120 ساعة قضتها مباحث شمال الجيزة لحل لغز العثور على جثة عروس إمبابة داخل شقتها بعد ٤٥ يوم فقط من زواجها حتى تم الكشف عن الجاني الذي كانت هويته مفاجأة للجميع كونه أقرب شخص للعروس المجني عليها.
عروس مقتولة بعد 45 يوما من الزواج
استجواب ومناقشات لكافة افراد الاسرة و الجيران من فريق مباحث شمال الجيزة كادت ان تنتهي جميعا دون فائدة خاصة ان كاميرات المراقبة في الشارع محل العقار لم ترصد اي حركة غريبة او دخول وخروج مثير للشبهات في وقت معاصر لارتكاب الجريمة حتى توصلت حنكة رجال فريق البحث الى خيط كشف المتهم بعد أيام وليال من التحريات.
الجريمة التي وقعت احداثها في شارع صلاح اللبودي بمنطقة امبابة كانت حديث أهالي المنطقة الشعبية طوال الايام الماضية خاصة مع احترامهم وتقديرهم للمجني عليها فهي بعد عدة ازمات مرت في حياتها وانفصالها عن زوجها كانت تحفظ القرآن الكريم وتدرس بالأزهر الشريف ويشهد الجميع بالتزامها وحسن تعاملها مع الجميع، ومنذ شهر ونصف رزق الله الشابة الثلاثينية ب"العوض" عندما تزوجت من شخص آخر وعدها بالحفاظ عليها رغم انها زوجة ثانية لكنها ارتضت بالوضع لظروفها كسيدة سبق لها الزواج.
القاتل مش غريب
مقتل المجني عليها كان مفاجأة للجميع وتم الكشف عنها ببلاغ من زوجها لشرطة النجدة بالعثور على زوجته جثة هامدة داخل شقتهما بامبابة، انتقل على الفور ضباط مباحث قسم شرطة امبابة يقودهم العقيد محمد ربيع مفتش مباحث شمال الجيزة والمقدم محمد مختار وكيل فرقة شمال الجيزة لفحص مسرح الجريمة كشف ملابساتها وتفاصيلها، وبدأ فريق البحث في جمع المفاتيح والأدلة لحل اللغز إلا أن سلامة باب الشقة وكافة منافذها أكد أن الجاني ليس شخصا غريبا عن المجني عليها وهي من سمحت له بدخول الشقة أو دخل بطريقة شرعية خاصة أنها كانت حريصة ولا تفتح الباب لأي شخص فكانت دائرة الاشتباه تضم الزوج باعتباره من أبلغ عن الجريمة ويسهل دخوله وخروجه من المنزل بطريقة طبيعية.. عدة ساعات من المناقشات والاستجواب انتهت إلى عدم صلة الزوج نهائيا بما تعرضت له زوجته لتبدأ خطة البحث في اتجاه آخر.
خيط الجريمة
العميد هاني شعراوي رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة اثناء ترأسه فريق البحث وخلال مناقشة عدد من الجيران كان هناك أحدهم رجل في الخمسينات من عمره أجمع كافة الجيران أنه الأقرب من المجني عليها باعتباره شقيقها في الرضاعة رغم فارق السن بينهما إلا أن والدته أرضعت شقيقتها الكبرى فاعتبر المجني عليها شقيقته الصغرى وكان يهتم بكافة شئونها واعتاد كل من حولهما أن يراهما سويا ذهابا وإيابا أو حتى في المنزل حيث كان لها الناصح الأمين وكاتم الأسرار.
أنا أحق بجسمها
رئيس فريق البحث لاحظ محاولة الجار الدائمة في التشكيك بسمعة المجني عليها وقال أنها متعددة العلاقات رغم ما يتردد أنه شقيقها ويحميها طوال حياتها فكانت البداية لوضعه داخل دائرة الشك إضافة إلى عدم رصد كاميرات المراقبة لدخول أو خروج شخص غريب عن العقار كان الاحتمال الاقوى أن يكون الجاني من الداخل.. مع استمرار مناقشته وإعادة استجوابه كانت المفاجأة التي فجرها الجار: أيوة أنا إللي قتلتها اتجوزت ومكنتش عايزها تروح لراجل غيري انا ربيتها على أيدي وانا أحق بجسمها".
اعتراف المتهم كان بداية لفصل جديد في القضية حيث جلس أمام فريق البحث ليروي كافة تفاصيل جريمته ويشرح كيفية ارتكابها حيث قال انه ارتاح لفكرة انفصال المجني عليها عن زوجها الاول واعتقد انها اصبحت اخيرا من نصيبه حتى فوجئ بها ستتزوج مرة أخرى أصيب بحالة من الجنون وحاول إثناءها عن إتمام تلك الزيجة بعدة حجج واهية فمرة يقنعها بأنها ستكون زوجة ثانية وهو ما سيدمر حياتها ومرة يخبرها أن عريسها ليس مناسبا إلا إنها لم تستمع له واتمت زواجها فقرر الحصول على ما يريد منها بطريقته الخاصة.
رفضت رغبتي فيها
امام فريق البحث الذي يقوده العميد هاني شعراوي رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة والعقيد محمد ربيع مفتش المباحث أضاف المتهم انه يوم الجريمة صعد فجرا الى شقة المجني عليها وطرق بابها وما ان علمت بهويته فتحت له الباب ودخل اليها ونظرا لارتدائها ملابس منزلية اسرعت الى غرفتها لتغييرها فتبعها المتهم تحرش بها وحاول مراودتها عن نفسها فطلبت منه بهدوء الابتعاد عنها لعدم اثارة فضيحة خاصة ان زوجته وابنائه في الشقة بالطابق الذي يسبقها الا انه أكمل في التقرب منها ولم يستجب لرجائها بالكف عن تلك المحاولات مع اندهاشها من تصرفه خاصة انها تعتبره شقيقها الا انه بتعامله معها بعنف شديد وحاول تجريدها من ملابسها فقاومته بشدة وبدأت في الاستغاثة فكتم فمها بيده ورطم رأسها في الحائط عدة مرات وعندما شعر بسكون جسدها أطبق يديه على رقبتها للتأكد من مقتلها خشية فضح أمره بعدما رفضت رغبته بها.
محاولة تضليل فاشلة
ترك المتهم جثة المجني عليها وعاد الى شقته دون ان يشعر به أحد حتى اتصل به زوجها وطالبه بالطرق على شقتها لانه اتصل بها عدة مرات ولم تجبه فصعد بالفعل وعاد ليخبر زوجها انها لا تجيب ليسرع الزوج الى الشقة ويكتشف الجريمة، وقال المتهم في المناقشات والتحريات باشراف اللواء محمد الشرقاوي مدير الادارة العامة للمباحث انه كان يطمع في جسد المجني عليها منذ زمن وله رغبة قوية بمعاشرتها ورفضها له اثار غضبه فانهى حياتها وحاول تضليل رجال المباحث بتعدد علاقاته الآثمة رغم حسن سلوكها حتى يبعد الشبهة عنه الا ان حيلته فشلت بكشف ضباط الشرطة أمره.
ارفقت مباحث الجيزة اعترافات المتهم التفصيلية بملف الفضية وأحاله اللواء هشام ابو النصر مساعد وزير الداخلية مدير امن الجيزة الى النيابة العامة التي تولت التحقيق وقررت حبس المتخم على ذمة التحقيقات.