EN 
تعد عمليات التحنيط عند القدماء المصريين، لغز لطالما حير دومًا العلماء، إذ كان المصريون القدماء يؤمنون أن الموت ليس نهاية الحياة، بل هو بداية حياة جديدة في العالم الآخر. لذلك، قاموا بإعداد موتاهم بعناية لتلك الحياة الجديدة. كان التحنيط عملية تجفيف الجثة وحفظها من التحلل، وقد تم ذلك عن طريق إزالة الأعضاء الداخلية من الجسم، ثم غسلها وتجفيفها، ثم وضعها في أوعية خاصة، ثم لف الجثة في لفائف من الكتان، ومن ثم وضعها في تابوت.
تعويذات المتوفي
كما تم وضع العديد من الأشياء في قبر المتوفى لمساعدته في الحياة الآخرة، وقد تضمنت هذه الأشياء الطعام والشراب والملابس والأدوات، بالإضافة إلى التماثيل التي تمثل المتوفى. كما تم وضع كتاب الموتى في القبر، وهو كتاب يحتوي على تعويذات وتعليمات تساعد المتوفى على الانتقال إلى العالم الآخر.
عملية معقدة
وكان المصريون القدماء يؤمنون أن الموتى سيحكمون من قبل الإله أوزوريس، خصوصًا إذا كان المتوفى قد عاش حياة صالحة، فوقتها سيُسمح له بالدخول الجنة. أما إذا كان المتوفى قد عاش حياة سيئة، فسيُعاقب في الجحيم.
كانت عملية الموت والبعث في مصر القديمة معقدة وغنية بالتفاصيل، وكانت هذه العملية تعبيرًا عن إيمان المصريين القدماء بالحياة الآخرة، ورغبتهم في أن يعيش المتوفى حياة سعيدة في ذلك العالم.
مراحل التحنيط التي قام بها المصريون القدماء
1- غسل الجسم
كان أول شيء يفعله المحنطون هو غسل الجسم بالماء والزيت.
2- إزالة الأعضاء الداخلية
تم إجراء شق في الجانب الأيسر من البطن، وإزالة الأعضاء الداخلية، وهي القلب والكبد والرئتين والمعدة والأمعاء. تم وضع هذه الأعضاء في أوعية خاصة تسمى الأواني الكانوبية، والتي تم وضعها في تابوت مع المتوفى.
3- تجفيف الجسم
تم تجفيف الجسم باستخدام مادة كيميائية تسمى النطرون. النطرون هو ملح صخري قوي يزيل الرطوبة من الجسم. استغرقت عملية التجفيف حوالي 40 يومًا.
4- لف الجسم
بعد أن يجف الجسم، تم لفه في لفائف من الكتان. تم استخدام حوالي 1000 لفافة من الكتان للف جثة واحدة.
5- وضع الجسم في تابوت
بعد أن تم لف الجسم، تم وضعه في تابوت. كان التابوت مصنوعًا عادة من الخشب أو الحجر.
6- وضع التابوت في القبر
تم وضع التابوت في قبر، والذي كان عادةً غرفة تحت الأرض. تم تزيين القبر بالعديد من الأشياء لمساعدة المتوفى في الحياة الآخرة.
الجدير بالذكر أن عملية التحنيط كانت عملية طويلة ومكلفة، ولكن مثلت بالنسبة للمصرين القدماء أهمية كبرى، إذ كانوا يؤمنون أن التحنيط هو الطريقة الوحيدة لضمان سلامة روح المتوفى في الحياة الآخرة.
