ماذا يفعل من داهمه المرض يوم التروية .. وهل يجوز ترك المبيت بمنى؟ أسئلة يحرص الكثيرون على معرفتها مع دخول اليوم الثامن من ذي الحجة واستعداد حجاج بيت الله الحرام لأداء يوم الحج الأكبر من صعيد عرفات صباح غدٍ الثلاثاء.
وفي يوم التروية يبدأ الحجاج أولى مناسكهم وتأهبهم لأداء أهم أركان الحج، لذا فإن البعض منهم يتساءل عن حكم من داهمه المرض يوم التروية وماذا يفعل؟، وهل يجوز له ترك المبيت بمنى والتوجه لعرفات مباشرة خشية أن يفوته أجر الحج؟ هذا ما نجيب عنه في التقرير التالي.
هل يجوز لمن مرض أو شعر بتعب ترك المبيت بمنى؟
المبيت بمنى يوم التروية سنة بإجماع الفقهاء، وتركه لا يؤثر فى صحة الحج، حيث أكد الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية- أنه يجوز شرعا تصعيد الحجاج إلى عرفات غدا الثلاثاء الموافق يوم الثامن من ذي الحجة -"يوم التروية"- دون المبيت ب"منى"؛ باعتباره سنة وليس شرطا أو واجبا من واجبات الحج وأركانه.
كما أفتى بذلك مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، حيث أشار في فتوى له إلى أن يوم التروية هو الثامن من شهر ذي الحجة، وفيه يحرم الإنسان بالحج من مكان إقامته بمكة، بعد أن يغتسل، ويتطيب، ويلبس ملابس الإحرام، ويصلي ركعتين، ويقول عند إحرامه: «لبيك حجًا».
وأوضح المجمع، في فتاوى توضيحية عن مناسك الحج، أنه ينبغي على حجاج القرعة المصريين أن يلتزموا بالضوابط التى وضعتها الجهات المنظمة لرحلة حج القرعة من التصعيد إلى عرفات مباشرة يوم الثامن دون المبيت بمنى، حتى لا يتعرضوا لشيء من المشاق والمتاعب والصعوبات التى قد تواجههم إذا خالفوا التعليمات.
حكم من لم يذهب لـ منى يوم التروية
ومن لم يذهب في يوم التروية لا شيء عليه؛ لأنه هيئة من هيئات الحج، لا هي فرض، ولا هي واجب؛ إنما هي سُنَّة وهيئة، موضحًا أنه بعد ذلك سواء من كان في مكة (كمن لم يذهب إلى مِنى للزحام) أو كان في مِنى وأصبح الآن في اليوم التاسع وهو يوم عرفة فإنه يتحرك إلى عرفة بحيث إنه يظهر إليها قبيل الظهر؛ لأن وقت الوقوف عند جماهير الأمة يبدأ.
فضل يوم التروية لغير الحاج
ولهذا اليوم الكثير من الفضل سواء كان للحاج أو لغير الحاج، وأطلق عليه هذا الاسم لأن الحجاج أيام عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يروون عطشهم فيه قبل الوقوف بعرفة، حيث لم يكن يتوفر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الماء في الأماكن التي يقطنها الحجاج، ويقال أنه أطلق عليه هذا الاسم لأنه على عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام رأى في رؤيا أنه يذبح ابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام وظل يروي سيدنا إبراهيم الرؤيا لنفسه لكي يتأكد أنها رسالة من الله عز وجل وليست مجرد حلم.
وعلى من أدرك يوم التروية وهو غير حاج أن يدعو الله عز وجل كثيرًا لكي يرزقه فضل زيارة بيته الحرام، حيث أن الدعوات في هذه الأيام المباركات مستجابة كما وعدنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ففيهن ينزل الله عز وجل إلى سماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل.
وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِ)، وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم أيضًا : (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ)، وقال النبي في فضل العمل في العشر الاوائل من ذي الحجة: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)