يواصل الحوار الوطني المصري عقد جلساته الخاصة بمناقشة المحاور الثلاثة وهي السياسي والمجتمعي والاقتصادي، وسط تنوع وثراء في الأفكار التي يقدمها المشاركون في الجلسات، التي انطلقت 14 مايو الجاري ومستمرة حتى يتم الوصول لرؤية خاصة بالموضوعات محل النقاش داخل كل محور.
محاور الحوار الوطني
وتشهد الجلسات التي تمتد لأكثر من 8 ساعات على مدار اليوم نقاشا ساخنا من قبل المشاركين، حيث تتنوع الرؤى والأفكار، ويطرح كل مشارك ومتحدث مفوض عن حزبه أو جماعته ما يراه مناسبا من حلول للقضايا محل النقاش، سياسية كانت أو اقتصادية أو مجتمعية، ووصل عددها إلى 113 قضية.
ويجمع الحوار الوطني، الذي جاء بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، في أبريل 2022، أطياف المجتمع المصري كافة من أحزاب وقوى سياسية وشخصيات عامة ومفكرين وأدباء وخبراء ورجال دولة ومال وأعمال، ويعبر الجميع عن رأيه داخل جلسات الحوار في مختلف القضايا المطروحة كيفما يشاء دون أن يعارضه أحد.
واستضاف موقع "صدى البلد" الإعلامي نشأت الديهي، والذي تطرق بالحديث إلى الحوار الوطني والمحاور التي يتم مناقشتها وما تتضمنه من موضوعات، وما تشهده الجلسات من تنوع في الأفكار واختلاف في وجهات النظر من قبل المتحدثين، إضافة للدور القوي والمتوازن الذي يلعبه مجلس الأمناء والأمانة الفنية للحوار.
قوى وطنية لديها أفكار
ويقول الإعلامي نشأت الديهي، إن الحوار الوطني ليس له سابقة، فجميع الحوارات الوطنية في أي دولة تحدث بعد حرب أهلية، أو هزيمة عسكرية أو انشطار مجتمعي، ولكن جاءت الدعوة للحوار الوطني في مصر من قوى وطنية لديها أفكار وخطط تنموية لإصلاح الدولة، واستغرقت التجهيزات له "سنة كاملة"، فقد تم الترتيب ووضع الآليات والضوابط التي يقوم عليها هذا الحوار.
وأضاف الديهي، أن الحوار الوطني يناقش 3 محاور، وهي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكل ملف يمثل "أشعة مقطعية للمجتمع المصري كله" دون ترك أي قضية تهمه، ويتم كتابة كل ما يخص جميع الملفات بالمجتمع من أقصى اليمين لأقصى اليسار، وسيصل بنا الحوار الوطني إلى طريق وبوصلة حقيقية لتلاقي المستقبل.
وأوضح أن الحوار الوطني يعد ثمرة منتديات الشباب، وقد يأتي الحوار الوطني من رحم مؤتمر الشباب، ولا يوجد أي متطلبات متطابقة لدى الناس، ولذلك يقوم الحوار الوطني بتجميع الآراء كافة، ويقوم بإدارة الآراء بشكل ذكي، فما جري وما يجري بالحوار الوطني هو فعل سياسي عبقري غير مسبوق، سيكون له نتائجه خلال المرحلة القادمة، وعلينا أن نهتم بالحوار الوطني حتى نصل إلى حياة سياسية حقيقية.
من يخطط للحوار الوطني
وتابع الديهي قائلا: "من نادى بالحوار الوطني ووضع جميع خطته هي الدولة، وقال الرئيس السيسي، إن جميع المخرجات المتفق عليها في الحوار سوف تتحول إلى تشريعات أو قرارات تنفيذية، وهناك تفاؤل كبير لدي الجميع بالحوار الوطني".
وعن اختيار ضياء رشوان لإدارة الحوار الوطني، أكد أنه لا يوجد في مصر من هو أكثر من ضياء رشوان قدرة على إدارة الحوار الوطني، خاصة في هذا التوقيت، فهو يتمتع بالصبر الاستراتيجي، ولديه خبرة فائقة في التعامل مع المنتقدات، ولديه أيديولوجية يدافع عنها دون الهجوم على الآخرين، ويتسم بأنه رجل الدولة المصرية دون شك ورجل موسوعي في تفكيره، ولديه علاقات متوازنة مع الأطراف كافة، وليس لديه أية خصومات حادة مع الأوساط السياسية التي تمارس حدة في الهجوم على الدولة.
وتابع: "لم يكن للحوار الوطني أن يصل إلى هذا النجاح، لولا اختيار المستشار محمود فوزي، الذي يعد قيادة من القيادات التي سوف يكون لها مستقبلا مبهرا في الفترة القادمة، فيستطيع أن يدير برلمانا أو يصبح وزيرا ذو حيثية، حيث أنه لديه رزانة قانونية وسياسية وإعلامية رأيناها جميعا في الفترة الأخيرة، وهناك تناغم غير مسبوق بين ضياء رشوان ومحمود فوزي، مما ساعد على النجاح الكبير للحوار الوطني ".