الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحالفات جديدة وظهور كمركز قوة عالمي.. ما هي رهانات العرب بعد قمة جدة؟

القمة العربية في
القمة العربية في جدة

اختتمت أعمال القمة العربية أمس، الجمعة، في جدة، وهي القمة التي اعتبرها كثير من المحللين استثنائية نظرا للظروف الدولية والإقليمية التي تشهدها المنطقة، وأبرزها التقارب السعودي الإيراني، والتقارب المصري التركي، وعودة سوريا لمقعدها بالجامعة، وحضور الرئيس السوري بشار الأسد أعمال القمة، لأول مرة منذ 12 عاما.

كما شهدت القمة تشديد القادة العرب على لسان ولي العهد السعودي في كلمته الافتتاحية بالقمة بأننا نرفض تحويل المنطقة العربية إلى ساحة للصراع، فيما دعا رئيس الوزراء الجزائري الدول العربي للتعاضد لتحديد توازنات جديدة تحفظ مصالحنا.

قمة عربية استثنائية

في هذا الصدد، قال نزار الجليدي، الكاتب والمحلل السياسي التونسي، أننا تعودنا خلال القمم السابقة، عدم وجود قرارات حاسمة بشأن التحديات العربية، ولكن الواقع الآن يقول أن القمة العربية الـ32 في جدة، هي قمة مختلفة، قياسا بعدة متغيرات أهمها هو عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، ومشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة، موضحا أن هذه القمة أيضا تأتي في ظل الارتدادات السياسية بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وقيام تحالفات جديدة ونوايا صناعة تحالفات جديدة في العالم.

رهانات جديدة للدول العربية

وأضاف الجليدي خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن القمة تأتي في ظل تغير العالم والقوى الفاعلة به، والصفة الأولى أن العرب اتخذوا موقف واضح بعودة سوريا، وكان ذلك يمثل تحدي واضح أمامهم، أم الاتفاق الثاني أزهر أن العرب يفكرون في دخول تحالفات جديدة ويراهنون على محاور جديدة بعيدا عن المحور الأمريكية، أما الاتفاق الثالث هو أن تتم كل المشاورات بدبلوماسية وحنكة كبيرة.

وأكد أن هذه الحنكة، والسياسة تؤكد أن الدول العربية بحاجة إلى اتفاق نهائي حول المشكلات الكبرى، وخاصة إنقاذ السودان وإعمار سوريا، وإنقاذ تونس لأنها تعتبر بوابة البحر المتوسط.

رسائل العرب في القمة الـ 32 بجدة

أما البيان الختامي للقمة العربية الـ 32، والتي عقدت في جدة، فأكد رؤية العرب حول مجموعة من القضايا، والتي نستعرضها في النقاط التالية:

  • القضية الفلسطينية، هي القضية المركزية للدول العربية، وهي أحد عوامل الاستقرار في المنطقة، ويدين العرب الانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين.
  • تكثيف الجهود للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين وفقا للمرجعيات الدولية، وعلى رأسها مبادرة السلام العربية.
  • دعوة المجتمع الدولي للاضطلاع بمسئولياته لإنهاء الاحتلال ووقف الاعتداءات والانتهاكات المتكررة.
  • التشديد على مواصلة الجهود لحمياة القدس المحتلة ومقدساتها.
  • متابعة تطورات الأوضاع في السودان، وتأكيد ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف لرفع معاناة الشعب السوداني.
  • البناء على اجتماعات جدة بين الفرقاء السودانيين لإنهاء الأزمة وعودة الأمن.
  • الترحيب بقرار مجلس الجامعة على المستوى الوزاري بعود سوريا ومشاركة حكومتها في اجتماعات مجلس الجامعة والمنظمات التابعة لها، والأمل بأن يسهم ذلك في دعم استقرار دمشق ويحافظ على وحدة أراضيها.
  • دعم كل ما يضمن أمن واستقرار اليمن، ودعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة، استنادا إلى المرجعيات الثلاثية المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
  • تجديد دعم مجلس القيادة الرئاسي في اليمن لإحلال الأمن والاستقرار.
  • التضامن مع لبنا، وحث كل الأطراف للتحاور لانتخاب رئيس جمهورية يرضي طموحات اللبنانيين، وانتظام عمل المؤسسات الدستورية وإقرار الإصلاحات المطلوبة.
  • التشديد على وقف التدخلات الخارجية في شئون الدول العربية، ورفض دعم جماعات وميليشيات مسلحة خارجة عن نطاق مؤسسات الدولة، وأن الصراعات العسكرية الداخلية لن تؤدي لانتصار طرف، وإنما تفاقم معاناة الشعوب.
  • التنمية المستدامة والأمن والاستقرار والعيش بسلام، حق أصيل للمواطن العربي.
  • الخطط القائمة على استثمار الموارد، والفرص، ومعالجة التحديات، قادرة على توطين التنمية، واستثمار التقنية لتحقيق نهضة عربية صناعية وزراعية شاملة تتكامل في تشييدها قدرات العرب.
  • عدم التدخل في شئون الآخرين، تحت أي ذريعة، والتعبير عن التزامنا واعتزازنا بقيمنا وثقافتنا القائمة على الحوار والتسامح والانفتاح، واعتبار التنوع الثقافي إثراءً لقيم التفاهم والعيش المشترك.
  • الرفض بشكل قاطع هيمنة ثقافات دون سواها، واستخدامها كذرائع للتدخل في الشئون الداخلية لدولنا العربية.

اقتصادية وثقافية.. المبادرات العربية المستقبلية

أما فيما يخص المبادرة، فقد أكد البيان الختامي للقمة العربية على عدد من المبادرات التي من شأنها أن تسهم بدفع العمل العربي المشترك في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وهي كالتالي:

  • مبادرة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والتي تستهدف أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين العرب.
  • مبادرة الثقافة والمستقبل الأخضر، الهادفة لرفع مستوى التزام القطاع الثقافي بالدول العربية تجاه أهداف التنمية المستدامة، وتطوير السياسات الثقافية المرتبطة بالاستدامة، والمساهمة في دعم الممارسات الثقافية الصديقة للبيئة وتوظيفها في دعم الاقتصاد الإبداعي في الدول العربية.
  • مبادرة استدامة سلاسل إمداد السلع الغذائية الأساسية للدول العربية، والتي تعتمد بشكل أساسي على مجموعة من الأنشطة وتوفير فرص استثمارية ذات جدوى اقتصادية ومالية تساهم في تحقيق الأمن الغذائي للوطن العربي.
  • مبادرة البحث والتميز في صناعة تحلية المياه وحلولها، بغرض تحفيز البحث العلمي والتطبيقي والابتكار في صناعة إنتاج المياه المحلاة وحلول المياه للدول المهتمة والمحتاجة.
  • مبادرة إنشاء حاضنة فكرية للبحوث والدراسات في الاستدامة والتنمية الاقتصادية، والتي من شأنها احتضان التوجهات والأفكار الجديدة في مجال التنمية المستدامة وتسليط الضوء على أهمية مبادرات التنمية المستدامة في المنطقة العربية لتعزيز الاهتمام المشترك ومتعدد الأطراف بالتعاون البحثي وإبرام شراكات استراتيجية.