قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

5 قرارات تعصف بالدولار.. الأخضر يتعرض لموجة عنيفة تهدد بقاءه

الدولار
الدولار
×

يتعرض الدولار الأمريكي لضغوط عالمية، وحركة هي الأولى من نوعها، للتخلي عن التعامل بالعملة الأمريكية، بعد تسببها في ضغوط صعبة على العملات المحلية لكثير من الدول، بسبب الاقتصادية العالمية الراهنة، ما دفع أغلب دول العالم للبحث عن كيانات اقتصادية جديدة؛ تنخرط داخلها مما يوفر بعضا من الحماية لعملتها مقابل الدولار.

وإلى جانب الضغوط الخارجية أمام الدولار، بات الآن يواجه ضغوطا داخل الولايات المتحدة، حيث قالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين في رسالة للكونجرس إنه من غير المرجح أن تفي وزارة الخزانة بجميع التزامات الحكومة الأمريكية في أوائل يونيو، إذا لم يتحرك الكونجرس.

أمريكا مهددة بالتخلف عن سداد التزاماتها

دفعت هذه التحركات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لدعوة كلا من القادة الأربعة الأبرز في الكونجرس للمشاركة في اجتماع بالبيت الأبيض الأسبوع المقبل، وهم مكارثي، وزعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر والزعيم الجمهوري ميتش ماكونيل، بالتزامن مع إقرار الجمهوريون في مجلس النواب مشروع قانون لرفع سقف الدين الأسبوع الماضي يتضمن تخفيضات حادة في الإنفاق، وهو ما قال بايدن ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون إنهم لن يوافقوا عليه.

وينتظر الولايات المتحدة أزمة تخلف غير مسبوق عن سداد بعض الالتزامات، حال لم يتم التوصل إلى إجراء قبل الموعد الجديد الذي حددته وزارة الخزانة في الأول من يونيو، حيث بلغ سقف الدين الحكومي عند 31.4 تريليون دولار في 19 يناير.

مصر تدرس التخلي عن الدولار ببعض المعاملات

وأعلن وزير التموين الدكتور على المصيلحي، منذ 3 أيام، أن الوزارة تدرس حاليا اعتماد العملة المحلية للدولة في معاملاتها التجارية مع كلا من الهند والصين وروسيا، موضحا أنه حتى هذه اللحظة لم يتم اتخاذ إجراءات حقيقية والأمر مطروح للبنوك المركزية والبنوك التجارية.

وأكد المصيلحي، أن الاتجاه العام للحكومة هو تقليل الضغط والطلب على الدولار، مشيرا إلى أنه خلال 6 أشهر الأولى من الأزمة الروسية الأوكرانية كان هناك صعوبة فى توريد الأقماح عبر البحر الأسود ولذلك دخلت كل من فرنسا ورومانيا وبلغاريا وألمانيا كموردين، لافتا إلى أنه بعد اتفاقية الأمم المتحدة للممرات الآمنة بدأ توريد الأقماح من روسيا وأوكرانيا.

فك البترودولار.. هل يفقد الأخضر قيمته؟

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية نشرت منذ أيام مقالا بعنوان "السعودية تدرس قبول اليوان بدلا من الدولار عند بيع نفطها للصين"، حيث هناك تكهناك باقتراب نهاية عصر "البترودولار" الذي بدأ في سبعينات القرن الماضي، وساهم في ترسيخ مكانة الدولار عالميا، كعملة مهيمنة بين احتياطات النقد الأجنبي حول العالم.

وفي هذا أكد رفيق لاتا، كبير المحررين في قضايا النفط، في شركة Energy Intelligence المتخصصة في النشر في قطاع الطاقة، إن هذا الخبر "كان تسريبا من مصدر سعودي محدد وليس سياسة سعودية رسمية"، مشيرا إلى أن المعلومات توضح أن هذا الأمر كان محل نقاش لبعض الوقت، بينما أكد الدكتور أنس الحجي، المتخصص في الاقتصاد بمنصة الطاقة، إن قيمة صادرات النفط العالمية يمكن أن تبلغ خلال العام الحالي 2.6 تريليون دولار، وهي قيمة ضخمة تتطلب وجود سيولة كبيرة من العملة التي تستخدم في تجارة هذه السلعة.

كان سبب تماسك وقوة الدولار في السابق، هو تسعيره وربطه بالنفط، فكانت المعاملات النفطية لا تتم إلا بالدولار، وظل هذا الوضع قائما منذ عام 1971، حين تم فك ارتباط الدولار بالذهب، واليوم، تبدو المؤشرات واضحة، حيث تتحول دول العالم لإتمام صفقات التبادل بينها بعملات أخرى.

19 دولة تجتمع ضد الدولار يونيو المقبل

إلى جانب هذه التهديدات، كانت وكالة بلومبرج أصدت مؤخرا، تقريرا حول رغبة 19 دولة، أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة بريكس، ومن ضمن هذه الدول، 5 دول عربية، وذلك بالتزامن مع استعداد المجموعة للانعقاد يونيو المقبل في جنوب أفريقيا، وهو الاجتماع، الذي قد يمثل خطرا على مستقبل الدولار، ويعزز من حركة التخلي عنه عالميا.

