تنطلق أعمال القمة العربية في دورتها 32 بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، الجمعة المقبلة، وسط العديد من التحديات والأزمات التي تشهدها المنطقة العربية، والتي تتزايد يوما تلو الأخر، والتي أخرها تصاعد الحرب بين الأطراف السودانية، وفي ظل العديد من الأزمات الاقتصادية التي تجتاح دول العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وتعد قمة جدة هى القمة العربية الثانية التي ستجمع القادة العرب خلال 6 أشهر، بعد قمة الجزائر التي عقدت في نوفبر الماضي، ستكون لها بصمة على الوضع العربي، والتي يعقد لها وزراء الخارجية العرب اجتماعا تحضيريا للقمة اليوم في جدة، وسبقه اجتماعات المندوبين الدائمين بالجامعة العربية.
أجواء ايجابية بعودة سوريا
ورغم الأزمات التي تعصف بالمنطقة إلا أن تلك القمة تأتي بأجواء ايجابية من بينها عودة سوريا لشغل مقعدها بالجامعة العربية بتوافق عربي بعد غياب ، وما يكشف عن نية الدول العربية لتصفير الأزمات ولم الشمل العربي ايذانا ببدء مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات.
ووفقا للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، فإن تلك القمة تنعقد وسط تطورات إيجابية تشهدها المنطقة العربية، وذلك في ظل المستجدات المتعلقة بإحدى أهم الأزمات العربية التي استعصت على الحل لأكثر من عقدِ من الزمن، وهى الأزمة السورية، حيث تستأنف وفود الحكومة السورية مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية، تنفيذاً لقرار وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأسبوع الماضي، وهى أجواء اعتبرتها جامعة الدول العربية من شأنها أن تدفعنا إلى تجديد العهد والعزيمة على تفعيل مبدأ التضامن العربي، ويعكس على نحو عملي المساندة والمؤازرة بين الدول العربية، والمؤاخاة التي لطالما تطلّعت إليها الشعوب العربية، لتحقيق التكامل الذي بُنيت عليه جهود تأسيس جامعة الدول العربية.
وأكد أبوالغيط ، أنه رغم الأجواء الإيجابية التي سبقت القمة فإنهلا ينبغي لها أن تدفع بعيداً عن الواقع الذي تشهده المنطقة العربية منذ سنين، ألا وهو تراكم التحديات الخطيرة وتداخلها، والتي لا زال يتعرّض لها البنيان العربي وأركانه الأساسية، وهى تحديات شديدة التداخل وعميقة التأثير، وقد أفرزت موجة جديدة من موجات النزوح واللجوء في المنطقة العربية، وألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة، على نحو لم يزل يبُث تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي بمختلف أركانهالأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
تحديات أمنية أمام القمة
وعن أبرز التحديات على طاولة القمة العربية أكد الدكتور راائد العزاوي، رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية بالعراق، أن التحدي الأمني في مقدمة تلك التحديات نتيجة الأوضاع في السودان وليبيا واليمن، والمخاطر التي تواجه سوريا.
وشدد على الأهمية الكبرى لملف التكامل الأمنى خلال أعمال القمة العربية في ظل وجود العديد من المخاطر التي تواجه الأمة العربية، أبرزها ما تعانيه المنطقة العربية اليوم من تهريب المخدرات والسلاح وانتقال الإرهابيين من بلد إلى بلد، وهو ما يحتم على القادة العرب وضع حلول لهذا المف في تلك القمة.
تعاون عربي مشترك
وكشف “العزاوي” على أهمية الملف الاقتصادي خلال تلك القمة باعتباره من أبرز الملفات المطروحة على جدول القمة العربية والذي سيكون الملف الأبرز خلال أعمال تلك القمة في ظل العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الدول العربية، مشيرا إلى أنه من المناسب في تلك القمة الحديث عن العمل العربي المشترك يليق بالتحديات التي تواجه المنطقة العربية، مشيرا إلى أن عودة سوريا للجامعة العربية مهمة للغاية، وأن تلك القمة ستحدد شكل العلاقة بين الدول العربية وسوريا في المستقبل.
ملفات اقتصادية على طاولة القمة
ومن أبرز ما يتناوله الملف الاقتصادي المرفوع للقادة العرب في القمة العربية، بحسب الأمين العام للجامعة العربية، بعض الاتفاقات والاستراتيجيات العربية منها الاستراتيجية العربية للسياحة، والاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات المعروفة اختصارا بـاسم "الأجندة الرقمية العربية"، والعقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة وهى مبادرة أطلقها الأمين العام لجامعة الدول العربة من أجل ضمان حياة كريمة للأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير فرص عمل لهم، وذلك بالنظر إلى أن تلك الفئة تُعدّ من أكثر الفئات تأثراً بالجوائح والأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية، كما أن كثيراً منهم يعانون من الفقر متعدد الأبعاد.