انطلقت اليوم الأربعاء فى مدينة جدة السعودية الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في دورتها العادية الثانية والثلاثين على مستوى الوزراء والمندوبين ، لمناقشة أهم القضايا التي سيطرحها القادة في اجتماعهم المقرر يوم الجمعة 19 مايو الحالي في السعودية.
وتأت القمة فى ظل متغيرات وأزمات كثيرة تعج بها المنطقة ربما أهمها الأوضاع بالسودان والتي غيرت ربما من اهتمامات قمة جدة بشكل كبير وربما سحبت الضوء من ملفات كثيرة طالما استحوذتعلى اهتمامات القمم السابقة ومنها الملف الليبي.
ويري الباحث السياسي الليبي أحمد عرابي إن الليبيين وخاصة الساسة يتطلعون إلى القمة العربية المقبلة، التي من المقرر أن تستضيفها المملكة السعودية، في التاسع عشر من شهر مايو الجاري علّها تحرز تقدماً في حلحلة الأزمة السياسية المستعصية منذ إسقاط رئيس النظام السابق الراحل معمر القذافي في عام 2011.
تفاءل ليبي
وأوضح عرابي فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد أن التفاءل الليبي من القمة يأت بسبب ما أحرزته السعودية من نجاح في التوصل إلى تفاهمات في الشأن السياسي الليبي في الفترة الأخيرة والتقارب الليبي السعودي لحل الأزمة الليبية.
ويرى عرابي أن انعقاد القمة فرصة لطرح بعض القضايا الشائكة التي تُعدّ من معوقات الحل، من بينها مسألة التدخلات الخارجية في البلاد، وملف المرتزقة والمقاتلين الأجانب، مشير إلى أن الأزمة الليبية تُعدّ عابرة للقمم والمبادرات المحلية والدولية.
كما يرى أن الليبيين يأملون في حل، لكن ذلك لا يتأتى إلا من خلال الليبيين أنفسهم بأن يرتقوا بالمصلحة الوطنية، ويتعالوا على الجراح والخلافات طيلة السنوات الماضية، ويعملوا على إيصال رسالة للجامعة العربية والأمم المتحدة والدول المتداخلة في الأزمة الليبية، بأن الليبيين قد توحدوا من أجل إيجاد حل.
عرابي أوضح إن القمة المقبلة تأتي وسط متغيرات على الصعيد الإقليمي والعربي في ظل الاتفاق السعودي – الإيراني الذي توسطت فيه الصين، وكذلك الحراك المتعلق بعودة سوريا لحضن الجامعة العربية، ويتوقع أن ينعكس التحول الجاري على الساحة العربية وعلى مستوى الشرق الأوسط عموماً على أجندة قمة الرياض، بحيث تعمل على تحريك الأجندة الجامدة في القمم السابقة، ومن المرجح أن الوضع الراهن يشهد عدداً من العناصر التي تشير إلى اكتمال عوامل البنية السياسية التي ستؤدي إلى الانفراج بخصوص الوضع السوري، بخاصة بعد التطورات الأخيرة في البلاد.
ملفات شائكة
وبشأن الملفات الشائكة على طاولة القمة المرتقبة خلال أيام في جدة، يرى الباحث السياسي أحمد عرابي إنها متعددة، وتشمل عدة ملفات منها ملف سد النهضة الذي يشكل خطرًا على الأمن المائي في مصر والسودان، خاصة بعدما قدمت مصر مشروع قرار للجامعة العربية لمناقشته ومفاوضة إثيوبيا بشأنه، في حين ترفض الأخيرة تدخل الجامعة العربية بهذا الملف، على اعتبار أنه شأن أفريقي وليس عربي، والملف الآخر يتمثل في التحديات الاقتصادية، والتي تتطلب العمل عليها في القمة المرتقبة، حيث يأتي في سلّم أولوياتها الانهيار الاقتصادي والمالي غير المسبوق في لبنان، والعمل السريع على حله والمساعدة على عودة الحياة من جديد لبيروت في كل المجالات، وخاصة بعد التوافق السعودي الإيراني ، والسعودي السوري الأخير.