مازالت هناك مخاوف من ارتفاع أسعار الغذاء عالميًا بعد قرار الهند بحظر تصدير الأرز، حيث فرضت نيودلهي حظرا فوريا على صادرات الأرز الأبيض غير البسمتي للحد من التضخم المحلي بعد أن ضربت الأمطار الغزيرة المحاصيل المحلية، مما أثار مخاوف من حدوث زيادات أخرى في أسعار الغذاء العالمية.
حظر الهند تصدير الأرز
وتأثرت الدول الإفريقية على نحو كبير، حيث تمثّل إفريقيا 23 في المئة من واردات الأرز العالمية لنحو 13 في المئة من سكان العالم، وفقاً لـ"أفريكا رايس" وهو مركز أبحاث في أبيدجان يضم 28 دولة.
ويشير المركز إلى أن "إنتاج الأرز المحلّي لا يغطّي سوى 60 في المئة من الطلب الحالي في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى"، لذا، فقد أدى قرار الهند الحدّ من صادراتها حالة من الذعر في العديد من البلدان الإفريقية حيث يعتبر الأرز سلعة أساسية.
وتواجه الهند تحديات اقتصادية واجتماعية، مثل نقص اليد العاملة وارتفاع متوسط الأعمار وانخفاض معدلات الخصوبة، وتحتاج الهند إلى ضمان توافر الغذاء لسكانها البالغ عددهم نحو 1.4 مليار نسمة، والذين يستهلكون نحو 100 مليون طن من الأرز سنويًا، ويعد الأرز غذاءً أساسيًا لنحو نصف سكان العالم، حيث تستهلك آسيا نحو 90 في المائة من الإمدادات العالمية، وتريد الهند تأمين احتياجاتها من الأرز قبل تلبية احتياجات الدول الأخرى.
وسيكون قرار حظر الهند للأرز ، له آثار محتملة على السوق العالمية والمستهلكين، منها:
- ارتفاع أسعار الأرز: إذا خفضت الهند صادراتها من الأرز، فإن ذلك سيؤدي إلى نقص في المعروض على المستوى العالمي، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأرز في الأسواق. وقد يؤثر هذا على قدرة المستهلكين في بعض الدول على شراء هذه المادة الغذائية.
- تضرر المستوردين والمستهلكين في دول أخرى، خاصة في آسيا وأفريقيا، التي تعتمد على الأرز كغذاء أساسي. وخسارة حصة الهند من سوق التصدير وتقليل دخل المزارعين والتجار الهنود.
- احتمالية حدوث ردود فعل سلبية من دول شريكة أو منظمات دولية، مثل اتهامات بالحمائية أو انتهاكات للاتفاقات التجارية.
ذعر في المتاجر الأمريكية
وأفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، بأن حظر تصدير الأرز الهندي تسبب في حالة من الذعر في المتاجر الأمريكية، حيث ارتفعت الأسعار إلى 50 دولارا.
وأظهرت مقاطع فيديو علي منصات التواصل الاجتماعي، الأمريكيين وهم يقفون في طوابير طويلة ويتدافعون في حالة من الذعر لشراء الأرزفي تكساس وميشيجان ونيوجيرسي وألاباما وأوهايو وإلينوي وكاليفورنيا.
ومن جانبه، أكد رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز باتحاد الغرف التجارية، أن مصر لن تتأثر بقرار الهند وقف تصدير الأرز "غير البسمتي".
وأضاف شحاتة- خلال تصريحات له، أن مصر لديها اكتفاء ذاتي من الأرز، مبرراً لجوء الحكومة إلى استيراده في وقت سابق إلى عزوف المزارعين عن توريده أملاً في الحصول على سعر مرتفع، وأوضح أنه بمجرد دخول شحنات من الأرز لمصر انخفضت الأسعار وسارع المزارعون في توريد الأرز.
