يعود المصوّر الأميركي كهيندي وايلي مرّة جديدة ليطرح أعمالاً بارزة تتأمل في إرث أميركا العنصري والمظلم، وتستلهم كل لوحة من أعماله، ضحية من ضحايا العنف الذي يمارس ضد أصحاب البشرة السمراء.
"آثار الصمت" هو عنوان المجموعة الجديدة من أعمال ويلي المعروضة بمتحف de Young في سان فرانسيسكو حتى 15 أكتوبر، وهي تواجه الصمت المحيط بالعنف المنهجي ضد أصحاب البشرة السمراء، من خلال اللغة المرئية وتعابير الضحايا. إذ يبحث ويلي عن أيقونات التضحية في الفن الغربي، ويتتبعها عبر الموضوعات الأسطورية والتاريخية.
في معرضه تتحوّل الضحايا إلى مرثاة قوية للمقاومة، وترمز إلى الأبطال الأسطوريين، في محاولة لاستعادة إرث الاستعمار المؤلم، والعنصرية المنهجية.
أجسام البورسلين الممدودة على الأرض، بلا حياة، لكنها قوية، تمجّد الضحايا ومعاناتهم وموتهم، وكذلك مناصرتهم وتأييدهم للمعتقدات التي اعتنقوها. ويمكن قول الشيء نفسه عن جرائم قتل أوسكار جرانت، ومايكل براون، وجورج فلويد، وكذلك صورة جسد دامار هاملين المهمل.
يقول متحف "دو يونج" على موقعه الرسمي، "تُفقد أرواح أصحاب البشرة السمراء باستمرار بسبب عنف الشرطة، هذا هو جوهر معرض ويلي، وخصوصاً مقتل جورج فلويد، وما نتج عنه متمثلاً في حركة Black Lives Matter، التي تعدّ أكبر حركة في تاريخ البلاد".
علم آثار الصمت
ويقول وايلي: "هذا هو علم آثار الصمت الذي أكتشفه، شبح عنف الشرطة ضد أصحاب البشرة السمراء"، مضيفاً: "عام 2022، قتلت الشرطة 1176 شخصاً، شكّل أصحاب البشرة السمراء 24٪ من الضحايا، مما جعله العام الأكثر دموية على الإطلاق".
وتابع ويلي خلال جولة في معرضه الجديد: "إنها أعمال مفجعة حاولت إبرازها من خلال 25 لوحة ومنحوتة في علم آثار الصمت، والكثير منها أكبر من الحياة، وذلك ردّاً على مقتل الشرطة لجورج فلويد، والاحتجاجات التي اجتاحت الولايات المتحدة عام 2020".
وتحظى أعمال وايلي بالاهتمام في جميع أنحاء العالم، وقد تمّ تكليفه برسم صورة للرئيس السابق باراك أوباما لمعرض سميثسونيان الوطني للصور عام 2017، وهو يحتوي على صور لجميع الرؤساء الأميركيين السابقين.