الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القصة الكاملة للانتخابات التركية 2023.. الأصعب على أردوغان| ماذا يحمل المستقبل لأنقرة؟

الانتخابات التركية
الانتخابات التركية 2023

تنطلق الانتخابات الرئاسية التركية، غدا 14 مايو، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، والمرشح الثالث سنان أوغان، فيما تعد هي الإنتخابات الأصعب في مسيرة الرئيس التركي، خلال عمله السياسي الذي استمر 20 عاما، خاصة في ظل الانحياز الطفيف لاستطلاعات الرأي إلى مرشح المعارضة كمال أوغلو.

الانتخابات الرئاسية التركية 2023

في هذا التقرير نستعرض أبرز المعلومات عن الانتخابات الرئاسية التركية 2023، والتي تجري بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية، والتي تظهر التوقعات الخاصة بها إلى نجاح كبير لأحزاب المعارضة.

رجب طيب أردوغان.. المرشح الأول في الانتخابات الرئاسية التركية 2023

ولد رجب طيب أردوغان في إسطنبول،  عام 1954، وتخرج في كلية علوم الاقتصاد والتجارة بجامعة مرمرة، وبدأ عمله السياسي في حزب "السلامة الوطنية"، ثم عضوا في حزب الرفاه ثم حزب الفضيلة، وكلها أحزاب، أسسها نجم الدين أربكان، وفي عام 1985 تولى رئاسة حزب الرفاه، ثم رئيسا لبلدية إسطنبول عام 1994.

وأسس مع عبد الله غول، حزب العدالة والتنمية عام 2001، وفاز بالانتخابات التشريعية 2002 وتولى بعدها رئاسة الوزراء، ومنذ 2014 خطا خطوة واسعة بفوزه برئاسة تركيا بالانتخاب المباشر، وكرر الفوز في 2018.

كمال كليتشدار أوغلو.. المرشح الثاني في الانتخابات الرئاسية التركية 2023

يعتبر كليتشدار أوغلو، أبرز المعارضين لسياسة حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية التركية، خاصة الانفتاح على الشرق الأوسط، ويعد أوغلو مرشح رئاسة الجمهورية عن الطاولة السداسية التي تضم كلاً من الحزب الجمهوري وحزب الجيد وحزب المستقبل والسعادة والحزب الديمقراطي وحزب الديمقراطية والتقدم.

ووُلد كمال كليتشدار أوغلو عام 1948، بمنطقة تونجلي، وتخرج في أكاديمية أنقرة للاقتصاد والعلوم التجارية "كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة غازي"، عام 1971، وبدأ العمل في وزارة المالية وتنقل بين عدة مناصب خلال عمله، حتى عين لاحقا مدير عام للتأمينات الاجتماعية ليتقاعد من منصبه عام 1999.

والتحق بالعمل السياسي عام 2022، حيث انضم كليتشدار أوغلو إلى حزب الشعب الجمهوري، ودخل انتخابات البرلمان التركي في نفس العام ثم في 2007 ليفوز فيها بعضوية البرلمان عن الدائرة الثانية بمدينة إسطنبول، وفي عام 2009، ترشح لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في الانتخابات المحلية، لكنه خسر أمام مرشح حزب العدالة والتنمية قادر توباش، وفي عام 2010 انتخب رئيساً لحزب الشعب الجمهوري خلفاً لدينيز بايكال، وما يزال يشغل هذا المنصب حتى الآن.

سنان أوغان.. المرشح الثالث في الإنتخابات الرئاسية التركية 2023

سنان أوغان، هو المرشح الثالث، أن أردوغان، وأوغلو، وولد 1967 في مدينة إيدر التي تقع في منطقة أرضروم شرق الأناضول لعائلة من أصول أذربيجانية، وحصل على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من موسكو عام 2009، وبدأ عمله السياسي في عام 2006، مع حزب الحركة القومية، عبر تقديم تقارير وتحاليل معلوماتية كان يقدمها لرئيس الحزب دولت بهتشلي.

وركز أوغان في تقاريره على مواضيع السياسة الخارجية والأمن، وفي عام 2011 انتخب نائباً عن ولاية إيدر تحت ظل حزب الحركة القومية، ولكن طرد من الحركة القومية عام 2015 بعد وقت قصير من ترشحه لمنصب الرئاسة في الحزب وأعيد ثانية ليطرد بشكل نهائي عام 2017.

والآن هو مترشح لرئاسة تركيا، عن تحالف الأجداد، وهو مجموعة من الأحزاب المعادية للاجئين وأبرزها حزب النصر الذي يرأسه أوميت أوزداغ، إضافة إلى حزب العدالة وحزب دولتي.

