شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي، التي انعقدت لبحث الأزمة الراهنة في السودان، وذلك بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة، وعلى رأسهم الرئيس "يورى موسيفينى"، رئيس جمهورية أوغندا الرئيس الحالي لمجلس السلم والأمن، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وأمين عام جامعة الدول العربية، وسكرتير عام منظمة الإيجاد، ومبعوثة سكرتير عام الأمم المتحدة للقرن الأفريقي.
مجلس السلم والأمن الأفريقي
وقد ألقى الرئيس السيسي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، أعرب خلالها عن الشكر لشقيقه الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، للمبادرة بعقد هذه القمة الهامة، التي تمثل قيمة كبيرة للعمل نحو دعم السودان لاستعادة أمنه واستقراره، مؤكداً فى هذا الإطار الأهمية القصوى للتنسيق الوثيق مع دول الجوار لحلحلة الأزمة بالسودان باعتبارها الأكثر تأثراً بها، والأكثر حرصاً على إنهائها فى أسرع وقت.
كما أكد الرئيس، أن جهود مصر من أجل إنهاء الأزمة الحالية في السودان الشقيق، تتكامل مع مختلف المسارات الإقليمية ذات الصلة، بما فيها الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، كما أنها تستند إلى عدد من المحددات والثوابت، أبرزها ضرورة التوصل لوقف شامل ومستدام لإطلاق النار؛ ووجوب الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية فى السودان، التي تعد الضمانة الأساسية لحماية الدولة من خطر الانهيار؛ وتأكيد أن النزاع فى السودان يخص الأشقاء السودانيين أنفسهم، ومن ثم فإن دور الأطراف الإقليمية هو مساعدتهم على إيقافه، وتحقيق التوافق حول حل الأسباب التي أدت إليه فى المقام الأول.
وشدد الرئيس فى هذا الصدد أيضاً على احترام مصر لإرادة الشعب السوداني، وعدم التدخل فى شئونه الداخلية، وضرورة عدم السماح بالتدخلات الخارجية فى أزمته الراهنة، مؤكداً استمرار مصر، فى بذل كل الجهود، من أجل إنهاء الأزمة الحالية، بما فى ذلك عبر دعم جهود الاتحاد الأفريقي، وجميع الآليات القائمة، لإنهاء الصراع الحالي، وكذلك مواصلة التنسيق، مع كافة الشركاء والمنظمات الإغاثية، لدعم جهود توفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسودان، للتخفيف من الوضع الإنساني المتدهور.
ويقول السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هناك جهودا مبذولة من جانب الدول والمنظمات الإقليمية والدولية إلى جانب مصر بصفة خاصة، كما أن هناك تعاونا دوليا متعددا للوصول إلى تمديد مهلة وقف إطلاق النار في السودان، مشيرا: هذه الجهود تطرح في إطار مبادرات فردية أو ثنائية أو في إطار أكبر من ذلك والهدف منها جميعا وقف إطلاق النار بشكل دائم في البلد الشقيق.
مصر وحل الأزمة في السودان
وأضاف حليمة - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن أكثر الدول تأثرا بأزمة السودان هي دول الجوار، فعند التحدث عن السودان فتمس أيضا مصر وتشاد وجنوب السودان، مؤكدا أن الجهود المبذولة تجاه القضية السودانية بدأت من خلال المنظمات الإقليمية والفرعية فى إطار الاتحاد الأفريقي.
وشدد حليمة على ضرورة وقف الحرب في السودان، وأن يكون هناك تصرف جاد من المجتمع الدولي في هذا الشأن، معقبا: "لو كل الدول أخذت رعاياها وتركت السودان لمشاكله لن تقف هذه الفتنة، والحسم السريع يحل الأزمة ويوقف الخسائر على جميع المستويات وينقذ الموارد من الهلاك".
وقامت الدولة المصرية بالعديد من المحاولات لوقف النزاع المسلح بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي، والذي امتد إلى العاصمة السودانية الخرطوم، وتسبب في أوضاع إنسانية كارثية للمواطنين السودانين والرعايا الأجانب.
