول فيه ما وصفه بـ"العبء" الذي ورثته الأجيال الألمانية بسبب جرائم النازية. منتقداً "التناول المستمر والمبالغ فيه لموضوع الهولوكوست، ومحذّراً من استخدامه كـ"هراوة أخلاقية".
وُلِد فالسر في 24 مارس 1927 في فاسربورغ آم بودينسي، جنوب ألمانيا، لأب كان يمتلك فندقاً سياحياً، وكتب ذكريات طفولته في روايته "نافورة متدفّقة"، وهي رواية لا تتضمّن حكايات طفولته فحسب، وإنما صعود وسقوط الرايخ الثالث أيضاً.
كافكاوي الهوى
عندما كان مارتن فالزر في سن العشرين، اتجه إلى دراسة الأدب والتاريخ والفلسفة في ريغنسبورغ، بافاريا عام 1947، ثم عمل كمراسل ومحرّر لإذاعة "Süddeutscher Rundfunk" في شتوتغارت. دافع عن أطروحة موثوقة عن كافكا عندما كان المؤلف لا يزال بعيداً عن الشعبية.
حقّقت رواية مارتن فالزر "الزواج في فيليبسبورغ" (1957) نجاحاً كبيراً، وهو رسم من خلالها في سن الثلاثين، صورة بارعة للجمهورية الألمانية الشابة وأخلاقها الهندسية المتغيّرة.