انسحاب المرشح الرابع في الانتخابات التركية

كان هناك مرشحا رابعا للانتخابات التركية، وهو محرم إنجه، والذي أعلن انسحابه، قبل 3 أيام من بداية السابق، حيث أكد أنه تعرض لضغوط كبيرة، بسبب الاتهامات بأنه تسبب في انقسام أصوات المعارضة، التي ترى حظوظها كبير للفوز على الرئيس التركي، مشيرا إلى أن هناك سببا آخر لانسحابه، وهو الصور المزيفة ذات الطابع الجنسي التي استهدفته.

وأوضح أنه كان يتعرض لضغوط شديد لمدة 45 يوما، فيما سماع بـ "محاولات اغتيال سياسية"، بجانب تشويه السمعة، وفشلت السلطات التركية في الدفاع عنها، مشيرا إلى أن الاتهامات باطلة ومقاطع الفيديو مزيفة.

ولكن الأهم من قرار انسحاب إنجه، هو تأثيره على باقي المرشحين، حيث يرى البعض، أن انسحاب إنجه يعزز موقف مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، في مواجهة أردوغان الذي لم يعرف الخسارة في الانتخابات المختلفة التي خاضها في تركيا منذ نحو 20 عاما.

أصعب انتخابات للرئيس التركي

وتعتبر الإنتخابات الرئاسية التركية 2023، هي الأصعب بالنسبة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان،  في رحلة الـ 20 عاما التي تولى في مقاليد الحكم بالأناضول، حيث وحدت 6 أحزاب معارضة، قواها لخوض الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تعقد غدا 14 مايو، واختارت الأحزاب زعيم المعارضة كمال كليشدار أوغلو مرشحا لها لمنصب الرئاسة، لذلك يبدو موقف أردوغان ضعيفا نسبيا، في ظل ما تعانيه أنقر من ارتفاع معدلات التضخم، بجانب الآثار المدمر لزلزال 6 فبراير الذي أسفر عن مصرع 50 ألف شخص.

موعد التصويت وإعلان النتائج

أما عن نظام التصويت، فالمرشح، الذي يتمكن من الحصول على أكثر من نصف الأصوات، سيكون هو الفائز بالمنصب الرئاسي، على أن يتم إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية مساء غد 14 مايو، وإن لم يحدث ذلك وتقاربت الأصوات، فسوف تجرى جولة إعادة بعد أسبوعين من 14 مايو.

مؤشرات بفوز مرشح المعارضة

أما عن مؤشرات التصويت ونتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، فقد أظهرت تقدم كمال كليشدار أوغلو، بنسبة طفيفة على رجب طيب أوردوغان، ورغم ذلك فإن هذه النسية ليست مريحة للمعارضة التركية، ومرشحهم، مطالين الأتراك بحسم الانتخابات من الجولة الأولى، والحصول على أكثر من 50% من الأصوات.

في هذا الصدد، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والخبير في الشأن التركي، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خسر أصوات المرأة التركية، في إشارة إلى الخروج من اتفاقية المرأة التركية عام 2021، ما تسبب فى تعرضها الآن للسجن والاضطهاد والكثير من التهديدات.

وأضاف عبد الفتاح، أن هذه الانتخابات قد لا يستطيع أردوغان حسمها من الجولة الأولى، لكن قد يتمكن من ذلك في جولة الإعادة، بفارق بسيط، مشيرا إلى أن أردوغان قد يفشل في الحصول على أغلبية برلمانية بسبب تكتل المعارضة ضده وتعدد الأحزاب لأنه لأول مرة 26 حزبا ينافسون في الانتخابات عكس المرات السابقة كان حوالي 5 أو 7 أحزاب يتنافسون.

مستقبل تركيا حال فوز أردوغان

وأوضح أنه في حال فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية التركية، فهو بذلك يقوم بمشروع "القرن التركي الجديد"، بمعنى تنفيذ جمهورية الثانية، بعد الجمهورية الأولى التي أنشأها مصطفى كمال أتاتورك عام 1923، لذلك أردوغان يأمل أنه بعد 100 عام من الجمهورية الأولى يوجد جمهورية ثانية، تقوم على أسس جديدة ونظام رئاسي تركيا العظمى، ذات التأثير على محيطها، ولكن الظروف لم تساعده بسبب زلزال 6 فبراير والأزمة الاقتصادية وتأثيرات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ومن قبل ذلك تداعيات جائحة كورونا، بالتزامن مع وجود معارضة شديدة.

وأشار عبد الفتاح إلى أنه حال خسرت المعارضة التركية هذه الجولة، فستكون ضربة موجعة لها، لأنه لأول مرة تحشد كل هذا الحشد ضد أردوغان.

وعن سياسات أردوغان المستقبلية، مع المحيط الدولي والعالم، الباحث بمركز الأهرام، إن الرئيس التركي الآن أصبح يحتاج إلى العالمن وبالتالي لن يصطدم به مرة أخرىن بل سيحاول الاستفادة منه وتغيير أسلوبة وسياساته وسيكمل في ساساته بالانفتاح مع مصر ودول الجوار، ولكن هذا لا يعني تخليه عن مشروع تحويل تركيا إلى دولى عظمى في الإقليم.