أنيل سوكلال، سفير جنوب أفريقيا لدى بريكس، أكد أن الأسواق الناشئة في البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، سوف تجتمع في كيب تاون يومي 2 و3 يونيو المقبل لمناقشة توسيع مجموعة بريكس، وآليات حدوث ذلك، مشيرا إلى أن هناك 13 دولة طلبت الانضمام رسميا للمجموعة فيما طلبت 6 دول أخرى بشكل غير رسمي، والمجموعة تتلقى طلبات للانضمام كل يوم.

مناقشة إنشاء عملة موحدة للبريكس

وقال سوكلال إن وزراء خارجية الدول الأعضاء الخمس في بريكس، أكدوا حضورهم مناقشات يونيو، للتباحث حول النقاط الساخنة التي تدور على الساحة الآن، بما في ذلك السودان، مشيرا إلى أن السعودية وإيران من ضمن الدول التي طلبت الانضمام رسميا للمجموعة فبراير الماضي، كما أعربت الأرجنتين والإمارات العربية المتحدة والجزائر ومصر والبحرين وإندونيسيا، إلى جانب دولتين من شرق أفريقيا وواحدة من غرب أفريقيا، عن اهتمامها بالانضمامللمجموعة.

تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، تعطي مؤشرات واضحة بأن الدولار ينتظره مستقبل غامض، مع الأخذ في الاعتبار مدى قدرة التكتلات الاقتصادية المجتمعة في بريكس على إحلال عملة أخرى مكان الدولار، فقد أكد لافروف أن اجتماع بريكس في يونيو سوف يناقش إنشاء عملة موحدة بين الدول الأعضاء.

وكان جوزيف سوليفان، المستشار السابق في البيت الأبيض، أكد أن التخلي عن الدولار الأمريكي يمكن أن يصبح حقيقة واقعة، حيث أن عملة بريكس الجديدة البديلة للدولار قد تتمتع بفرص نجاح عالية، وذلك حسب تصريحاته في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية.

وقال جوزيف سوليفان، الذي عمل كخبير اقتصادي في مجلس البيت الأبيض للمستشارين الاقتصاديين خلال إدارة ترامب، الثلاثاء الماضي، إن العملة الصادرة عن البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ستشكل تهديدًا فريدًا لهيمنة الدولار.

تراجع الدولار بالاحتياطي العالمي

وعند إضافة مساعي دول بريكس في إبعاد الدولار عن عمليات التبادل التجاري عالميا، وإفقاده قيمته، في إطار حرب اقتصادية بين الصين وروسيا من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، إضافة إلى خروج الدولار بالفعل من كونه عملة الاحتياطي العالمي تدريجيا، نجد أن العملة الأمريكية ينتظرها مستقبل أسوأ.

فقد تعرض الدولار لضغوط وتراجعت في حصته من احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنوك المركزية عالميًا، وذلك منذ طرح العملة الأوروبية الموحدة اليورو عام 1999، وبلغت حصة الدولار في الاحتياطي الأجنبي للبنوك المركزية عالميا عام 2022 الماضي 58%.

ومن المتوقع أن تنخفض حصته لـ 40% حال انخفاض نسبة مساهمته في التجارة الدولية من 50% إلى 33%، بعدما كان الدولار يسيطر على النسبة الأكبر من الاحتياطي الأجنبي في البنوك المركزية عالميا عام 1999 والتي كانت تمثل حوالي 71%، وتقلصت عام 2014 إلى 66%.

اتجاه لتبادل تجاري بعملات غير الدولار

إضافة إلى هذه الاحصائيات، فقد شهدت الفترة الماضية، إجراء العديد من عمليات التبادل التجاري بعملات أخرى غير الدولار، حيث توالت اتفاقيات التبادل التجاري، متخلية عن الدولة، وجاءت كالتالي:

  • سعرت الصين وفرنسا، شحنة غاز إماراتية بلغ حجمها 65 ألف طن غاز طبيعي، بالعملة الصينية اليوان.
  • اتفقت البرازيل والهند مع الصين على أن يكون التبادل التجاري بينهما باليوان.
  • تتحرك دول أخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية، لتنويع سلة عملاتها بعيدا عن الدولار.
  • بدأت الهند في تسديد واردات النفط الروسي، بالدرهم الإماراتي بدلا من الدولار، رغم أن العملة الإماراتية مرتبطة بالدولار.
  • السعودية على لسان وزير ماليتها، أكدت يناير الماضي في تصريحات لـ"بلومبرج"، أن المملكة منفحتة على مناقشات بشأن التجارة بعملات أخرى غير الدولار.

البرازيل، وهي أكبر اقتصاد بأمريكا اللاتينية، قررت أواخر مارس الماضي، التعامل باليوان الصيني مع الصين في تبادلها التجاري، والبالغ حوالي 150 مليار دولار سنويا، وهذه ضربة قاضية للنقد الأمريكي، في إطار التحولات العالمية التي تصب في مصلحة التخلي عن الدولار.