والدتي تدعو لي ولكن لا يوجد استجابة للدعاء فما السبب؟.. سؤال أجاب عنه الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وأجاب "شلبي"، قائلًا: إن هناك أوقات مباركة وأماكن مباركة يدعو الإنسان فيها ربه فيستجيب، من هذه الأوقات: وقت نزول المطر، وقت السَحَر في ثلث الليل الأخير، يوم الجمعة، ليلة القد، يوم عرفة، الوقت الذي يشعر القلب فيه وهو في حالة المظلوم فإن «دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، لَيْسَ بَيْنَهُا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ» ، من الأماكن الشريفة التي يستجاب الدعاء بها: عند الكعبة المشرفة فالنبي ﷺ يقول: «يا عمر ها هنا تسكب العبرات»، وتحت الميزاب، وعند الملتزم - وسُمي الملتزم لأنه يُلتزم فيه استجابة الدعاء-، من الأوقات الشريفة أيضًا: بعد الصلوات في دُبر كل صلاة.
وتابع: هناك أيضًا طلب الدعاء من الأشخاص الصالحين، كذلك الدعاء يستجاب بعد ختم القرآن، يستجاب والإنسان في السجود، كل هذه الأشياء هي مساعدات لاستجابة الدعاء، استمر في الدعاء، وحقق شروطه من عدم أكل الحرام، ولم يدخله حرام، وكذلك تقديم الطاعات، من صدقة، من ركعتين، من سجود ... ، وألح في الدعاء، فما دمت دعيت فالله سبحانه وتعالى سوف يعطيك، إما بتنفيذ دعائك، وإما سيأتي في الوقت المناسب، وإما يدخر لك ثوابًا يعطيه لك يوم القيامة، فأنت في كل الأحوال الفائز؛ ولذلك كان النبي ﷺ يقول: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ».
وفي حديث آخر: «الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ»، «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» أصح سندًا من «الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ»، لكن سواء كان الدعاء هو ذات العبادة، أو الدعاء هو أكبر شيء في العبادة، وهو رأس العبادة، فالدعاء لا يضيع عليك إما أن يتحقق في الدنيا، وإما أن يُدخر في الآخرة، وما تحقق في الدنيا إما أن يكون عاجلًا، وإما أن يكون آجلًا.
الذنوب التي ترّد الدعاء وتمنع استجابته
1) سوء النيّة
كأن تنوي لنفسك شرّاً أو لغيرك، كدعاء بعض الناس على غيرهم بالموت أو الإصابة بالمصائب، فهنا لا يستجيب الله الدّعاء، وهذا من رحمته القدير علينا.
2) خبث السريرة
كأن تدعو في ظاهر دعائك بالخير وتضمر الشرّ في قلبك، فالله لا يستجيب الدّعاء أبداً في هذه الحالة.
3) النفاق مع الغير
من أحد الذنوب التي تمنع استجابة الدّعاء، فإن كنت تنافق أحياناً في تعاملك مع غيرك، فابدأ بنفسك وغيّرها وابتعد عن النفاق حّتى يستجيب الله دعاءك، ولا تظلم أحداً.
4) تأخير الصلوات المفروضة علينا عمداً
حتّى يذهب وقتها من أسباب حبس الدّعاء كذلك.
5) الابتعاد عن الفحش في القول
واستخدام ألطف الكلام وأهذبه في الحديث والقول مع الغير، وأكثر من الصدقات وأعمال الخير التّي تقرّبك من الله عزّ وجلّ وتجعلك من أحبابه المقرّبين، وابتعد عن الأعمال المحرّمة التي حرّمها الله علينا حّتى لا يحلّ غضبه ولعنته عليك.