دائمًا ما حاول الكثيرون إضفاء جو من الغرائبية والحكايات، حول طريقة بناء الأهرامات، حيث حاول اليهود دوما استخدام آلاتهم الإعلامية للترويج لرواية واحدة تزعم مشاركتهم في بناء أهرامات الجيزة، وهي الرواية التي تم رفضها من جانب علماء المصريات دومًا.
عالم الآثار المصري الشهير الدكتور زاهي حواس تحدث عن الأمر خلال أحد أحاديثه التلفزيونية وقال: إنها شائعات عارية من الصحة لأن اليهود لم يأتوا لمصر في عهد الدولة القديمة.
[[system-code:ad:autoads]]
المؤرخ والدكتور وسيم السيسي أيد أيضًا ما طرحه زاهي حواس حيث استبعد أن يكون لليهود أي علاقة بالأهرامات، وعبر أن هذه الأمور ما هي إلا محض خرافات لم تحدث من قبل، حيث أوضح أنهم كانوا مجرد رعاة غنم طوال فترات التاريخ.
لماذا هاجم علماء الآثار هذه الرواية؟
تم بناء الأهرامات خلال فترة الدولة القديمة في مصر (حوالي 2686 قبل الميلاد إلى 2181 قبل الميلاد)، والتي كانت تسبق بكثير فترة وجود اليهود في مصر.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن بناء الأهرامات كان يتطلب مهارات هندسية وتقنيات بناء متطورة، وكان يتم تنفيذها بواسطة فرق عمل كبيرة تتكون من العمال المحليين والعبيد، وكانت تتبع نظاماً هرمياً صارماً للإدارة والتنظيم.
وعلى الرغم من أن اليهود لم يشاركوا في بناء الأهرامات، إلا أنهم عاشوا في مصر في وقت لاحق، ففي القرن السادس عشر قبل الميلاد، هاجر العبرانيون إلى مصر بسبب المجاعة التي اجتاحت بلادهم، وعاشوا في مصر لفترة من الزمن قبل أن يغادروا إلى الأراضي الموعودة بعد قيام حكم ديني يهودي يعرف بـ "خروج إسرائيل".
الأهرامات.. إنجاز هندسي
تعتبر الأهرامات من أعظم الإنجازات الهندسية في التاريخ، وتم بناؤها خلال فترة الدولة القديمة في مصر القديمة. بنيت الأهرامات لتكون مقابر للفراعنة المصريين، وكانت تستخدم لحفظ جثامينهم وأثاثهم الفخم والكنوز.
تم بناء الأهرامات بواسطة فرق عمل كبيرة تتكون من العمال المحليين والعبيد، وكان يتم تنفيذ بناء الأهرامات بواسطة نظام هرمي صارم للإدارة والتنظيم. وكان يتم استخدام المنشآت المؤقتة للعمال والمستودعات للمواد اللازمة للبناء.
وتتميز الأهرامات بتقنيات بناء متطورة، حيث تم استخدام الحجر الجيري الثقيل والجرانيت في البناء، وكان يتم نحت الحجر بأدوات من النحاس والحديد. وكانت الأهرامات تبلغ ارتفاعًا يصل إلى 146 مترًا في حالة هرم خوفو الأكبر في الجيزة.
ويعتقد أن بناء الأهرامات استغرق عدة عقود، وانطلقت الأعمال في بناءها في وقت مبكر من الفترة القديمة في مصر واستمرت حتى الفترة الوسطى. وقد تركت الأهرامات تأثيرًا كبيرًا على الحضارة المصرية وأصبحت رمزًا للقدرة والازدهار في العالم القديم.
وبالنسبة إلى اليهود، فلا يوجد دليل على أنهم شاركوا في بناء الأهرامات. بالعكس، فإن اليهود وصلوا إلى مصر في وقت لاحق خلال العصور اللاحقة.