احتفت وزارة الأوقاف اليوم الثلاثاء، بذكرى ليلة القدر 2023، وذلك في حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وعدد من القيادات السياسية والدينية.
ووجه وزير الأوقاف، خلال كلمته في احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر وتكريم الفائزين في المسابقة العالمية التاسعة والعشرين للقرآن الكريم ، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على تكريم أهل القرآن الكريم وحفظته.
تكريم أهل القرآن
وهنأ الوزير الشعب المصري كله والأمتين العربية والإسلامية بمناسبتين عظيمتين : ليلة القدر وعيد الفطر المبارك سائلا الله (عز وجل) أن يجعل أيام مصر كلها أعيادًا، موضحاً أن احتفاءنا السنوي بليلة القدر وتكريم أهل القرآن لَيؤكِّدُ اهتمام الدولة المصرية بخدمة القرآن الكريم وإكرام أهله وإعلاء كلمة الحق كتابًا وسنة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "تركتُ فيكم ما إن اعتصمتُم به لن تَضِلُّوا أبدًا، كتابَ اللهِ، وسُنَّتي "، فالقرآن كتاب الله الذي "لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ "، فهو أصدق الحديث وأعذبه وأبلغه وأجمله "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا"، "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا".
وتابع وزير الأوقاف: لم تبلث الجن إذ سمعته أن قالوا: " إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا "، وما أن سمع أحد الأعراب قول الله تعالى: "وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ", حتى انطلق قائلًا : أشهد أن هذا كلام رب العالمين لا يشبه كلام المخلوقين، وإلا فمن ذا الذي يأمر الأرض أن تبلع ماءها فتبلع، ويأمر السماء أن تقلع عن إنزال الماء فتقلع؟ إنه رب العالمين ولا أحد سواه .
ويقول الحق سبحانه: " وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ"، ويقول سبحانه : " فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ" .
كما يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم ؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : " إنَّ من إجلالِ اللَّهِ إِكْرامَ ذي الشَّيبةِ المسلِمِ، وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيهِ والجافي عنهُ، وإِكْرامَ ذي السُّلطانِ المقسِطِ".
وأكد وزير الأوقاف، أن تكريم الرئيس اليوم لأهل القرآن إنما هو من إجلال الله (عز وجل) وتعظيم شعائره، فنسأل الله (عز وجل) أن يديم عليك هذه النعمة وأن يجزيك عنا وعن القرآن وأهله خير الجزاء .
العناية بالقرآن الكريم
وأشار إلى أن العناية بالقرآن الكريم لم تقف عند حدود حفظه وتجويده إنما هي عناية بكل ما يتصل بالقرآن الكريم حفظًا وتفسيرًا ودراسة وفهمًا، وإن المسابقة العالمية التاسعة والعشرين التي نظمتها وزارة الأوقاف والتي يَشرُف أوائلها بتكريمكم لهم اليوم قد تضمنت عدة محاور أساسيةٍ تتعلق بتفسير القرآن الكريم وفهم معانيه ومقاصده السامية، فالنص ثابت مقدس، وهو معطاء إلى يوم القيامة، وعلينا أن نبذل أقصى طاقتنا في فهمه فهمًا صحيحًا وتطبيقه تطبيقًا دقيقًا يسهم في صنع الحضارة وترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية، ويصل بنا إلى سبيل النجاة بإذن الله تعالى.
كما توجه وزير الأوقاف باسمه واسم جميع أئمة الأوقاف والعاملين بها بخالص الشكر والتقدير والامتنان للرئيس على عنايته الكريمة بعمارة بيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى؛ لتصبح مناراتٍ عظيمةً لنشر صحيح الدين، تسهم في بناء الإنسان والأوطان، وتدعم حق العيش الإنساني المشترك.
كذلك حرصه الدائم على تحسين الأحوال العلمية والمالية للأئمة، ومن بينها وليس آخرها إن شاء الله تلك الزيادة التي وجهتم بها في بدل صعود المنبر وتم تطبيقها من أول مارس 2023م، فلطالما وجهتم سيادتكم بالتحسين الدائم لأحوال الأئمة المالية كلما استطعنا أن نعظم موارد الوزارة الذاتية فجزاكم الله عنَّا وعن الأئمة والعلماء والخطاب الديني وعمارة بيوت الله (عز وجل) خير الجزاء.