وتلقى الرئيس السيسي، العديد من الاتصالات سواء من الأشقاء العرب أو الشركاء الدوليين عقب الأحداث التي ألمت بالسودان الشقيق، وتطرقت جميعها لبحث مسألة التهدئة بين طرفي النزاع، إضافةً إلى التحركات التي تقوم بها وزارة الخارجية.
موقف العرب من أزمة السودان
وتلقى الرئيس السيسي، شهر أبريل الماضي، اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، وبحث الجانبان تطورات الأزمة السودانية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، أحمد فهمي، بأن الاتصال تناول التباحث بشأن تطوراتالأزمة السودانية، وتنسيق الجهود بين البلدين في هذا الصدد.
ونوه رئيس الوزراء البريطاني، بدور مصر الجوهري في صون السلم والأمن على المستوى الإقليمي، إلى جانب كونها من أهم دول الجوار الفاعلة للسودان، التي تمثل الأزمة الراهنة بها تحديًا بالغًا للاستقرار في المنطقة بأسرها.
وأعرب الزعيمان، عن القلق البالغ بشأن تصاعد العنف والقتال في السودان، وهو ما يعرض المدنيين لمخاطر كبيرة ومتزايدة، مع التطرق في هذا الصدد إلى جهود إجلاء رعايا البلدين من السودان.
تحركات من القاهرة لا تتوقف
كما بحث الرئيس السيسي، خلال نفس الشهر، مع الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد، جهود مصر والإمارات لـ"تهدئة الأوضاع في السودان، ووقف التصعيد والعودة للحوار، واستعادة المسار السياسي".
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان نشرته عبر فيسبوك: "أن الرئيس السيسي أجرى اتصالاً هاتفيا مع الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وتطرق الاتصال إلى الجهود الحثيثة للبلدين لتهدئة الأوضاع في السودان الشقيق، ووقف التصعيد والعودة للحوار واستعادة المسار السياسي، في ضوء دعم مصر والإمارات للشعب السوداني الشقيق في جهوده لتحقيق تطلعاته نحو تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في البلاد".
وسبق، وأعرب الرئيس السيسي، خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن قلقه من تطورات الموقف في السودان، مؤكداً خطورة التداعيات السلبية للأحداث على استقرار السودان، مطالباً الأطراف السودانية بتغليب لغة الحوار.
ومن جانبه، حرص وزير الخارجية على استعراض الجهود التي تقوم بها مصر لاحتواء الأزمة، والاتصالات التي تقوم بها مع الأطراف الفاعلة إقليمياً ودوليا، وعلى الساحتين العربية والإفريقية من أجل ضمان وحدة الرسالة التي يتم توجيهها للأطراف، والتأكيد على خطورة استمرار المواجهات الحالية التي تصيب جميع أبناء الشعب السوداني بأضرار بالغة.
ثقة المجتمع الدولي في مصر
واتفق الطرفان على ضرورة دفع الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السودان، بما يحفظ أرواح وممتلكات الشعب السوداني الشقيق.
وتناول هذا الاتصال أيضاً ضرورة العمل على تنفيذ نتائج وتوصيات الاجتماع الطارئ الأخير لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، موضحاً أن الجانبين اتفقا على استمرار التشاور والتنسيق بشأن الأزمة خلال الأيام القادمة.
ونرصد لكم أبرز الجهود المصرية الرائدة في مساعدة السودان على تخطي الأزمة الراهنة التي يمر بها، والتي جاءت كالتالي:
- إعلان مصر استعدادها للوساطة بين الأطراف السودانية لحقن الدماء.
- أطلق الرئيس السيسي وسلفا كير رئيس جنوب السودان مبادرة للوساطة بين الأطراف السودانية.
- عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية بعد دعوة مصرية سعودية.
- إجراء اتصالات مكثفة مصرية دولية لحل الأزمة في السودان.
- جوتيريش يؤكد حرصه على التواصل مع الرئيس السيسي في ظل دور مصر الفاعل والمحوري في المنطقة.
- الاتحاد الأوروبي يؤكد دعم جهود مصر لحل الأزمة في السودان.