تعيش تركيا الآن مرحلة فارقة، حيث تشهد البلاد أكبر انتخابات رئاسية وبرلمانية في تاريخها يحتدم بها الصراع بين الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، وزعيم المعارضة التركية والمنافس الشرس كمال كليتشدار أوغلو على منصب رئيس الجمهورية.
انتخابات رئاسة تركيا
وبالرغم من فوز حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية، إلا أن الانتخابات الرئاسية شهدت صراعا محتدما بين الرئيس التركي وزعيم المعارضة، فبعد أن كان الرئيس أردوغان ضامنا الفوز بدورة رئاسية أخرى وضمانة للأغلبية في الأصوات، عاد كليتشدار أوغلو ليقلب الطاولة وتحقيق نسبة أصوات عالية جعلت الانتخابات تذهب إلى جولة إعادة بعد عدم قدرة أي من الطرفين حسم الصراع من الجولة الأولي.
واستضاف "صدى البلد"، الإعلامي نشأت الديهي، للحديث عن الانتخابات التركية وكيف تمت الانتخابات في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، إضافة إلى عدد من الملفات الشائكة.
ويقول الديهي، إن إعادة الانتخابات التركية مرة كانت مفاجأة للجميع، حيث أن الجميع كان يعتقد فوز الرئيس أوردوغان، وتلك الإعادة لم تحدث في تاريخ تركية من قبل، ولأول مرة يتم الوصول إلى الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية، كما أنه يمثل نوع من الديمقراطية الحقيقية في الشأن التركي.
ويتصور الديهي، أن هناك عملية تغيير للمياه السياسية داخل تركيا بشكل كبير، والجالسون على المائدة الثلاثية منهم المعارضة، يتحدثون حديث غاية في الأهمية، وهو في حال نجاح كمال كليشدار أوغلو الانتخابات التركية، سيتم إعادة اللاجئين على أراضي تركيا خلال سنتين، خاصة السوريين.
ولفت: هذا الموضوع خاصة يروق للاتحاد الأوروبي، لأن وجود حوالي 4 ملايين سوري في الأراضي التركية بمثابة لاجئين يمثل تهديد محتمل أن يدخلوا الاتحاد الأوروبي، فبالتالي أوروبا في حالة خوف شديد جدا، فعند ظهور مرشح جديد يقول أن يبذ أقصى جهد لعودة هؤلاء اللاجئين إلى بلادهم فهنا تكون الايجابية في تلك الانتخابات، فبالتالي رغبة غربية في نجاح كمال كليجدار أوغلو .
رؤية الولايات المتحدة
وتابع: "هناك رغبة غربية في نجاح كمال كليشدار أوغلو، لسببين وهما: عودة اللائجين السوريين إلى بلادهم وعد تصديرهم إلى أوروبا، وأن كمال كليجدار ومجموعته ضد روسيا، وليس لديهم التحالف المماثي بين أردوغان وروسيا، فالبالتالي الاتحاد الأوروبي والغرب سيجد أن الحبل السري بين تركيا وروسيا يكون لمصلحة الناتو وأوروبا".
وعن الرؤية الأمريكية للانتخابات التركية، أوضح أن رؤية أمريكا للمنطقة هي أن المنطقة مشتعلة ومضطربة ومن ثم تسحب أمريكا نفسها انسحاب زكي من الإقليم، ولم تعد بنفس قوة تواجدها من 10 سنوات ماضية، إنما هناك فترة غفول أو غروب للتواجد الأمريكي، مما يعكس استراتيجية أمريكية، وهي أن الأولى في الرعاية هي منطقة أسيا وتيوان والصين، لأن خطر يأتيهم من الصين، كما أنهم يريدون أيضا الحفاظ على حرية المرور بقناة السويس وإنسياب أمن للنفط والبترول والغاز وكلاهما متحقق، فأصبح التواجد الأمريكي بالمنطقة لم يعود له نفس البريق كما كان يحدث في الماضي.
وأردف: "رؤية أمريكا للانتخابات الأمريكية لم تعكس ميزاجية الرئيس الأمريكي، إنما ميزاجية الإدارة الإدارة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط".
والجدير بالذكر، أن أول مرة في تاريخ تركيا أن تشهد الانتخابات فترة إعادة وطول تاريخها تحسم من الجولة الأولى، فأردوغان نفسه خاض انتخابات رئاسية لأول مرة بالاقتراع العام المباشر في 2014 وفاز من الجولة الأولى، والمرة الثانية عام 2018 وفاز من الجولة الأولى.
ويقوم أردوغان بالبدء في فتح مشاريع بالفعل في مجال الطاقة قبل الانتخابات، وفيما يتعلق بمواجهه الإرهاب قام بتصفية زعيم داعش الإرهابي في سوريا وهذه حسبت لتركيا بشكل كبير بانها تحارب الإرهاب ولا يتورط مع الإرهاب كما كان يتهمه البعض، وبدء في الإنجازات على صعيد الصناعات العسكرية وأنتج اول دبابة تركيا وطور طيارة بدون طيار وبدأت تباع على مستوى العالم وحققت لتركيا من خلالها الكثير من المبيعات، وصنع صواريخ تركيا للجيش التركي.