تحل اليوم الثالث عشر من شهر مايو ذكرى ميلاد الكاتب والروائي الانجليزي بروس تشاتوين، الذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1940، ويرجع إليه الفضل في إحياء كتابة الرحلات.
ولد بروس تشاتوين في مدينة شفيلد، وأكمل تعليمه الثانوي في مدرسة "مارلبورو"، وفي الثامنة عشر من عمره بدأ العمل في دار "سوذبيز" للمزادات في لندن؛ مما أكسبه معرفة قوية بالفن، وأدار فيما بعد قسم مزادات الآثار والفن الانطباعي بالدار، حتى تركها في عام 1966؛ لدراسة علم الآثار في جامعة إدنبره، ولم يُكمل دراسته بها. وقد اتخذ الكتابة مهنةً له.
[[system-code:ad:autoads]]
حياة مهنية
وظّفته مجلة "صنداي تايمز" في عام 1972، وزار العديد من دول العالم؛ من أجل العمل. كما التقى مع شخصيات سياسية بارزة مثل: أنديرا غاندي، أندريه مالرو، ترك المجلة عام 1974 لزيارة باتاجونيا في الأرجنتين وهي رحلة ألهمته لكتابة أول كتبه، كما ألف خمسة كتب أخرى، من بينها «سونج لاينز»، في عام 1987، والذي حقق أعلى المبيعات، ويتناول الحديث عن أستراليا.
بحث بروس تشاتوين بمواضيع مختلفة في عمله، مثل: سأم الإنسان وتجواله بلا هدف، الحدود والمنفى، والفن والمقتنيات. وتناول موضوع سأم الإنسان وجعله محورًا لكتاباته، طمح في النهاية لدراسة الموضوع في سبيل الإجابة على ما رآه مسألة جوهرية متعلقة بالوجود البشري. اعتقد أنه كان مُقدرًا للبشر بأن يكونوا من الأنواع المهاجرة، وأنهم حالما استقروا في مكان واحد، وجدت دوافعهم الطبيعية «منافذ في العنف أو الجشع أو السعي للنفوذ أو الهوس لما هو جديد».
وحاول بروس تشاتوين في مسعاه الأول لتأليف كتاب «البديل البدوي»، وضع شرح أكاديمي للثقافة البدوية، التي اعتقد أنها كانت غير مدروسة وأن قيمتها غير مقدرة. وبذلك، أمل تشاتوين باكتشاف: «لماذا يهيم الإنسان بدلًا من الاستقرار؟»، إلا أنه لم ينجح مع البديل البدوي، وعاد إلى موضوع السأم والهَيم في كتب متلاحقة.
تناول موضوع الحدود، وفقًا لإليزابيث تشاتوين، «كان مهتمًا بالحدود، حيث كانت الأشياء تتغير باستمرار، وليس شيئًا واحدًا أو آخر». باتاجونيا موضوع كتابه المنشور الأول، هي منطقة في الأرجنتين وتشيلي على حد سواء.
عاد تشاتوين إلى موضوع «الفن والمقتنيات» خلال سيرته المهنية. كتب في مقالاته الأولى لمجلة "صنداي تايمز"، عن الفن والفنانين، وأُدرجت العديد من هذه المقالات في «ماذا أفعل هنا».
عانى تشاتوين بشكل دائم من الرغبات المتصارعة في امتلاك مقتنيات جميلة والعيش في حيز حر خالي من الأشياء غير الضرورية، وجاء نفوره لعالم الفن من أيامه التي قضاها في سوذبيز؛ لذا تركزت بعض كتاباته الأخيرة على هذا الأمر. يظهر هذا الموضوع في القسم الأخير من «ماذا أفعل هنا»، «حكايا من عالم الفن»، الذي يتألف من أربع قصص قصيرة.
مؤلفاته
كتبه: في باتاجونيا، سطور الأغنية، ماذا أفعل هنا.
رواياته: والي أويدا، على التل الأسود، أوتز.
وفاته
رحل بروس تشاتوين في الثامن عشر من يناير عام 1989، عن عُمّرٍ ناهز 48 عامًا، ودفن في اليونان.