الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاته.. تعرف على إسهامات سعد الله ونوس في الأدب المسرحي

سعد الله ونوس
سعد الله ونوس

تحل اليوم 15 من مايو ذكرى ميلاد الأديب السوري سعد الله ونوس، أحد أبرز الكُتاب المسرحيين المهتمين بالقضايا العربية والإنسانية؛ لذلك نستعرض خلال السطور التالية أبرز كتاباته وإسهامته المسرحية.

وُلد سعد الله ونوس في اليوم  السابع والعشرين من مارس عام 1941، في قرية حصين البحر التابعة لمحافظة طرطوس السورية، والتحق بالمدرسة الابتدائية في قريته، ولضعفه في مادة التعبير؛ طالع الكتب بشكل أكبر، كان أول كتاب اقتناه «دمعة وابتسامة»لجبران خليل جبران، وتوسعت مكتبته لتشمل كتب طه حسين وميخائيل نعيمة ونجيب محفوظ وغيرهم. 

 

حصل  على الثانوية عام 1959، من ثانوية طرطوس، ثم حصل على منحة في نفس العام لدراسة الصحافة في كلية الآداب بجامعة القاهرة، حيث كتب مسرحيته الأولى «الحياة أبدًا» عام 1961، ولكنها لم تنشر.

تخرج عام 1963 وعاد إلى دمشق ليعين مدير قسم النقد في مجلة المعرفة الصادرة عن وزارة الثقافة، خلال فترة عمله في المجلة ازداد اهتمامه وتركز على المسرح، وعندما سنحت له الفرصة سافر إلى باريس لدراسة الأدب المسرحي في معهد الدراسات المسرحية التابع لجامعة "السوربون"، وبعد عودته إلى دمشق أمضى أربعة أشهر من أسوء فترات حياته، ثم عاد إلى فرنسا التي شدته فيها الحياة الفكرية وأخرجته من عزلته، مارس مع زملائه في الجامعات الفرنسية العديد من النشاطات السياسية التي كانت تهدف إلى التعريف بالقضية الفلسطينية من خلال كتاباته 

نشاطه الأدبي والمسرحي 

 

تصاعد نشاط ونوس الأدبي في العام 1964، حيث نشر ثلاث مسرحيات قصيرة، بالإضافة إلى العديد من المقالات والمراجعات النقدية.

وفي عام 1965 صدرت له أول مجموعة من المسرحيات القصيرة عن وزارة الثقافة تحت عنوان «حكايا جوقة التماثيل»، والتي ضمت 6 مسرحيات.

في العام 1966 حصل ونوس على إجازة دراسية من وزارة الثقافة وسافر إلى باريس ليطلع على الحياة الثقافية هناك ويدرس المسرح الأوروبي، ونشر عدة رسائل نقدية عن الحياة الثقافية في أوروبا. 

 

تأثير نكسة يونيو 

 

أصابت نكسة 1967 شخص سعد الله ونوس بالحزن الشديد، خاصة وأنه تلقى النبأ أثناء تواجده في باريس؛ فكتب مسرحيته الشهيرة  «حفلة سمر من أجل خمسة حزيران»، ثم مسرحية «عندما يلعب الرجال»، وتم نشرهم في المعرفة مع عدد من الدراسات التي نشرت في «الطليعة الإسبوعية السورية»، وفي نهاية ذلك العام عاد إلى دمشق حيث عهدت وزارة الثقافة إليه بتنظيم مهرجان دمشق المسرحي الأول في شهر مايو، وبالفعل أقيم المهرجان وتم تقديم أول عرض مسرحي لونوس من إخراج علاء الدين كوكش وكانت مسرحية «الفيل يا ملك الزمان»، كما أخرج رفيق الصبان «مأساة بائع الدبس الفقير» وتم تقديم العملين في عرض واحد خلال المهرجان.

 

في العام 1970 أجرى حوارين مع "برنار دورت" و"جان ماري سيرو"، نشرا في «المعرفة»، وكذلك أصدر بيانات لمسرح عربي جديد واختتم العام بنشر مسرحيته «مغامرة رأس المملوك جابر».

وفي 1972 كتب مسرحية «سهرة مع أبي خليل القباني»، وعام 1976 ترجم كتاب «حول التقاليد المسرحية»، للكاتب "جان فيلار"، وأعد ندوه عن مسرحية ل"بريخت" تحمل نفس العنوان وترجم وأعد «يوميات مجنون» ل"جوجول"، بعدها حصل على منصب مدير المسرح التجريبي في مسرح القباني حيث كان عليه أن يؤسس هذا المسرح ويضع برنامجه.

 

الملك هو الملك 

 

نشر سعد الله ونوس  في ملحق الثورة الثقافي عام 1977 مسرحية «الملك هو الملك» على عددين،  وأخرجها فيما بعد المخرج المصري مراد منير، ليتم عرضها في القاهرة ودمشق حيث حضر ونوس العرض في دمشق وهو يعاني من المرض الذي لازمه خلال سنواته الأخيرة. 


كما نشر في العام 1977 دراسة  «لماذا وقفت الرجعية ضد أبي خليل القباني»، وعرضت «يوميات مجنون» في المسرح التجريبي، وأسس ورأس تحرير مجلة «الحياة المسرحية» عام 1978، وقدم مسرحية «رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة»، وهي إعادة تأليف لمسرحية "بيترفايس"، ثم ترجم مسرحية «العائلة توت»، عام 1979. 

بينما صدرت أعماله الكاملة عام 1996، في ثلاثة مجلدات جمعت فيها جميع المسرحيات الطويلة والقصيرة، والنصوص النظرية من بيانات وكتابات تتعلق بالمسرح، وقد ترجمت مسرحياته إلى العديد من اللغات الأجنبية، كما نشرت وتم عرضها في كثير من الدول العربية والأوربية .

 

وفاته 

 

رحل سعد الله ونوس في الخامس عشر من  مايو عام1997، بعد إصابته بمرض السرطان لخمس سنوات لم ينقطع خلالها عن الكتابة، ومن أعماله في هذه الفترة  «طقوس الإشارات والتحولات » و  «الأيام المخمورة».