اختلفت استعدادات المصريين عبر التاريخ لعيد الفطر المبارك، من إعداد موائد وتوزيع عيديات على العمال وإطلاق مدافع القلعة وشراء الملابس الجديدة، وكل عصر اختلف عن الأخر وتميز بمظاهر مميزة.
الدولة الفاطمية : من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر التي برزت في عهد الدولة الفاطمية كان توزيع الحلوى على جميع موظفي الدولة و إقامة الموائد الضخمة في القصور السلطانية، وقد أنشيء لذلك الغرض "دار الفطرة" وهو مطبخ لصناعة الحلوى و قد أنشيء في عهد الخليفة العزيز بالله .
وبحسب الروايات التاريخية فقد كان الخليفة الفاطمي يخصص 20 ألف دينار لصناعة كعك العيد، فكانت بداية صناعته في شهر رجب إلى العيد، كذلك أطلق الفاطميون اسم عيد الحلل على عيد الفطر المبارك حيث كانوا يتولون كساء الشعب وخصصوا لذلك 16 ألف دينار لتقديم الكساء للشعب في عيد الفطر المبارك وذلك في عام 515 هـ .
الدولة العثمانية: كان يشهد الاحتفال بعيد الفطر أجواء خاصة حيث كانت مدافع القلعة تطلق أيام العيد الثلاثة في أوقات الصلوات الخمسة، وفي اليوم الأول يذهب أمراء الدولة وكبار رجالها إلى القلعة في موكب حافل ثم يتوجهون لجامع الناصر محمد بن قلاوون داخل القلعة لأداء صلاة العيد، ثم يصطفون لتهنئة الباشا.
وفي اليوم الثاني تقدم القهوة والحلوى والمشروبات وتفوح رائحة البخور في القلعة التي ينزل الباشا إليها للاحتفال الرسمي بالعيد في (الجوسق) المعد له والذي فُرش بأفخر الوسائد والطنافس، ويتقدم الأمراء و أرباب المناصب للتهنئة، كما يأمر الباشا بالإفراج عن بعض المساجين.
أما عن الاحتفال الشعبي، فكان الجميع يتزين ويظهر في أبهى حُلة ويخرج رب الأسرة مصطحبا معه عائلته لأداء صلاة العيد في المساجد و الكل يلبس ملابس العيد الجديدة ، وقد أعد الجميع كحك العيد وباقي الحلوي لتناولها وتقديمها للأقارب والزوار ثم يخرج المواطنون في بهجة وسعادة للتنزه في شوارع مصر وربوعها . كما اعتاد بعض الناس على زيارة المقابر للتصدق على أرواح موتاهم، ويخرج الشباب في جماعات للنزهة في النيل، وتشهد بركة الفيل و الأزبكية وجزيرة الروضة ازدحامًا هائلاً .
العصر الحديث: أما فى العصر الحديث يأخذ المصريون زينتهم ويحتشدون بعد طلوع الشمس مباشرة في الجوامع، ويؤدون صلاة العيد، ويحرص الجميع على ارتداء ملابس جديدة ومن اشهر الاكلات أيام العيد: الكعك، المكسرات، الفطير، الشريك، السمك المملح وهناك من يفضل أطباقًا من اللحم والبصل والطحينة.
والعيد هو موسم البهجة والسعادة عند الأطفال فى كل العصور، فالعيد يعني عندهم : العيدية ، الملابس الجديدة والكعك و الحلوى وزيارة الحدائق والسينما والملاهي وزيارة الأقارب و الأصدقاء ، يلهون و يمرحون مع وجود المراجيح في كل مكان في الميادين والمناطق الشعبية و الساحات فى القرى، كما يحب الكثير من المصريين القيام برحلات إلى القناطر الخيرية ورحلات نيلية، أو يذهبون إلى حديقة الحيوانات والأهرامات .
كحك العيد: من أهم السمات الأساسية في العيد، ويعتقد الكثيرون أن كعك العيد بدأ فى مصر مع بداية العصر الفاطمي ولكن الحقيقة التاريخية تؤكد أن المصريون قد عرفوه منذ أكثر من خمسة آلاف عام اي منذ عهد الفراعنة حيث اعتاد المصريون القدماء تقديم الكعك على هيئة قرص الشمس وصنعوه من دقيق القمح والسمن وعسل النحل وكانت زوجات الملوك يقدمن الكحك للكهنة الحارسين للهرم خوفو فى يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو، ووجدت أقراص الكحك محتفظة بهيئتها ومعها قطع من الجبن الأبيض وزجاجة عسل النحل . أما فى التاريخ الإسلامى فيرجع تاريخ كعك عيد الفطر إلى الطولونيين قبل العصر الفاطمى حيث كانوا يصنعونه فى قوالب خاصة مكتوب عليها «كل واشكر» ليأخذ في عهد الإخشيديين مكانة أكثر تميزا وأهمية ويصبح من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر .
العيدية والملابس الجديدة: وتظل العيدية أهم سمات الاحتفال بالعيد، فينتظرها الأطفال مع أول أيام العيد من الأبوين والأقارب ليفرحوا بها ويتباهوا فيما بينهم بما حصلوا عليه من نقود، وكذلك شراء الملابس الجديدة للأطفال أو الكبار فتجد الشوارع والمحلات قبل العيد وقد ازدحمت للإقبال علي شراء الملابس والاحذية الجديدة بمناسبة العيد لتدخل البهجة كل بيوت المصريين والمسلمين في العالم.