يصادف اليوم 24 أبريل ذكرى استخدام سلاح غاز الخردل في الحرب العالمية الأولى، ملك غازات المعارك هكذا اطلقوا عليه ذلك الاسم بسبب الآثار المميتة التي يسببها.
جاءت بداية استخدامه في الحرب العالمية الأولى، وكانت أكثر المعارك فتكًا وتوفي بها حوالي 10000 شخص بسببه ، وهي معركة إبير حيث أطلقته القوات الألمانية على القوات البريطانية المتمركزة في مدينة إبير في بلجيكا.
وأطلق الألمان عليه اسم "لوست" تيمنا باسمي كيميائيين المانيين قاما بتطويره، وهو غاز مخيف يبطل فعالية اقنعة الغاز لانه يستهدف الجسم مباشرة.
ولم ينتهى الأمر إلى ذلك فقط بل طوره الفرنسيون لرغبتهن أن تصبح فعاليته أسرع ثلاثين مرة، وساعدهم الأمر في الفوز بمعركة المارن الثانية عام 1918.
والغاز المعروف بـملك غازات المعارك لا تصلح معه الأقنعة لانه يعمل باللمس وليس بالاستنشاق وهو يتغلغل فى الملابس ويتسبب بحروق بالغة.
الأثار الناتجة عن التعرض لغاز الخردل
وعن طريق اللمس، يؤدي الغاز الى بروز نتوءات في الجلد فيما تتورم العيون وتلتهب الجفون فيؤدي الى فقدان البصر مؤقتا. وبعد ذلك، يؤديالى نزيف داخلي وخارجي والى تدمير الرئتين، ويبدأ المصابون بمفارقة الحياة خلال أربعة أو خمسة أسابيع نتيجة تورم رئوي.
كان غاز الخردل ينجرف إلى الخنادق، معرّضًا الجنود لخطر الإصابة بالحروق والعمى والأضرار التنفسية، اعتقد البعض أنّ استخدام الغازات كسلاح أكثر إنسانية من غيرها من أشكال التسلُّح التقليدية، من منطلق أنّها قد تتسبّب بشلل الجنود دون قتل.
حُرم استخدام الأسلحة الكيميائية في العام 1925 من دون أن يحرم انتاجها، بموجب بروتوكول جنيف، وكان يجب انتظار اتفاقية باريس، التي وقعت في العام 1993 ودخلت حيز التنفيذ في 29 أبريل عام 1997، لحظر تطوير وانتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية.
وعلى الرغم من أن استخدامها لم يتوقف إلا أن الغازات السامة لم تستخدم على نطاق واسع إلا في معارك الحرب العالمية الأول.