لعل معرفة ماذا كان النبي يقرأ قبل النوم من أهم ما ينبغي الحرص عليه في هذه الأيام، فبها تحل البركة على العبد ، خاصة وأن أذكار النوم أو بصيغة أخرى ماذا كان النبي يقرأ قبل النوم يعد من السُنن الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الليل ،ويعد الحرص على هذه الأذكارسببًا لجلب النفع والخيرللمسلم ودفع الضرر والشر عنه، كما أن من ضمن عبادته – تعالى- المحافظة على الدعاء والذكر، وقد وردت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ويأتي في صدارتها ماذا كان النبي يقرأ قبل النوم من القرآنباعتباره بوابة كبيرة للفضل العظيم.
ماذا كان النبي يقرأ قبل النوم
ورد فيه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، حيث لم يقتصر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- علىدعاء قبل النوممما فتح الله تعالى عليه، وإنما حرص كذلك على أن يكون من القرآن أي بقراءة آيات قرآنية، حيث كان من أفضلدعاء قبل النومعن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة يردددعاء قبل النومويجمع كفيه وينفث فيهما ويقرأ سورة الإخلاص والفلق والناس ثلاث مرات، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، بدءًا من الرأس والوجه وما أقبل من جسده الشريف، لما ورد في صحيح البخاري، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها-: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ».
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل : « اقرأ " قل يا أيها الكافرون " ثم نم على خاتمتها ، فإنها براءة من الشرك » ، وصححه الألباني في " صحيح سنن أبي داود " ، وفي الحديث الطويل لأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، نذكر منه أنه قَالَ: " وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ ، فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ الحَدِيثَ - ، فَقَالَ : إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ ) أخرجه البخاري، -وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ البَدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ ) . رواه البخاري ومسلم.
وعن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( قُلْ : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " ، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ ، حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) رواه الترمذي، كما ورد أنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ كل ليلة قبل أن ينام : سورتي السجدة والملك ، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم- على قراءة سورة الملك قبل النوم وقد كان عليه الصلاة والسلام مداومًا عليها ، فقد ورد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك. ) رواه الترمذي قال أبو عيسى، هذا حديث حسن ورواه أبو داود وغيره.
كما ورد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحافظ على سورة السجدة لما لها فضل عظيم، فقد جاء عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان لا ينام حتى يقرأ (الم تنزيل) و(تبارك الذي بيده الملك) رواه أحمد والترمذي وهو حديث صحيح صححه الألباني في صحيح الجامع، كما كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم أنه قَالَ للصحابي الجليل البراء إبن عازب - رضي الله عنه -«إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ وقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ فاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ) متفق عليه .
ويجب على المسلم أن يحافظ على الأذكار لأنها تحفظنا من الشيطان حتى نستيقظ، وتعتبر الحصن الحصين للنفس من شر الشيطان والمخلوقات، وينام المسلم وهو يشعر بالطمأنينة والأمان وأنه في حفظ الله ورعايته ، وعليه : فيستحب لمن أراد النوم أن يقرأ السور التالية : «سورة السجدة ، سورة الملك ، سورة الكافرون، سورة الإخلاص، سورة العلق ، سورة الناس ، آية الكرسي ، آخر آيتين من سورة البقرة، الفلق » ، وإن فاضلت بين السنن والسور والآيات التي تريد قراءتها عند نومك فحافظ على ثلاثة أوراد :
1. قراءة آية الكرسي.
2. قراءة خواتيم سورة البقرة (آخر آيتين منها).
3. سورة الإخلاص مع المعوذتين.
أما آية الكرسي فقد ورد في فضلها أنها حرز لك من الشيطان ، فإذا أويت إلى فراشك وقرأت هذه الآية باستحضار وتدبر وحضور قلب فإنك لا يقربك ولا يضرك شيطان حتى تصبح إن شاء الله ، كما أخبر الشيطان نفسه أبا هريرة رضي الله عنه بذلك ، وأخبرنا النبي أن الشيطان صدق وهو الكذوب !، وما أحوج كل ما واحد منا إلى أن يحفظه الله من الشيطان خاصة خلال نومه حيث ينقطع شعوره وإحساسه فيحتاج إلى حافظ خارجي له فتكون آية الكرسي كالحرز له ، أما خواتيم البقرة فقد جاء في الحديث أنه من قرأها في ليلته كفتاه !، وقال العلماء: كفتاه عن قيام الليل إن فاته القيام، أو كفتاه بمعنى حفظتاه من كل سوء أو أذى بإذن الله ، وهذا فضل عظيم ولا شك ، وقد كان بعض السلف يقول : عجبت لمن نام ولم يقرأ خواتيم البقرة !، وعن الإخلاص مع المعوذتين ، فقد كان يحرص عليها نبينا الكريم قبل نومه فكان يجمع كفيه وينفخ فيهما ويقرأ هذه السور ثم يسمج بهما ما استطاع من جسده يفعل ذلك ثلاثاً، وفي ذلك حرز له وحفظ ، فإذا ضعفت همتك فلا تضعف عن قراءة هذه السور والآيات التي لا تأخذ منك وقتاً .
وقد كان النبي عليه السلام يحافظ أحياناً على قراءة سور أخرى قبل نومه وهي : «سورة الملك وسورة السجدة وسورة الزمر وسورة الإسراء »، وقد ورد في فضل قراءة سورة الملك أن رجلاً حافظ عليها فشفعت له من عذاب القبر وحفظته في قبره لذلك يسميها بعص العلماء المنجية، أما باقي السور فموضوعاتها مما تذكر المسلم بموضوعات الحياة اليومية من نشأته وموته وحياته الآخرة لذلك كان النبي يحرص على قراءتها أحياناً.