وفيما يخص تعاقد وزارة التموين مع الهند على استيراد شحنات من الأرز، قال شحاتة: تم التعاقد على استيراد 50 ألف طن ووصلت بالفعل، ولا توجد شحنات أخرى معلقة لدى الهند أو أي دولة أخرى تخص مصر، وتابع: "مصر دولة مكتفية ذاتياً من الأرز، وسعر طن الأرز الشعير انخفض من 20 ألفاً إلى 11 ألفاً، مشدداً: أقول للمواطن لا تشترِ كيلو الأرز بأكثر من 22 جنيهاً".
انخفاض أسعار الأرز محليا
ومن جانبه، قال حسين عبد الرحمن نقيب عام الفلاحين، إن هناك انخفاض سعر أرز الشعير خلال الفترة المقبلة مع اقتراب موسم الحصاد، إذ شهد سعر أرز الشعير أمس الجمعة 28-7-2023 في مصر، استقرارا ويميل إلى الانخفاض، إذ يتراوح سعر طن أرز الشعير رفيع الحبة 11100 جنيه إلى 11200 جنيه، كما يتراوح السعر بالنسبة لأرز الشعير عريض الحبة ما بين 12100 إلى 12200 جنيه.
وأضاف نقيب الفلاحين- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن سعر أرز الشعيرانخفض على مدار الأسبوع الماضي بنحو 500 جنيه للطن، كما أن الطلب في الوقت الحالي جيد، مشيرًا إلى أن سعر الأرز الأبيض يشهد استقرارًا ملحوظا خلال الوقت الحالي.
وأشار نقيب الفلاحين، إلى أن سعر طن الأرز الأبيض جملة يتراوح ما بين 16800 جنيه إلى 17700 جنيه للطن بالنسبة لرفيع الحبة، بينما يتراوح سعر طن الأرز الأبيض عريض الحبة ما بين 18400جنيه إلى 18600 جنيه، كما يباع سعر كيلو الأرز الأبيض في التجزئة بسعر يتراوح ما بين 23 إلى 25 جنيها، ويختلف السعر بحسب نوع الحبة ونسبة الكسر في الأرز.
وبيننقيب عام الفلاحين، أنه من المتوقع أن يستمر سعر أرز الشعير في الانخفاض حتى موعد حصاد الموسم الجديد، فمن المتوقع أن ينخفض السعر خلال الفترة المقبلة ليصل 10 آلاف جنيه بالنسبة للأرز رفيع الحبة، كما قد ينخفض أرز الشعير عريض الحبة ليصل إلى 10200 جنيه بانخفاض يقدر بنحو 2000 جنيه.
وفي نفس السياق، قال الرئيس الفلبيني، فرديناند ماركوس جونيور، في بيان اليوم السبت، إن بلاده يجب أن تبدأ في استيراد الأرز للاستعداد لتأثير ظروف الطقس الجاف لظاهرة النينو على الحصاد المحلي، وقد تسعى لإبرام اتفاق توريد مع الهند.
أكبر 20 دولة مستوردة للأرز
وأوضح ماركوس جونيور للمسؤولين في مقاطعة كاجايان الشمالية، حيث ذهب لتقييم الأضرار الناجمة عن إعصار دوكسوري، أنه يُفكر في الإمدادات الوطنية من الأرز، وإلى أي مدى ستؤثر الظروف المناخية على الإنتاج بالبلاد، حسبما أشارت وكالة رويترز.
وتمثّل الهند أكثر من 40 في المئة من صادرات الأرز العالمية، وقد يؤدي أي خفض في شحنات الأرز إلى تضخم أسعار المواد الغذائية المتسارعة بالفعل بسبب استمرار الحرب الأوكرانية والطقس المتقلب.
وتظهر الإمارات والسعودية ضمن أكبر 20 دولة تستورد الأرز الأبيض غير البسمتي من الهند، ما يهدد بتضرر هذه البلدان من نقص الإمدادات الهندية.
كما تضم قائمة أكبر خمس دول في الشرق الأوسط من حيث صادرات الأرز الأبيض غير البسمتي من الهند، مصر والجزائر وتركيا، في حين يظهر السودان الذي يصارع أزمات اقتصادية وسياسية بالفعل، في نهاية قائمة أكبر عشر دول في الشرق الأوسط.