بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، بعض الحقائق التي تدور حول الكعبة المشرفة، موضحاً أن بيت الله الحرام ليس في حاجةٍ إلى آياتٍ حسية، بل الآيات التي تكتنفه ترجع إلى هداية العالمين، فهو هدىً للعالمين.
آيات الكعبة المشرفة
يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (آل عمران 96/ 97)}.
وذكر الدكتور علي جمعة خلال حديثه عن الكعبة المشرفة أن بكة قد وردت في الكتاب المقدس، وسألني سائل عن موضعها، فقد وردت في المزمور الرابع والثمانين، وهي في نسخة الملك جيمس باللغة الإنجليزية على حالها بالحرف الكبير الذي يدل على أنها مكان وعلى أنها موضع وعلى أن داود قد تعلق قلبه وهو يدعو ربه ويسبح له ببيت الله العتيق، وهي موجودة أيضًا في صلاة يعقوب في سفر التثنية.
أما في النسخة العربية ففي المزمور قالوا: وادي البكاء بدلاً من بكة، وهناك في صلاة يعقوب قالوا: باكوت بدلاً من بكة، أما في النسخة العبرية والنسخة الإنجليزية والنسخة السريانية فعلى حالها، والحمد لله الذي جعلنا مسلمين.
وتابع: الله - سبحانه وتعالى - يذكر ذلك في كتابه الكريم كما أنزله على السابقين من الأنبياء والمرسلين حتى يكون ذلك الحق مبينًا للعالمين، والله - سبحانه وتعالى - يقول: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ (آل عمران:97)}، وكثير من الناس يحب أن تكون الآيات البينات آيات حسية؛ فيدعي مثلاً أن الطير لا يطير فوق الكعبة المشرفة .. في حين أن الطير يطير فوقها، أو أنه ليزرق الزرق في بيت الله الحرام .. في حين أنه يفعل ذلك، أو أنه في يوم الخامس عشر من شعبان تفور زمزم .. في حين أنها لا تختلف في دفعها للماء من يومٍ إلى يوم.
وبيت الله الحرام ليس في حاجةٍ إلى آياتٍ حسية، بل الآيات التي تكتنفه ترجع إلى هداية العالمين، فهو هدىً للعالمين.