ترجع شهرة العالم "هيوارد كارتر" إلى اكتشافه مقبرة "توت عنخ آمون"، التي تُعد المقبرة الوحيدة التي لم تمسها أيدى اللصوص.
بدأ الكشف عن مقبرة الملك "توت" في أول الأمر بطريق الصدفة، ففى شتاء عام 1906 عثر "تيودور ديفيز" - الذي كان يواصل أعمال الحفر فى وادى الملوك - على إناء من الفخار الملون يحمل اسم توت عنخ آمون، على مسافة ليست ببعيدة من الموضع الذي عمل عنده هيوارد كارتر فيما بعد، وبعد عام قام بالحفر داخل حجرة سفلية بعمق 7م تقريبا من سطح الأرض بالقرب من مقبرة الملك "حور محب"، عثر بداخلها على صندوق خشبي صغير مكون من عدة صفائح ذهبية على إحداها اسم توت عنخ آمون و زوجته، ثم استخرج من بئر مجاورة له عددًا من الأوانى الفخارية من بينها: إناء للنبيذ طويل العنق، وآخر ملفوف بقطعة من قماش منقوش عليها تاريخ العام السادس من عهد توت عنخ آمون، وهذه الأواني موضوعة مع أكداس من أقمشة كتانية هي في الغالب من بقايا عمليات تحنيط وتكفين المومياء، وعندها أدرك "ديفيز" ومعاونوه أنهم بذلك عثروا على جميع مخلفات المقبرة، وأنها تعرضت للسرقة والنهب.
[[system-code:ad:autoads]]
سبب حماية المقبرة
بدأ هيوارد كارتر بعد ذلك في العمل بين مقبرتي “رمسيس التاسع” و “رمسيس السادس”؛ أملا في الكشف عن المزيد من مقابر ملكية بوادى الملوك، وبعد العمل لمدة خمس مواسم متتالية ثم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
ويذكر الدكتور زاهي حواس، فى كتابه« 100 حقيقة مثيرة في حياة الفراعنة»، أن الملك رمسيس السادس أمر بحفر مقبرته فوق مقبرة توت عنخ آمون؛ الأمر الذي ساعد على بقاء المقبرة بعيدة عن أيدى اللصوص، لتصبح مقبرة توت عنخ آمون - حتى الآن - المقبرة الملكية الوحيدة التي وصلت إلى أيدينا كاملة مليئة بمئات الأثاث الجنائزى.
وتابع زاهي حواس، أما عن موميائه فهى موجودة حاليًا بالمقبرة بوادى الملوك، نظرًا لسوء حالتها، فعند لحظة الكشف بدأ فريق علمى فى فحص جثمان الفرعون الذهبي الصغير توت عنخ آمون في 11 نوفمبر من عام 1925، وكانت أول الأجزاء التي ظهرت من جسد الفرعون الصغير هى أرجله، وبحلول 16 نوفمبر تم فك كل اللفائف الكتانية التى كانت تغطى جسد الملك وتم إخراجه من التابوت ليتم فحصه عن قرب.
نزع القناع الذهبي
وأوضح "حواس"، أن المشكلة الكبرى التي كانت تواجه الفريق آنذاك، هى نزع القناع الذهبي الذي كان يغطى وجه الفرعون الصغير والذي كان ملتصقاً تماما بالرأس، ورأى “كارتر” أن عملية الفصل هذه كان يلزمها الأزميل والشاكوش ولكن تم استخدام عدد من السكاكين التي تم تسخينها مسبقا وبالفعل نجحت عملية الفصل، وتم إخراج القناع الذهبي من أعلى الوجه، وأدت عملية الفصل هذه إلى إحداث بعض التشوهات في وجه المومياء، وعندما تم نزع القناع وجد أن الرأس حليقة، أما جلد فروة الرأس فدهن بحامض دهني أبيض اللون، والأذن كانت مثقوبة وكان حجم الثقب يبلغ 0.75 سم، وأدت اللفائف الكتانية التي كانت محكمة على الوجه إلى التأثير على الأنف؛ فبدت الأنف مسطحة أما العيون والشفاه فكانت مسدودة تمامًا بسبب المواد الصمغية التي كانت تستخدم في عملية التحنيط، منوهًا إلى أن توت عنخ آمون كان له كل هذه الثروة من الأثاث الجنائزي ولم يكن له مكانته التاريخية، فماذا لو قيس بغيره من الملوك؟ وفي هذه الحالة قد يستطيع الإنسان أن يتخيل ما يجب أن يكون عليه الأثاث الجنائزى بالنسبة للملوك العظام أمثال تحتمس الثالث وأمنحتب الثالث وسيتى الأول ورمسيس الثاني.