قالت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن الشريعة الإسلامية حرمت الغش بكل أنواعه، سواء كان في الامتحانات أو في البيع والشراء أو في غيره من المعاملات بين الناس، مستشهدة بما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» أخرجه مسلم.
وأضافت «الحنفي» في تصريح لـ«صدى البلد»، أن المراقب الذي يتهاون في أداء عمله، ويعطي فرصة للطلبة بالغش، أو يلقنهم الإجابات، يكون قد أثم أمام الله سبحانه وتعالى، واعتدى علي حقوق الناس؛ لأن الرقابة مقصودة للحفاظ على نزاهة العملية التعليمية ومنح الشهادة والتقدير لمن يستحق ذلك، وتلك أمانة ومسئولية يسأل عنها المراقب أمام الله عز وجل، وأمام المجتمع والقانون أيضًا، والله تعالى يقول: «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا» (النساء: 58)، وفي الحديث الشريف عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ» رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.
ونبهت على أن خيانة الأمانةحرام شرعاً، والذي يقوم بالمُراقبة على الطلاب فهذه أمانة، وجب عليه أن يحافظ عليها فكونه يسمح للطلاب بالغش وإتاحة الفرصة لهم بالحصول على حق ليس من حقهم فهذه خيانة للأمانة، ويأثم على هذا الفعل، مهما كانت الأسباب،وأكد لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الغش حرام في قوله «من غشنا فليس منا» أي ليس من جماعة المؤمنين التي تحافظ على حقوقهم الله وحقوق العباد، قال تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ» (سورة البقرة 8و9).
وتابعت: «فالذي يخادع الناس بالباطل ويصل إلى مكانة ليست من حقه فهذا حرام، والذي يساعده على ذلك يشاركه في الإثم، لأنه الفاعل وصل إلى عمل ليس من حقه وغير مؤهل له، وضيع الفرصة على صاحب الحق في هذا العمل.
هل مال المراقب الذي يسمح بالغش حرام؟
وأفادت: أما بالنسبة للمال الذي يتقاضاه المراقب نظير المراقبة على الطلاب في الامتحان فهذا في نظير اقتطاع جزء من وقته للإشراف في الامتحانات وهذا لا شيء فيه، ولكن عليه أن يتقي الله في أي كسب يحصل عليه ولا يستغل مكانته في الإشراف بإضاعة الفرصة على بعض الطلاب الذين بذلوا مجهوداً في تحصيل العلم.