لاشك أن تزامن أول أيام عيد الفطر مع يوم الجمعة يطرح السؤال عن من صلى العيد هل يؤدي صلاة الجمعة ؟، حيث يجمع هذا اليوم بين عيدين للمسلمين فالجمعة هي عيد المسلمين من كل أسبوع وكذلك عيد الفطر هو عيد الفرحة بالفطر وبلقاء الله تعالى بعد شهر الصيام، وحيث يذهب الجميع إلى صلاة العيد باعتبارها أول بشائره ونفحاته ، فمن هنا يتساءل من صلى العيد هل يؤدي صلاة الجمعة أم لا؟.
من صلى العيد هل يؤدي صلاة الجمعة
قالت دار الإفتاء المصرية ، إنه إذا جاء العيد يوم الجمعة فالأصل أن تقام الجمعة في المساجد، ومن كان يَصعب عليه حضورها أو أراد الأخذ بالرخصة في تركها إذا صلى العيد فله ذلك.
واستشهدت “ الإفتاء ” عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابتها عن سؤال : ( من صلى العيد هل يؤدي صلاة الجمعة ؟)، بقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- في ذلك: «قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمِّعون» رواه أبو داود وغيره، بشرط أن يصلي الظهر بدلًا عنها، وأما القول بسقوط الجمعة والظهر معًا بصلاة العيد فلا يُعَوَّل عليه ولا يجوز الأخذ به.
وأوضح الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن الواجب على إمام الجمعة وخطيبها أن يقيم الجُمعة وأن يحضر في المسجد ويصلي بمن حضر، حتى لو صادفت الجُمعة أول أيام العيد.
وأضاف «وسام» خلال إجابته عن سؤال: «ما حكم صلاة الجمعة إذا جاءت يوم العيد؟»، أنه يجوز لمن أدى صلاة العيد أن يترك الجمعة، ووجب عليه أن يصلى أربع ركعات ظهرًا وهذا عند بعض الفقهاء، مستشهدًا بما روي عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ، قَالَ: «قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ»، مضيفًا «وأما القول بسقوط الجمعة والظهر معًا بصلاة العيد فلا يُعَوَّل عليه ولا يجوز الأخذ به».
وورد أنلكل أمة من الأمم عيدٌ يعود عليهم في يوم معلوم، وعيدنا نحن المسلمين عيد الفطر وعيد الأضحى فعن أنس رضي الله عنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان ؟ قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما؛ يوم الأضحى ویوم الفطر ».
وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- في يوم العيد إن وافق يوم الجمعة أنه يصلي العيد ويصلي الجمعة، ورخص صلى الله عليه وسلم لمن حضر صلاة العيد عدم الحضور لصلاة الجمعة ويصليها ظهرًا في وقت الظهر، وخير الهدي وأكمله هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
ويستحب إظهار البشر والسرور وصلة الأرحام ونبذ الشحناء والخلاف ومسامحة الخلق والعفو عنهم، والتوسعة على العيال وإدخال السرور عليهم، ولا بأس باللعب واللهو المباح لأن في ديننا فسحة، كما يستحب التكبير عقب الصلوات الخمس ، ومن صيغه : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
صلاة العيد
قالت دار الإفتاء المصرية ، إن صلاة العيد سُنَّةٌ مؤكدة واظب عليها النبي صلى الله عليه وآلـه وسلم، وأمر الرجال والنساء –حتى الحُيَّض منهن- أن يخرجوا لها.
وأوضحت “ الإفتاء ” أن وقتُ صلاة العيد عند الشافعية ما بين طلوع الشمس وزوالها، ودليلهم على أن وقتها يبدأ بطلوع الشمس أنها صلاةٌ ذات سبب فلا تُراعَى فيها الأوقات التي لا تجوز فيها الصلاة، أما عند الجمهور فوقتها يَبتدِئ عند ارتفاع الشمس قدر رمح بحسب رؤية العين المجردة-وهو الوقت الذي تحلُّ فيه النافلة- ويمتدُّ وقتُها إلى ابتداء الزوال.
صلاة الجمعة
وورد أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم، ولا يصح تركها إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، وإن ترك صلاة الجمعة إثم كبير ما دام بغير عذرٍ يمنعه من أدائها، وقد ورد في تركها وعيد شديد كما في الحديث الشريف: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ» [رواه: النسائي]، وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» [رواه: مسلم]، ولا يصح تركها إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، فأما من كان في ديار غير المسلمين ، فإنهلا تجب عليه الجمعة ما دام فى ديار غير المسلمين فهذا ما عليه جمهور الفقهاء وإن كان الأولى أن يصليها إذا استطاع فإذا لم يستطع فإن له أن يصليها ظهرًا ولا يكون آثمًا.