الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يوم التروية.. هل من يموت فيه من الحجاج شهيد في الإسلام؟

حكم من مات في يوم
حكم من مات في يوم التروية

بدأ حجاج بيت الله الحرام مع دخول اليوم الثامن من ذي الحجة - يوم التروية ، أداء أول مناسك الحج 2023، حيث يسمى هذا اليوم بـ يوم التروية لأن الحجيج كانوا يستريحون فيه في مِنًى ويُرِيحون فيه دوابهم وهَديهم ويروونها بالماء في طريقهم إلى عرفة؛ استعدادًا لأعمال هذا اليوم العظيم وما بعده من أعمال يوم النحر وأيام التشريق.

هل يجب الذهاب الى منى يوم التروية؟

ويوم التروية هو من أعظم أيام السنة عند المسلمين حيث إنه في الأيام العشرة الأوائل من شهر ذي الحجة، التي منَّ الله سبحانه وتعالى بهن على المسلمين أجمع، فيهن تُضاعف الأعمال الصالحات، وتعتق الرقاب، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في فضل العمل في العشر الأوائل من ذي الحجة : (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).

ووفقاً لدار الإفتاء المصرية فإنه يُسَنُّ فقط -ولا يجب- للحاج أن يذهب فيه إلى مِنًى في الضحى، ويصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء مع قصر الصلاة الرباعية فقط وبدون جمع، ويبيت فيها ليلة عرفة، ثم يصلي فيها الفجر وينطلق إلى عرفة في الضحى أيضًا، فإن فعل خلاف هذا وذهب إلى عرفة من يوم الثامن خوفًا من الزحام فلا شيء عليه وحجه صحيح، غاية الأمر أنه قد ترك مستحبًّا، بل وتركه لعذر، فعسى أن يأخذ ثواب الشيء الذي لولا العذر لفعله، وإنما الجبران يكون بترك الواجب لا السنة.

حكم من مات في يوم التروية

وحول سؤال حكم من مات في يوم التروية، وهل من يموت في يوم التروية شهيد في الإسلام؟ لم يرد نصاً محدداً في حكم من مات في يوم التروية أو يوم عرفة إلا أنه وبحسب دار الإفتاء المصرية خلال جوابها على سؤال حول هل من يموت في يوم عرفة شهيد في الإسلام؟، أنه لم يرد في ذلك نص شرعي صحيح، إلا أن يكون الموت بسبب شيء مما ذكر في السنة المشرفة، أن له ثواب الشهيد؛ كالغريق وصاحب الهدم والمبطون ومن تموت في نفاسها وغيرهم.

وأضافت أنه ليوم عرفة فضل عظيم، وقد وردت أحاديث عدة تبين هذا الفضل؛ ففي "صحيح مسلم" عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده». ومعنى الحديث أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب السنة الماضية، ويحول بين صائمه وبين الذنوب في السنة الآتية بإذن الله.

وثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يصوم التسع الأول من ذي الحجة؛ فروى أبو داود وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر، والخميس".وروى النسائي عن حفصة رضي الله عنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة".

حكم صيام يوم عرفة للحاج

وأما صوم يوم عرفة بخصوصه فمستحب لغير الحاج، ويكره صيامه للحاج إن كان يضعفه الصوم عن الوقوف والدعاء؛ جاء في "تحفة الفقهاء" (1/ 343): [وأما صوم يوم عرفة في حق الحاج: فإن كان يضعفه عن الوقوف بعرفة ويخل بالدعوات فإن المستحب له أن يترك الصوم؛ لأن صوم يوم عرفة يوجد في غير هذه السنة، فأما الوقوف بعرفة فيكون في حق عامة الناس في سنة واحدة، وأما إذا كان لا يخالف الضعف فلا بأس به، وأما في حق غير الحاج فهو مستحب؛ لأن له فضيلة على عامة الأيام] اه.

وجاء في "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" (2/ 79): [وأما صوم يوم عرفة: ففي حق غير الحاج مستحب؛ لكثرة الأحاديث الواردة بالندب إلى صومه، ولأن له فضيلة على غيره من الأيام، وكذلك في حق الحاج إن كان لا يضعفه عن الوقوف والدعاء؛ لما فيه من الجمع بين القربتين، وإن كان يضعفه عن ذلك يكره؛ لأن فضيلة صوم هذا اليوم مما يمكن استدراكها في غير هذه السنة] اه.وجاء في حاشية الصاوي على الشرح الصغير "بلغة السالك لأقرب المسالك" (1/ 691): [(و) ندب (صوم) يوم (عرفة لغير حاج)، وكره لحاج؛ أي لأن الفطر يقويه على الوقوف بها] اه.