تعتبر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إحدى المناطق الصناعية والاقتصادية العملاقة والواعدة بشكل كبيرا، نظرا لتنوع المشروعات المتواجدة بها، إضافة إلى أنها تطل على أهم مجرى ملاحى وأهم خطوط النقل البحري على مستوى العالم، لذلك تسعى دول العالم إلى الاستثمار بالمنطقة وتشيد المشروعات الصناعية لتحقيق الاستفادة المشتركة، وفي هذا الإطار تم وضع حجر الأساس لشركة البناء الحكومية الصينية “China steel Egypt “التي تعمل في مجال تصنيع الهياكل الفولاذية والحوائط والأسقف ضمن نطاق المطور الصناعي تيدا - مصر الصينية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالسخنة.
تفاصيل مشروع الهياكل الفولاذية
وبلغت استثمارات الشركة الصينية حوالي 15 مليون دولار، ويقع المشروع على مساحة 27 ألف متر مربع، وسيتم تجهيز المصنع بأحدث المعدات والتقنيات لتصنيع الهياكل الفولاذية عالية الجودة لمختلف مشاريع البناء بالدولة المصرية، فيما أشاد اللواء وليد يوسف نائب رئيس المنطقة الاقتصادية للمنطقة الجنوبية بعمق العلاقات المصرية الصينية، والتي شهدت خلال الفترة الماضية تطوراً ملحوظاً من خلال مشاركة الشركات الصينية في المشروعات الجاري تنفيذها بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروعات الكهرباء والنقل، كما كانت مصر من أوائل الدول التي اشتركت بمبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني عام 2013.
من جانبه، قال خان جاو هوا سكرتير اللجنة الدائمة للعلوم وهندسة البناء لشركة سيسك ستيل ايجيبت، إن شركة سيسك من كبرى الشركات المتعاملة مع أكثر من دولة، وسوف تعمل داخل منطقة تيدا-مصر بطاقة إنتاجية سنوية 140 ألف طن سنوياً من الهياكل الفولاذية بجانب 300 من ألواح التغطيات، وسيتم تسويق منتجات المشروع في دول الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط والسوق الإفريقي لتقديم خدمة عالية الجودة للعملاء من داخل المصنع بالمنطقة الاقتصادية لـ قناة السويس.
وأكد أن المشروع تصنيع الهياكل الفولاذية، يأتي في إطار العلاقات الاقتصادية والتجارية الوثيقة بين مصر والصين، والتي تهدف لتوطين الصناعة بالمنطقة وخلق منطقة صناعية متطورة، مما يعكس الثقة التي تتمتع بها شركة "CSCEC " في السوق المصرية وقدرتها على تقديم خدمات البناء والهندسة عالية الجودة في المنطقة.
8 مكاسب من مشروع الهياكل الفولاذية
في هذا الصدد، قال الدكتور أسامة السعيد، عميد كيلة التجارة جامعة بني سويف سابقا، إن التوسع في الاستثمار الصناعي، أحد الاستراتيجيات الرئيسية التي تسعى الدولة لتنفيذها، في العديد من القطاعات وعلي امتداد ربوع الوطن، ولعل إنشاء مصنع عملاق للهياكل الفولاذيه بالعين السخنة أحد أهم الكيانات، التي تكفل تحقيق مستهدفات هذه الاستراتيجية ، فهذا المشروع يحقق العديد من الغايات والأهداف أهمها ما يلي:
- تعظيم القيمة المضافة من استغلال الموارد الطبيعية المتاحة وتعظيم العوائد الاقتصادية.
- نقل وتوطين صناعة الهياكل والألواح الفولاذية في مصر، وخلق الخبرات الفنية والتسويقية والادارية في هذا التخصص العملاق.
- خلق فرص عمل في أحد الصناعات التي تجمع بين استخدام التكنولوجيا الحديثة، وكثافة استخدام الأيدي العاملة، واستخدام أساليب الجودة المعتمدة دوليا.
- تلبية احتياجات السوق المصري من مكون هام في كافة الصناعات الثقيلة، التي غالبا ما كانت تقف عند مرحلة تصنيع معينة لنقص هذه المكونات أو اللجؤ الي الاستيراد بتكاليف عالية ، وبمواجهة مشاكل جمة في توفير العملة الاجنبية، وكل ذلك لابد أن يؤثر في السعر النهائي الكي سيتحملة المستهلك.
- تشغيل هذا المصنع العملاق بشكل اقتصادي سيؤدي إلى توفير طاقة كمية من الهياكل والألواح، التي سيتم تصديرها إلى الأسواق الاوربية والافريقيهظة مما يوفر عملات أجنبية.
- إن موقع المشروع في المنطقه الاقتصاديه الجنوبية بالعين السخنه بجوار اهم المواني المصريه سوف يخفض من تكاليف النقل والشحن والتأمين والنولون البحري مما يجعل تكلفه النقل تنافسيه بالنسبه للمستورد الاوربي والافريقي. فضلا عن انخفاض زمن النقل في حد ذاته.
- إن انخفاض الجنيه المصري امام العملات الاجنبيه وبالاخص الدولار واليورو سيجعل من تكلفة استخدام العماله والتكاليف الاداريه والانتاجيه اقل بكثير من مثيلاتها المنافسه في الدول الاخري مما يجعل التكلفه النهائية لمنتجات الشركه اكثر تنافسيه في الاسواق الخارجية بما يضمن تحقيق معدلات ربحيه لا يحققها نظرائها.
- الدعم الحكومي لمثل هذه المشروعات هو دعم قائم في جانب كبير منه علي خصوصيه العلاقات المصريه الصينية ،وهذا يساهم بشكل كبير في دعم الملف المصري المقدم الي منظمه البريكس ، والذي تمثل فيه دولة الصين الشعبيه، الشريك الفاعل والمؤثر في قرار الموافقة علي انضمام مصر لهذا التجمع الاقتصادي الكبير.