منذ بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات على صادرات موسكو من الطاقة والبنوك والأوليجارشيين "طبقة الأغنياء في روسيا"، ولكن سلعة واحدة فاخرة نجت إلى حد كبير من وهج العقوبات الدولية وهي الماس.
وتعتبر روسيا الماس واحدا من أكبر 10 صادرات غير متعلقة بالطاقة من حيث القيمة، حيث بلغ إجمالي الصادرات الروسية من الماس أكثر من 4.5 مليار دولار في عام 2021، وفقا لوزارة الخزانة الأمريكية.
[[system-code:ad:autoads]]
وتعد روسيا موطنا لـ أكبر وأغنى احتياطيات الماس في العالم وهي أكبر منتج ومصدر للماس الخام في العالم من حيث الحجم، كما تعتبر "ألروسا" وهي شركة تعدين الماس الروسية، الأكبر في العالم وهي مسؤولة عن 90٪ من طاقة تعدين الماس في روسيا.
العقوبات الأمريكية على الماس الروسي
وحتي الآن، فأن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة لم تؤثر على الجزء الأكبر من إمدادات الماس الروسية، حيث فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على الرئيس التنفيذي لشركة ألروسا، سيرجي سيرجيفيتش إيفانوف، مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية ووسعت العقوبات ضد الشركة في أبريل 2022.
كما أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن أمرا في مارس 2022 يحظر استيراد الماس الروسي غير الصناعي، ولكن يستثني الحظر الأمريكي الحالي الماس الذي تحول في بلدان ثالثة، مثل القطع والتلميع، حسبما قال متحدث باسم وزارة الخزانة لأكسيوس.
وعلى سبيل المثال، يعتبر الماس الروسي الذي يتم قطعه وصقله في الهند ماسا هنديا، مما يسمح له بدخول السوق الأمريكية، على الرغم من العقوبات، ويتم تصدير الغالبية العظمى من الماس الخام الروسي بهذه الطريقة.
ومن جانبه، قال هانز ميركيت، الباحث في خدمة معلومات السلام الدولية، لموقع أكسيوس الأمريكي، إن استبعاد الماس المقطوع والمصقول هو "ثغرة كبيرة" تجعل العقوبات الحالية رمزية إلى حد كبير.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية لأكسيوس، إن العقوبات الأولية كانت جزءا من خطة تصعيد استراتيجي لأن فرض عقوبات على الماس المصقول ليس شيئا يمكن القيام به بسرعة.
وعلى الرغم من دعوات أوكرانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي، استبعدت حزم عقوبات الأوروبية المتعاقبة الماس الروسي.
صعوبة فرض عقوبات آخري على الماس الروسي
وقال ميركيت إن بلجيكا، المركز الرئيسي الوحيد لتجارة الماس في الاتحاد الأوروبي، عارضت في البداية العقوبات وجادلت بأنها ستدفع فقط تجارة الماس الروسي إلى مراكز تجارية أخرى.
وأضاف أن الموقف البلجيكي قد خفف من العقوبات على روسيا، مؤكدا أن أي إجراء يجب أن يكون جزءا من استجابة منسقة دوليا.
وتزامنت الآمال المتجددة في فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي مع تزايد الضغوط من الحلفاء وإدراك أن قيمة تجارة الماس الروسي آخذة في التناقص.
وأحد الأسباب التي تجعل من الصعب فرض عقوبات على الماس المصقول هو صعوبة تتبعه وسط النسيج المترامي الأطراف للجهات الفاعلة التي تشكل صناعة الماس.
وقال ميركيت إن الماس النموذجي سيمر بعشرات المعاملات في طريقه من المنجم إلى السوق، لافته إلى أن التكنولوجيا موجودة لتتبع الماس عن طريق النقش بالليزر أو المسح الضوئي، ولكن من غير الواضح مدى السرعة التي يمكن بها توسيع نطاق هذه التكنولوجيا لاستيعاب كميات كبيرة من الماس.
وتعهدت مجموعة السبع في فبراير الماضي، بأنها ستعمل بشكل جماعي على اتخاذ مزيد من الإجراءات بشأن الماس الروسي، بما في ذلك الماس الخام والمصقول.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لأكسيوس، إن الهدف من أي إجراءات تتخذها مجموعة السبع هو تحقيق تشعب في السوق الدولية، حيث قد يتم بيع الماس الروسي إلى بعض البلدان ولكن ليس بين دول G7.
وأضاف المسؤول، أن التتبع هو أوضح أداة لتحقيق هذا التشعب، مشير إلى أن حظر الاستيراد على الماس الروسي بالإضافة إلى الأساليب الأخرى كلها قيد المناقشة.
ولفت مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية، إلى أنه من الممكن فرض حظر على استيراد الماس الروسي يستند إلى إعلان العناية الواجبة، كما حدث سابقا مع الياقوت من بورما.
وأكد المسؤول الأمريكي، أن السيناريو المحتمل هو تنفيذ نظام لتقييد استيراد الماس الروسي يمكن فرضه بطرق متنوعة.
وعلى الجانب الآخر، أشارت السفارة الروسية في واشنطن إلى تعليقات أدلى بها مؤخرا ديمتري بيريشيفسكي، رئيس إدارة التعاون الاقتصادي بوزارة الخارجية الروسية، والتي وصف فيها القيود الدولية على الماس الروسي بأنها "غير مسؤولة" وتتعارض مع مصالح الصناعة.